الجديد برس | تقرير ماجد محمد
تتزايد قوة الحوثيين يوما تلو آخر وذلك منذ انطلاق “عاصفة الحزم” على اليمن والتي فشلت منذ أول انطلاقة لها .
لقد انطلقت عاصفة الحزم في مثل هذا اليوم من العام 2015م بدعوى إنهاء الانقلاب واعادة الشرعية في اليمن من الحوثيين ومؤيدهم آنذاك علي عبدالله صالح .
لقد تمكن الحوثيون خلال الأربعة الأعوام الماضية من التوسع في كثير من المناطق الشمالية رغم انسحابهم أو خسارتهم في كثير من مناطق الجنوب وذلك لعدم وجود حاضنة شعبية هناك .
لكن ماهو مؤسف لأبناء الجنوب أنهم احتضنوا عناصر تفتك بهم ليلا نهارا من عناصر تكفيرية تنتمي لجماعات القاعدة وداعش بالإضافة إلى مايتعرضون له من ويلات أصدقاءهم ومحرريهم من الحوثيين .
سجن كبير
حيث تحولت محافظات الجنوب إلى سجن كبير وليس بخاف على أحد السجون السرية التي أقامتها الامارات في بئر أحمد بعدن وهو ماكشفته وسائل اعلام عالمية .
لقد أغرت دول التحالف أبناء تلك المناطق بتحويلها إلى دبي أخرى لكنها مالبثت أن كشرت بأنيابها وأصبح أبناء تلك المناطق يعانون من ويلات الجماعات التكفيرية وبتوجيه من دول التحالف وعمليات الاغتيالات الشبه يومية لرجال دين من حزب الاصلاح في عدن والمكلا أبرز المحافظتين بافضافة إلى الملاحقة المستمرة في حال اعتراضهم او انتقادهم لدول التحالف .
مناطق الحوثي “حاضنة للجميع”
لقد كانت مواقف الحوثيين مفاجئة لدى الكثير من أبناء الجنوب حين لمسوا استقبالا لهم في مناطق سيطرة الحوثيين وذلك خلال نزوحهم بدايات عاصفة الحزم حيث استقبلت محافظة إب آلاف الأسر النازحة من محافظات الجنوب وشاهدوا رحابة صدر كما وصفها محمود ناصر من قبل جماعة الحوثيين ومؤيديهم وهو ماجعل كثير منهم يفضلون البقاء لكن غلاء المعيشة في غير مناطقهم اضطر كثير منهم للعودة إلى محافظاتهم .
لقد زرعت دول التحالف بين أبناء البلد الواحد حقدا غير مسبوق في تاريخ اليمن حيث تعرض أبناء المناطق الشمالية للطرد والتنكيل من محافظات جنوبية في العام 2015م بما فيهم مؤيدون لعاصفة الحزم بسبب انتماءهم إلى محافظات شمالية ومنهم وُلد في الجنوب لكن بطاقة انتماءه إلى تعز أو إب لم تشفع له وطُرد من بيته ومحلاته .
أضف إلى ذلك منع أبناء المحافظات الجنوبية من دخول مدنهم من قبل مسلحين تدعمهم دول التحالف كون بطاقته مكتوب عليهم من مواليد الحديدة أو صنعاء وهو ماحصل مع عدنان ناصر أصغر أسرته البالغ من عمره 18 عاما حينما كانوا مسافرون في العام 2016م إلى عدن لكنه مُنع من دخولها لأنه من مواليد صنعاء كما في بطاقته وترك أهله لمواصلة الطريق إلى مسقط رأسهم لزيارتها وحُرم منها وما عليه سوى العودة إلى صنعاء والتي وصفها ” صنعاء أم اليمن ” .
تأييد للحوثي وحشود متزايدة
لقد نجح الحوثيون في التفاف الناس من حولهم وذلك بسبب الأخطاء التي ترتكبها دول التحالف وميليشياتها دون الاعتراف والرجوع عن أخطاءها بل تزداد مناطق سيطرتهم سوءا بما فيها محافظة تعز التي تشهد حاليا مواجهات بالاسلحة الثقيلة لم يسبق لها مثيل بين قوى مؤيدة للتحالف .
إن ثقة الناس بالحوثيين في مناطق سيطرتهم وأمانهم على أموالهم وارواحهم جعلتهم في قوة متزايدة شعبيا وعسكريا وهو ماشاهده العالم اليوم باحتشاد مئات الآلاف في سبع محافظات بمناسبة مرور أربعة أعوام من “عاصفة الحزم” أو كما يصفها الحوثيون ” أربعة أعوام من الصمود” واستقبالهم لعام خامس .
سبع ساحات بما فيها أمانة العاصمة لحشود لم يسبق لجماعة او حزب رغم ماتمتلكه من أموال أن حشدتها وهاهو الحوثي يحشدهم بالمجان وهو مايجعل العالم أن يقف لوهلة ويراجع حساباته لماذا تحول الحوثي إلى هذه القوة المتنامية .
لقد مثلت مصداقية الحوثي في مواجهته مع دول التحالف والقوى المؤيدة لها في الداخل وحرصه على مقاتليه ومناطقه أكثر التفافا له بل التحق الكثير بجماعتهم وجبهاتهم لما يحضى مقاتليه من رعاية خاصة واهتماما خاصا بمقاتليه وأسراه وأسرهم بخلاف الشرعية التي لاتعرف عن مقاتليها شيء بالإضافة الى استهدافهم المستمر من قبل طيران التحالف دون العان أي موقف تجاه تلك التصرفات المتكررة .