الجديد برس
تقرير:أمين النهمي
إصابة أكثر من 1.5 مليون شخص منذ العام 2016
1500 يوم مضت على قتل وإبادة وتجويع وحصار الشعب اليمني من قبل تحالف العدوان الأمريكي ـ السعودي،
وتدمير البلد بكامل بنيته التحتية، حيث دمرت المدارس والمستشفيات والمزارع ومصانع الادوية وشبكات توزيع المياه والغاز والكهرباء وشبكات الطرق والجسور… الخ، وتم فرض حصار جوي وبحري وبري لمنع وصول أية مساعدات حتى الإنسانية منها من الغذاء والأدوية
والمستلزمات الطبية الأساسية، وكل هذا باشتراك وتواطؤ المجتمع الدولي والأمم المتحدة، التي لم تحرك ساكنا أمام المأساة الإنسانية التي يعاني منها أهل اليمن، ليس ذلك فقط بل إنها لعبت دورا قذرا في تردي الأوضاع الإنسانية وتفاقمها بشكل حاد.
أعنف موجة إصابة
يتعرض اليمن لأعنف عدوان تدميري غاشم. ويتعرض أيضاً لأعنف موجة من موجات الإصابة بوباء الكوليرا على مدى التاريخ المعاصر، فمنذ بدء العدوان الغاشم انتشر وباء الكوليرا في اليمن، وبصورة مفجعة مخلفاً عشرات الوفيات والمصابين، أعداداً تتزايد من عام لآخر وبشكل غير عادي ما بين وفيات وإصابات. وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن حالة الاكتظاظ غير المسبوقة في المستشفيات، أو ما تبقى منها؛ حيث تجد المصابين في الممرات وخارج المستشفيات، لعدم قدرة المستشفيات على تقديم سرائر للمرضى والمصابين، لاسيما مع شحة الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه قوات تحالف العدوان.
كلاكيت كوليرا مرة ثالثة!
وزارة الصحة العامة والسكان أعلنت رسميا حالة الطوارئ الوبائية بعد انتشار مرض الكوليرا للمرة الثالثة في اليمن منذ عام 2015، حيث أوضح وزير الصحة أن حالات الإصابة بالمرض بلغت خلال ثلاثة أشهر من العام 2019 حوالي 162 ألفاً و463 شخصاً، توفي منهم 327 شخصا، بينما أصيب أكثر من مليون ونصف المليون شخص بمرض الكوليرا منذ العام 2016 توفي منهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص، مؤكدا أن وباء الكوليرا يشكل تهديدا حقيقيا لحياة الملايين من اليمنيين.
ورصد مكتب الصحة العامة والسكان بأمانة العاصمة عدد الحالات المسجلة منذ بداية العام الجاري بـ37 ألفا و485 إصابة، منها 50 حالة وفاة بينها طبيبان.
وبلغت حالات الوفاة والإصابة بمرض الكوليرا في محافظة لحج خلال الثلاثة الأشهر الماضية، 12 حالة وفاة، و1312 حالة إصابة بحسب مصادر محلية.
وفي محافظة حجة أشار تقرير صادر عن مكتب الصحة والسكان بالمحافظة إلى أن عدد الوفيات المسجلة بسبب الكوليرا منذ مطلع العام الجاري وحتى أبريل بلغ 25 حالة وفاة، فيما بلغ عدد الإصابات المسجلة بالوباء 15 ألفاً و373 حالة.
وذكر مدير مكتب الصحة العامة والسكان بذمار وفاة 14 حالة بمرض الكوليرا منذ بداية العام الجاري، موضحا أن إجمالي عدد حالات الإسهالات المائية الحادة والمشتبهة بمرض الكوليرا المكتشفة بالمحافظة خلال الفترة من 1 يناير حتى 10 مارس، بلغ 9560 حالة.
“رصد”: مصدر الوباء سلاح جرثومي
ونبّهت مؤسسة رصد لحقوق الإنسان، في بيان لها، إلى عدم قدرة مستشفيات مدينة الحديدة على علاج المصابين بالوباء، محذّرة من كارثة صحّية في ظل استمرار وصول العشرات من المصابين من محافظتَي تعز وريمة إلى مستشفيات الحديدة.
ولم تستبعد أن يكون مصدر انتشار الكوليرا في الحديدة سلاحاً جرثوميّاً يُستخدم ضمن الحرب البيولوجية غير المعلنة بهدف إيقاع أكبر قدر من الضحايا، مشيرةً إلى أن التلوّث الجرثومي الذي يحدثه ذلك النوع من السلاح، الذي سبق أن استُخدم من قبل القوّات الأمريكية في العراق عام 2003، يظلّ أثره حتّى بعد توقّف الحرب.
وكان نشطاء وشباب مديرية برع في محافظة الحديدة قد أطلقوا نداء استغاثة إلى وزارة الصحة ومنظمات المجتمع العاملة في المجال الصحي لمواجهة وبائي الكوليرا وحمى الضنك اللذين اجتاحا المديرية مؤخرا.
