الجديد برس : متابعات
كشف نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للشؤون الإعلامية العميد عبدالله بن عامر عن وجود فيديو يوثق عملية اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي بالصوت والصورة، ويتضمن كافة التفاصيل التي رافقت الاغتيال من بداية دخول الحمدي وحتى إطلاق الرصاص عليه.
وقال العميد العميد بن عامر في تصريح لصحيفة 26 سبتمبر الصادرة عن صنعاء ان الفلم يكشف عن تفاصيل ما حدث بين الرئيس الحمدي والقتلة وجميعها تفاصيل مثيرة وصادمة.
وأشار إلى ان حقيقة وجود الفيلم تتعزز يوماً بعد آخر سيما بعد الوصول إلى أكثر من مصدر وتوثيق شهادات لشخصيات شاهدت الفيديو وهي معلومات مهمة تم التوصل اليها نهاية العام الماضي تؤكد وجود فيلم صوت وصورة.
بداية الاستقصاء
وأكد العميد ان نقطة البداية في معرفة وجود فيديو لاغتيال الزعيم الحمدي كانت هي التوصل الى أحد المقربين من مسؤول أمني كبير في الشطر الجنوبي قبل الوحدة الذي أكد مشاهدته للفيديو وقال أنه لم يجرؤ الكشف على هذه المعلومة قبل مقتل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح.
وقال العميد بن عامر : ما أورده المصدر الموثوق دفعنا إلى البحث والتحري للتأكد مما ورد عقب ان أخضعنا المصدر لعملية اختبار استناداً إلى المعلومات المتوافرة لدينا عن قضية الاغتيال وكذلك إلى التقنيات المستخدمة في التصوير بتلك الفترة.
واضاف “كنا نكرر طلب الحصول على إفادة المصدر أكثر من مرة وخلال أيام مختلفة للتأكد من أنه يورد نفس المعلومات وليس هناك أي تناقض فيما يتحدث به , وبعد أسبوع من تكرار الإفادة طلبنا منه توثيق شهادته خطياً وهو ما حدث بالفعل ثم بالصوت والصورة قبل أن يدلنا على أشخاص آخرين شاهدوا معه نفس المادة.
واشار نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للشؤون الإعلامية الى أن شهادة المصدر لم تكن كافية حتى يتم الإعلان او الكشف عنها للرأي العام، الأمر الذي تطلب إما الوصول الى المادة المرئية أو إلى شخصيات أخرى شاهدت الفيلم دون أن يكون لها علاقة بالمصدر الأول نظراً لخطورة ما سيتم الإفصاح عنه.
وبحسب العميد بن عامر فانه “تم التوصل إلى عدة مصادر بعد شهادة المصدر الأول وجميعها موثوقة ولا مصلحة لها بالكذب علينا، منها مصادر وافقت على توثيق شهادتها للتاريخ وأخرى جاري التواصل معها.
وقال نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد عبدالله بن عامر إن وجود أكثر من مصدر شاهد نفس الفيلم وفي زمان ومكان مختلفين عزز من صحة وجوده, إضافة إلى تطابق الشهادات في تفاصيل الفيلم وكذلك مع شهادة شاهد عيان كان حاضراً أثناء عملية الاغتيال وسيتم الكشف عن تفاصيل هذه الشهادة لاحقاً.
توثيق ونسخ للفلم
وحول الهدف من التصوير ومدى إمكانية قبول القتلة بتوثيق العملية قال العميد بن عامر: إن المعلومات الأولية تؤكد أن توثيق العملية كان بطلب سعودي وأن الفيلم وصل بطرق مختلفة إلى أجهزة مخابرات أجنبية.
واضاف العميد عبدالله بن عامر الأسئلة التي قد تتبادر إلى ذهن أي شخص تم الوصول إلى إجابات منطقية لها منها على سبيل المثال أسئلة تتعلق بالفيلم وكيف تم التصوير ولماذا التوثيق وهل كان القتلة أغبياء لدرجة ترك دليل يوثق الجريمة وهم من اخترعوا قصة أخرى للاغتيال وسيتم الكشف عن كل هذه التفاصيل إضافة إلى تفاصيل الفيديو خلال الفترة القادمة.
