الجديد برس: متابعات
تنومة اسم يخلد في أذهان اليمنيين ابشع جريمة ارتكبتها عصابات عبدالعزيز آل سعود بحق ثلاثة آلاف حاج يمني قبل حوالي ستة وتسعين عاما، خلال توجههم لأداء فريضة الحج، لم ينج من هذه المجزرة الإرهابية سوى خمسمائة حاج حسبما أكده الباحث المؤرخ حمود الأهنومي.
هذه المجزرة المروعة لم يجرؤ أن يكتب عنها احد ناهيك عن توثيقها وتقديم ملفاتها إلى الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي، ثم انبرى الأستاذ المؤرخ حمود الاهنومي ليتحف المكتبة اليمنية والعربية بكتاب صدر حديثا تحت عنوان “مجزرة الحجاج الكبرى” متحديا كل الصعاب رغم انعدام المصادر وندرة المراجع ..
يقول الباحث عبدالله النعمي في عرضه لكتاب مجزرة الحجاج الكبرى ان النظام السعودي استطاع وتمكن من قتل الحجاج اليمنيين مرتين، مرة حين غرز خناجر الغدر والخيانة في صدورهم وقلوبهم المتوجهة نحو الله وبيته، ومرة عندما استطاع التغطية على جريمته وتمكن من دفنها، وبلا شك ان الأنظمة المتعاقبة في اليمن قد شاركت آل سعود في تنفيذ الجريمة الثانية، فساعدت وساهمت مع النظام السعودي في إخفاء الجريمة، والتستر على القتلة والمجرمين، وإخفاء تفاصيل المجزرة ومنعها من الوصول للأجيال وللشعب اليمني ولبقية الشعوب العربية والإسلامية، رغم بشاعة الجريمة، ودناءة مرتكبيها، والعدد الكبير من الضحايا الذين حصدتهم المجزرة إنها جريمة لم ترتكب مثلها حتى اسرائيل في حق الشعب الفلسطيني المظلوم .
في هذه النافذة تنشر صحيفة “الثورة” فصول الكتاب تباعا في حلقات إسهاما منها في اطلاع الرأي العام على تفاصيل أبشع جريمة غدر في التاريخ ارتكبتها عصابات عبدالعزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثالثة فإلى الحلقة الأولى:
في منتصف ليلة الـ26 من مارس 2015م أيقظتنا أصواتُ الانفجارات العنيفة وهزات القصف المكثف على أنحاء مختلفة من مدينة صنعاء، ولما هُرِعت إلى النت لأتعرف على هذه الحادثة الغريبة إذا بإعلان بداية العدوان ينطلق من واشنطن على لسان سفير السعودية هناك، بدعوى إعادة الشرعية، وفي الصباح حمَلتِ الأنباءُ أخبارَ مجازر وحشية طالت حيَّ وادي أحمد في شمال صنعاء، ثم توالتِ المجازر بشكل يومي ووحشي وعلى نحوٍ فظيع، وسرعان ما انبعثت أصوات دعاة ووعاظ البلاط السعودي الأمريكي بتبرير تلك الجرائم بكون الــيــمــنيين مجوسا، وروافض، ومنحرفين، وضالين، وهمُ هم الذين لم يطل بنا وإياهم العهد وهم يصرخون بالثناء على هؤلاء الــيــمــنيين وأنهم أهل الإيمان والحكمة، ومهد العروبة، ومدد الإســـلام.
لم تطُلِ الغرابة لديَّ من هذا العدوان، بحكم المعرفة التاريخية بجرائم هذا الكيان، وبطبيعة المهمة والدور الموكَلَيْنِ إليه من مشغِّله البريطاني أولا، ثم الأمريكي لاحقا، حتى أنني في الباصات وبعض التجمعات كنت أطرح أن هذه الجرائم التي يرتكبونها ليست جديدة عليهم؛ إذ يجب أن نتذكّر جميعا مــجــزرة تـنـومـة ضد الــحــجــاج، وأن هذه المجازر التي نراها بشكل يومي في صنعاء وغيرها قد بدأت من ذلك اليوم المشؤوم، غير أن المصيبة كانت في أن معظم الــيــمــنيين الذين أصادفهم لم يكونوا يعرفون شيئا عنها.
