«احتدام الصراع بين روسيا وإيران في سوريا». تمثّل الجملة السابقة عنواناً عريضاً لكثير من التحليلات والقراءات والمقاربات الإعلامية للملف السوري منذ شهور طويلة. وقد تزايد الضخّ الإعلامي المبني على العنوان المذكور منذ مطلع العام الحالي، وصولاً إلى الحديث عن «معارك عسكرية طاحنة بين الطرفين» في الأيام الأخيرة، الأمر الذي نفته «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة» السورية. وعلى أهمية النفي السوري، ولا سيما أنه حمل صبغة رسمية في خطوة نادرة، فإن تتبع المعطيات الميدانية يبدو كفيلاً بتبيان فبركة تلك الأنباء، ولو لم يصدر النفي. ثمة سؤال واجب الطرح في هذا الإطار، عن دقة إضفاء صفة «صراع» على العلاقة بين موسكو وطهران في الملف السوري. تتحفّظ مصادر سورية عدة عن الخوض في أي تفاصيل تتصل بعلاقة دمشق بحليفيها الأساسيين، فضلاً عن مناقشة العلاقة بين هذين الحليفين، وتأثير كلّ منهما بعلاقة دمشق بالآخر، فيما يكتفي مصدر دبلوماسي بالقول لـ«الأخبار» إن «الحلف الذي عرف كيف يخوض الحرب في ذروة احتدامها، يعرف تماماً كيف يُنهيها منتصراً ومتماسكاً». يبدو هذا الكلام متوقّعاً في ظل ما عُرف عن المصادر السورية من التكتم على كثير من التفاصيل، والذهاب بدلاً من ذلك نحو عبارات عمومية مقتضبة.