أما عن إمكانية وجود نسخ من الفيلم ولدى أي جهات قال العميد بن عامر هناك نسخة وصلت إلى جهات في الداخل وتحديداً في الشطر الجنوبي قبل الوحدة وخضعت لعملية مونتاج اخفت وجوه القتلة وعلى الأرجح أنها أتلفت بفعل تقادم الزمن أو تعاقب الاضطرابات في الشطر الجنوبي كأحداث يناير 1986م وقيام جهات مرتبطة بسلطة الشمال بشراء تلك النسخ مقابل أموال باهظة ومع كل ذلك فهذا لا يعني أن جميع النسخ اتلفت بل إن هناك مؤشرات تؤكد أن الوصول إلى الفيلم أصبح أكثر سهولة من ذي قبل.
وتابع: ” كنا نفضل عدم التطرق إلى هذه المعلومات حتى نتوصل إلى المزيد من الأدلة من جهات جرى التفاوض معها لتزويدنا بما لديها إلا أن إشارة شبكة الجزيرة لوجود الفيلم فرض علينا ضرورة إطلاع الشعب اليمني على آخر ما تم التوصل إليه في هذه القضية المهمة بالنسبة لكافة اليمنيين.
واعتبر العميد بن عامر إشارة القناة الى الفيلم يؤكد وجوده فهي توصلت عبر مصادرها الى وجود فيلم يوثق الاغتيال كما توصلنا نحن عبر مصادرنا إلى ذلك وقد فضلنا التكتم على ما نجمعه من معلومات حتى نصل إلى الفيلم.
وأضاف: إن من حق الشعب اليمني أن يصل إلى كل الحقيقة وهو ما يتطلب من كل الوطنيين المخلصين الذين يمتلكون معلومات وأدلة إضافية بأن عليهم موافاتنا بها إبراءً للذمة وإنصافاً للعدالة والحقيقة آملاً أن يمثل الكشف عن وجود الفيلم دافعاً لمن يمتلك معلومات بأن يسهم في كشف الحقيقة سيما أولئك الذين سبق وإن برروا صمتهم خلال الفترة السابقة فاليوم لا مبرر لهم.
واختتم نائب مدير دائرة التوجيه تصريحه لصحيفة ” 26 سبتمبر ” بالقول: أنا على ثقة بأنه سيأتي اليوم الذي يشاهد فيه كافة اليمنيين عملية اغتيال الحمدي بالصوت والصورة وبغض النظر عن متى سيكون ذلك اليوم فإن هناك الكثير من المعلومات والتفاصيل من ملف الاغتيال يتوجب كشفها تباعاً كالحقائق المتعلقة بتفاصيل عملية الاغتيال منها:
أولاً: أن عملية اغتيال الرئيس الحمدي لم تحدث فور وصوله إلى مكان ارتكاب الجريمة, بل كان هناك وقت كاف لتبادل الحديث بين القتلة والحمدي فما حدث يشبه إلى حد ما المحاكمة قبل تنفيذ الإعدام إضافة إلى تفاصيل أخرى.
ثانياً: الدور الذي لعبه الملحق العسكري السعودي العقيد صالح الهديان ووصوله إلى مكان ارتكاب الجريمة قبل وصول الحمدي وإشرافه على كافة التفاصيل بل ومشاركته في التنفيذ.
ثالثاً: أن ما حدث في 11أكتوبر 1977م ليس مجرد اغتيال رئيس بل انقلاب دموي مكتمل الأركان فهناك قيادات عسكرية ومدنية تعرضت للإخفاء القسري والمطلوب الكشف عن مصيرها وكذلك قيادات تعرضت للاغتيال وجميع هذه الجرائم تتحمل الجهات المتورطة في العملية الانقلابية تبعاتها والمسؤولية الكاملة عليها.
وكانت قناة الجزيرة الإخبارية قد تحدثت في فيلم (الغداء الأخير)الذي تم بثه الأحد الماضي عن الشهيد الحمدي أن مصادر أكدت وجود فيديو يوثق عملية اغتيال الشهيد الزعمي إبراهيم الحمدي.