كانت مــجــزرة (تـنـومـة وساق الغراب) قد علِقت في ذهني منذ صغري بحكم كثرة حديث والدي حفظه الـلـه عنها، وهو الشغوف بالتاريخ، وفي عام 2012م لما حاولَتِ السعودية تلافيَ انفراطِ عِقد السلطة الموالية لها في الــيــمــن في ما سمي بالمبادرة الخليجية، كان الثوار الــيــمــنيون في مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص الفيسبوك وفي المنشورات الورقية الثورية، تتناول خطر السعودية على الــيــمــن، وكانوا يذكِّرون بين الحين والآخر بعدوانِهم على الــحــجــاج في تـنـومـة.
خلال 2014م كتبْتُ منشورا على الفيسبوك عن جرائمِ السعودية بحقِّ الــحــجــاج الــيــمــنيين، قلت فيه: “آلاف الــحــجــاج الــيــمــنيين تمَّ قتلُهم بدمٍ باردٍ من قبلِ جنود الملك عبدالعزيز الوهابية في ذي القعدة سنة 1341هـ .. مــجــزرة يكاد أن ينساها التاريخ ولا تجد لها إلا ذكرا يتيما”، ثم أوردت بعضا من تفاصيل تلك المــذبــحــة، وبعض الردود على الرواية النجدية حولها.
في الأشهر الأولى من العدوان السعودي الأمريكي على الــيــمــن قرَّرْتُ ضرورة إنجازِ بــحــث تاريخي عن هذه المــجــزرة الموءودة، تأصيلا لفظاعة ووحشية المعتدين تاريخيا، وبالفعل بدأت بجمع المعلومات، ولكن صعوبات انعدام الكهرباء وكثافة القصف وإغلاق المكتبات أعاقتني إلى حدٍّ ما، وهذه كروت المعلومات تذكِّرني هوامشُ بعضِها بأنني كتبتُها ساعةَ قصف العدوان بالقرب منا، وأنني كنتُ أكتُبُها وطفلي الحسينُ (5 سنوات) يَرْتَعِشُ من الخوف في حضني، حيث كان لا يأمن إلا فيه، وكانت تجتاحني موجة شعور واحدة إزاء مرتكب جريمة تـنـومـة وجرائم 2015م.
وخلال عملية جمع المعلومات اكتشفتُ أنها قضية موءودة، وذات مظلومية عظيمة، ليس من جهة المعتدين الذين أبادوا الشهداء بدم بارد ظلما وعدوانا، ولكن منا نحن الــيــمــنيين الذين شاركنا في دفن القضية أيضا ثقافيا وتاريخيا وتربويا بقصدٍ وبغير قصد.
كتبتُ خلال 2015م و2016م مقالات منشورة حولها، منها: (الــيــمــن والسعودية بين مــجــزرة تـنـومـة 1923م ومجازر 2015م)، و(مــجــزرة تـنـومـة الموءودة تحت المجاملات السياسية)، و(مــجــزرة تـنـومـة بداية مجازر آل سعود)، و(مــجــزرة تـنـومـة .. جرسٌ مبكِّر للعدوان)، و(مرثاة السيد العلامة يحيى بن علي الذاري لشــهــداء تـنـومـة)، و(العدوان السعودي على حــجــاج بيت الـلـه الحرام)، وغيرها، كما شاركتُ بعددٍ من البرامج التلفزيونية والإذاعية عن تلك المــجــزرة.
كنتُ بعدها مدفوعا باعتقادي أهمية أن يعلَمَ كلُّ الــيــمــنيين بهذه المــجــزرة من أجل تكوينِ وعيٍ عميقٍ عن طبيعة هذا العدوان القائم، وأن يكون هذا الوعي جزءا من المواجهة الاستراتيجية لهذا الكيانِ المتوحِّش، وهو الأمر الذي شاطرني فيه كثير من الإخوة والزملاء، وعلى رأسهم الأستاذ الكاتب محمد المقالح الذي حثني كثيرا لإنجاز هذا البحث.
قُدِّر لتلك الكتابات والبرامج لي ولكتَّابٍ وإعلاميين آخَرين أن تشارِك في رسم دائرة ضوء جيدة في الوعي الــيــمــني، لكنها لم تكن بالقدر الكافي، وكان من الأهمية بمكان أن يشاطِرنا الرئيس الأسبق علي عبدالـلـه صالح في لقائه مع قناة الميادين في 13/ 10/ 2015م بذكره المــجــزرة دليلا على حقد السعودية لليمنيين منذ وقتٍ مبكِّر.
