الجديد برس
“الإمارات مارست ضغوطا على الرئيس المستقيل عبده ربه منصور هادي والسلطات المصرية من أجل إيقاف عقد مؤتمر الائتلاف الذي كان مقررا إقامته بالقاهرة لأنها أدركت بأن البساط قد يسحب من يدها وهي تريد أن تستمر في ممارسة العبث عن طريق أدواتها كالمجلس الانتقالي والقوات التابعة لها” بهذا أجاب أحد أعضاء الائتلاف الجنوبي عن سؤال للجزيرة نت حول دوافع أبو ظبي من هذه الخطوة.
ولفت عضو الائتلاف الجنوبي -الذي طلب التحفظ عن اسمه- أن المؤتمر تم تأجيله أيضا لترتيبات فنية وإدارية بعد أن تفاجأ المنظمون بتعذر إصدار التراخيص الخاصة بذلك وعدم السماح لهم باستكمال الترتيبات لانعقاده، لكنه قال إنه ستتم إعادة عقد المؤتمر في أقرب وقت، ومن المرجح أن يكون في مكان آخر غير القاهرة.
تهديدات.. مخاوف
وقد بدا واضحا حجم المخاوف التي رافقت إعلان هذا الائتلاف المؤيد -في الواقع- للرئيس المستقيل وحكومته، والذي يضم 14 مكونا جنوبيا، من خلال التهديد والتحريض المباشر الذي أطلقته قيادات بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات بمجرد أن تم الإعلان عن إقامة المؤتمر نهاية الأسبوع الماضي.
وبرزت تلك المخاوف من خلال التلميحات التي أصدرها القيادي السلفي الجنوبي هاني بن بريك -وهو قيادي بالمجلس الانتقالي- حيث تحدث عن تجنيد عسكري وتشكيل قوة من ربع مليون شخص لحماية الجنوب، كما قال بتغريدة له على صفحته في تويتر.
ولم يتوقف الأمر عند هذا، فقد غادر عدن إلى القاهرة ناشطون جنوبيون محسوبون على الإمارات وذهبوا للحديث عما أسموه “تحركات إخوانية” لتفريق المكونات الجنوبية، ونشر بعضهم صورا من داخل القاعة التي كان مقررا عقد المؤتمر فيها واحتفوا بتمكنهم من إفشاله.
وأرجع المحلل السياسي اليمني خالد عقلان طبيعة هذه المخاوف الإماراتية -من انعقاد مؤتمر القوى الجنوبية الداعمة للحكومة- إلى اعتقاد أبو ظبي بأن الائتلاف قد يفشل مشروعها بالجنوب ويفقد “أدواتها” شرعية تمثيل الشارع، وهو الأمر الذي قد يؤثر حتى على قواتها التي تدعمها لممارسة الانتهاكات بحق أبناء الجنوب، خاصة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد وجودها على الأرض خلال الأيام الماضية.
ولكن ما لم يكن متوقعا -بحسب حديث عقلان للجزيرة نت- أن “تتقزم مصر العظيمة إلى تلك الدرجة المخجلة والمشينة وترهن قرارها بالكامل لمشيخيات نفط الرجعية في الخليج، وهي التي قادت التحرر الكبير في اليمن خلال خمسينيات القرن الماضي، ولكنها صارت اليوم في عهد السيسي مجرد دمية يتحكم بها حاكم أبو ظبي المهووس بجنون الحكم”.
وبالرغم من كل هذه المحاولات لا تزال مساحة الرفض الشعبي لوجود الإمارات تتسع يوما بعد آخر -وفقا لعقلان- “وقد تشهد الأيام القادمة مواجهات دامية، خاصة مع فشل الحكومة الشرعية في التحكم بالمشهد الأمني والسياسي والاكتفاء بالتصريحات الباهتة، والتي لا تعدو أن تكون تبيضا لجرائم الإمارات الأمر الذي يفقدها ثقة الشارع الجنوبي”.
حرب جديدة
بالمقابل، يرى فيصل علي رئيس مركز “يمنيون” للدراسات أن أعضاء مؤتمر الائتلاف الجنوبي أنفسهم “مجرد تابعين للرئيس اليمني، ومنهم من يبحث عن مكاسب خاصة”.
وقال “تمثيل القضية الجنوبية وتفريخها إلى مكونات يعتبر مشروعا غير منطقي لأن قضية اليمن في النهاية واحدة، وتحويلها إلى مشاريع مناطقية لا يخدم اليمن”.
وفي ما يتعلق بواقع الجنوب اليوم، أوضح المتحدث نفسه أن الحال لا يختلف كثيرا عن وضع الشمال و”ما إن توجد دولة يمنية حقيقة فلن يكون هناك مشكلات” مؤكدا أن المشكلة الراهنة تتمثل في عدم وجود دولة تمثل الجميع.
وبخصوص دور الإمارات، يقول رئيس مركز “يمنيون” إنه سيخفت “بمجرد صحوة اليمنيين أنفسهم”.
لكن الباحث والصحفي اليمني عدنان هاشم يرى أن مشكلة الجنوب معقدة بشكل أكبر، خصوصا وأن فصائل الحراك الجنوبي مختلفة على أسس القضية وحلها، ولا توجد هيئة يمكنها أن تمثل الجنوب.
ويضيف هاشم بحديث للجزيرة نت “الفارق على الأقل أن الائتلاف الوطني الجنوبي يمثل معظم هذه المكونات وينطلق من رؤية وطنية يمنية وليس رؤية خارجية إماراتية كما هو حال المجلس الانتقالي الجنوبي”.
الجزيرة نت