وقالت مصادر طبية في مستشفيات خاصة وحكومية في عدن إن العشرات من أبناء المحافظة أوصلوا مؤخرا إلى المستشفيات جراء الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك. وأكدت المصادر أن الأعداد تضاعفت خلال الأيام الماضية، جراء تزايد طفح مياه الصرف الصحي وانتشار البعوض وتجاهل الجهات المعنية.
الملايين مهددون
وخلال الشهر الماضي، ارتفعت نسبة الإصابات بالكوليرا في مختلف المحافظات اليمنية جراء الجفاف وبالتزامن مع الحصار الذي تفرضه دول تحالف العدوان بعد انهيار المنظومة الصحية في البلد نتيجة الحرب.
وكانت الأمم المتحدة حذرت من موجة جديدة وعنيفة من الكوليرا ستجتاح اليمن، مؤكدة أن الوضع الصحي في البلاد سيسهم في تفاقم الكارثة.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو أربعة ملايين و800 ألف يمني مهددون بالكوليرا، ما يعمق مأساة اليمنيين الذين ينجون من الموت قصفا وجوعا من قبل تحالف العدوان.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دو جاريك، بالقول: “أبلغنا زملاؤنا في اليمن أن ما يقدر بنحو 7.6 مليون شخص يعيشون في المناطق المعرضة لخطر انتقال الكوليرا”. وأضاف: “يؤدي استهداف البنية التحتية للصرف الصحي بجانب النزوح وأماكن الإيواء والمستوطنات المكتظة إلى زيادة خطر انتقال الكوليرا من شخص إلى آخر”.
والمرجع أن انتشار العديد من الأوبئة والأمراض المعدية المتفشية ومنها وباء الكوليرا والدفتيريا ومستوى هذه الأمراض وطريقة فتكها بالشعب اليمني، هو جزء من حرب بيولوجية على هذا البلد وشعبه، وذلك بعد أن عجزت آلة العدوان الهمجية عن تركيع هذا الشعب الأبي.
طيران العدوان نشر غاز الكيمتريل السام
وبحسب ما أكده الناطق الرسمي لقوات الجيش واللجان الشعبية أن هذه الأمراض وخاصة الكوليرا ليست كما يقال إنها نتيجة غير مباشرة للحصار الذي يتعرض له الشعب اليمني، ولكنها بفعل ضربات مباشرة لطيران العدوان الأميركي السعودي.
وأشار إلى أنه لوحظ أن الطيران المعادي في عدة مرات يطوف في الأجواء وينشر غاز الكيمتريل، مشيراً إلى أن هذا الغاز السام هو سلاح بيولوجي ينتشر في السحاب وينزل مع المطر ويصل إلى المياه الجوفية، وأكد أنه بعد عشرة أيام من آخر ضربة حصلت بالكيمتريل بدأت تظهر أعراض الكوليرا لدى الأطفال، ما يؤكد أنها حرب بيولوجية، فالسعودية استخدمت كل أنواع الأسلحة المحرمة.
الأمراض كسلاح لقتل اليمنيين
كما نقل موقع “ليبرتي فيذر” الغربي تقريراً يشير إلى أن الكوليرا والوباء في اليمن ناجم عن هجوم أمريكي ـ سعودي في مؤامرة مشتركة، وحمّل الموقع أمريكا المسؤولية المباشرة عن الهجوم البيولوجي، حيث إن السعودية لا تمتلك هذه الأسلحة والخبرات، بل إن تجربة أمريكية قد تمت تحت وطأة الحرب القائمة، وكذلك الأمر فإن أمريكا تتحمل مسؤولية مباشرة عن الدعم والمشاركة في تدمير البنية الأساسية في البلاد من ضمنها المستشفيات والمدارس ومحطات المياه.
ويؤكد ذلك ما نشره موقع “غلوبال ريسيرش” للأبحاث “Global Research” في تقريره حول التعاون الأمريكي مع السعودية في شن حرب بيولوجية ضد المدنيين في اليمن، واستخدام الأمراض كسلاح لقتل اليمنيين. وحسب التقرير، فإنه ومنذ مارس/ آذار 2015، أصابت هذه الأوبئة حوالي 400 ألف شخص. ولفت إلى أن هذ الأمراض هي بسبب بكتيريا تنتجها أسلحة تصنعها الولايات المتحدة.
اعتراف أمريكي
من جانبها كشفت مجلة “فيترين توداي” الأمريكية المتخصصة، عن تلقيها تقريراً خاصاً يتضمن معلومات تشير إلى أن تفشي وباء الكوليرا في اليمن يرجع إلى ناقلات الأسلحة البيولوجية، مشيرة إلى معلومات تفيد بأن “الفرق الإسرائيلية ـ العربية، التي يعتبر تنظيم القاعدة المدعوم سعوديا جزءاً لا يتجزأ منها، ضربت آبار المياه الجوفية ببكتيريا الكوليرا المصنعة والمطورة مخبرياً في ليبيا”.
وختاما فإن التجاهل المتعمد لمطالبة بعض المنظمات الإنسانية والصحية بضرورة التدخل الفوري كي لا تستمر الكارثة وتتحول إلى وباء غير قابل للمواجهة في اليمن، واستمرار تحالف السعودي الامريكي على اليمن في الحصار الخانق ومنع دخول المواد الطبية، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك وقوفها خلف انتشار هذا الوباء