إن هيمنة السعوديين – وهم رأس حربة الأمريكيين في المنطقة – على القرار السيادي والسياسي والتربوي والثقافي والاجتماعي في البلد طوال عقود من الزمن كانت قد استفحلت بشكل مرعب، إلى الحد الذي جعل تناسي تلك المــجــزرة وغيرها من حوادث التاريخ النجدي الوهابي المشين من أهم الشروط التي يجب أن تتوفَّر في الأكاديمي والباحث والمؤرِّخ الــيــمــني، وإلا فإنه سيُحْرَمُ من الحصول على امتيازاتٍ كثيرة، أقلُّها المشاركةُ في المؤتمرات العلمية، والتاريخية، وستَحْرِمه (إدارة الملك عبدالعزيز) من كرَمها الحاتمي الذي توزِّع نوالَه على كل من يعملون معها في مغسلةِ تنظيفِ تاريخِه من الأوساخ والأقذار، والتي تكفي بمفردها لأن تلوِّث التاريخ الإنساني من أوله إلى آخره.
وقد أُفْصِحُ هنا عن شيءٍ قليلٍ مما كان يمارسه الملحق الثقافي السعودي في الــيــمــن، من ضغوطِ الترغيب والترهيب بحق المثقفين والمؤرِّخين والشعراء والأدباء والكتاب الذين لا يدورون في نفس الفلَك السعودي الوهابي، وهو أمرٌ معروف في هذه الأوساط؛ لهذا لا غرابة أن تُدْفَن تلك المــذبــحــة بين غثاءِ أهلها، وفي أعماق أوجاعهم، وبطون تأوهاتهم.
إنها المــذبــحــة التي لولا جهود الثوار الــيــمــنيين وثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة لما رأى هذا البــحــثُ عنها النور، ولما سُمِح لأيٍّ منا بالتعبير عن آلامِنا العميقة وتلمُّس جروحنا الغائرة في جسد تاريخنا المعاصِر المثخَن بالآلام.
وهي أيضا المــذبــحــة التي كانت تثيرُ فيَّ عددًا من الأسئلة: لماذا ارتُكِبَتْ بحقِّ حــجــاجٍ أبرياء؟ ما هي الدوافع السياسية وراء الموضوع؟ وما علاقة الدول الاستعمارية بها؟ وكيف وقعت؟ وكيف نجا من نجا منهم؟ وماذا كان موقف الإمــام يــحــيـى وحكومته؟ وهل تم الاقتصاصُ والثأرُ من المجرمين؟ وهل تسلَّم أولياءُ الدم دياتِ ذويهم؟ وكيف كان أثرها على العلاقة السياسية بين البلدين؟ وغيرها من الأسئلة التي شكّلت وتشكِّل بمجملها مُشْكِلَ هذا البــحــث.
تلك إذن .. هي قصة أسباب اختياري لهذا البــحــث.
أهــمــيـتـه وأهــدافــه
أرى أن لهذا البــحــث العزيز لديَّ أهميةً بالغةً وأهدافا هامة ونتائج متوقعة، يمكن تلخيص بعضها في هذه النقاط:
-إنه أولُ بــحــث مستقِلٍّ حولَ هذه القضية الموءودة بحسب اطلاعي، وأنه سيفْتَحُ آفاقا أرحَبَ لباحثين آخرين، أو لطبعاتٍ جديدةٍ منه تتضمَّن معلوماتٍ أكثرَ لا سيما حول أسماء وتراجم شــهــداء تلك المــجــزرة، لا سيما حين تحل الذكرى المئوية الأولى للمــجــزرة بعد 3 سنوات، عام 1441هـ إن شاء الـلـه.
-وأنه تضمَّن معلوماتٍ هامة لم يسبِقْ تدوينُها، وكانت مجردَ رواياتٍ شفهية، كانت في طريقها إلى الموت بموت أصحابها، كما جرى على آخَرين ممن عايشوا المــذبــحــة، ولكن وضعُ السلطة السابقة لم يسمَحْ لأيٍّ بالاستفادة من شهاداتهم ولا بتوثيقها.
– وأنه سيفيد كثيرا من أبناء شعبنا الذين لا يعلمون لا قليلا ولا كثيرا عن هذه المــجــزرة، أو حُرِموا من التعرُّف على تفاصيلها.
-وأنه سيُصَحِّح الوعيَ بخطورة هذا العدو، وطريقةِ تكفيره، ويؤصِّل لهذا القبح والإفحاش في الظلم والتعدي الذي نعايشه اليوم، ومن ثم سيهيِّئ النفوس والعقول للتعامُل مع هذا الخطر بما يلزم من المواجهة.
-وأنه سيفضح مرتزقة السعودية وأدواتِها وعملاءَها والمخدوعين بها في الــيــمــن، كما سيشارك في فضحِ وُعَّاظها، ودعاتها، ومفتيها؛ لأن هذه الفئات هي أكثر مَن ستنزعج منه، ومن ثَمَّ يؤسِّس للتعامل الصحيح مع كل هذه المنظومة التي تعاقَب على الــيــمــن كيدُها ومكرُها الشيطاني.
-وأنه يبيِّن أصولَ وجذورَ داعش وتطبيقاتِها المتوحِّشة سابقا، ويُبْرِهن للجميع من أيِّ فكرٍ ومنهجٍ وسلوكٍ وُلِدَتْ داعش والحركات التكفيرية الوهابية بفعلاتها الشنعاء والبشعة، وأننا مهما فتَّشنا عن جذوره فلن نجده في أمة من الأمم، إلا في مدرسة قـرن الـشـيـطـان النجدية الوهابية، ويبين أن ما أظهرته الصورة اليوم، كان قد أفصح عنه الفعلُ والقلمُ بالأمس، وأن أمسَ التكفير مثلُ يومه، وأن الغائب الوحيد بين الأمس واليوم هي الكاميرا فقط، كما يبيِّن طبيعة العلاقة بين أنظمة الاستكبار العالمي، وعملائهم من جهة، وبين هذه الحركات التكفيرية من جهة أخرى.
-وأنه إذا كنا بحاجة إلى انــتــصــار واستقلالٍ عسكري وأمني وسياسي، فإنه لا بد أن يرافق هذا انــتــصــار ثقافي وتربوي وتوعوي يهيِّئ للاستقلال ويعززه، ولا يسمح بوجود قوى ناعمة ثقافية أو تربوية أو أكاديمية في أوساطنا تدين بالولاء لهذا الكيان التدميري، أو تنخدع به، أو تمارس دورَ التزيين و(المكيَجة) لوجه الشيطان القبيح.
-وأنه بقدر ما يؤكِّد ضرورة الاستقلال السيادي والسياسي والتربوي والثقافي لليمن، فإنه أيضا ينمِّي وعيَ صُناعَ الاستراتيجيات السياسية والتربوية والثقافية في الــيــمــن المنتصِر والناهضِ بتعزيزِ استيعابِ طبيعة الصراع الجاري بشكلٍ أعمَق، وبالتالي بناء استراتيجياتهم على أساسٍ أقوى، بما يُمَكِّن من تصحيح مسار العلاقة مع هذا الكيان المزروع بالشكل الذي يخدِم حضارةَ الــيــمــن الأصيلة وانتماءه الإســـلامي المحمدي، ويستنهِض مقوِّماته الحضارية الطارِفة والتليدة.
-ويتلكأ البعض حول قبول مفهوم قـرن الـشـيـطـان، ويزيغ عن التعامل مع مقتضاه، لكنَّ هذا البــحــث سيساهم في كشف معنى قـرن الـشـيـطـان، الذي وردت نصوص الإســـلام محذِّرة بخطورته.
الــدراســات الــسابـقـة
لم أجِد – بحسب بــحــثي في فهارس الدراسات وفي شبكة النت – بــحــثا مستقلا أُفْرِد لتلك المــجــزرة بــحــثا وتعليلا وتفصيلا، بل ولا حتى مقالة أكاديمية واحدة، وليس هذا الأمرُ ببعيدٍ عن الهيمنة السعودية على الــيــمــن، ولتفادي الكثير من الباحثين والمؤرِّخين الوقوعَ في مرمى غضب مملكة قـرن الـشـيـطـان.
وأمامي نماذج عديدة لدراساتٍ تاريخية في جامعة صنعاء يشمل إطارها الزمني والمكاني والموضوعي تلك المجزرة، ولكنها مرَّت عليها مرورا عابرا وسطحيا، مرورا عابرا وسطحيا أو متجاهلا أو متبنيا للرواية السعودية بقضها وقضيضها.
ولعلَّ أكثرَ من وقفا مليا عندها هما شيخنا الدكتور سيد مصطفى سالم أستاذ التاريخ في جامعة صنعاء في كتابيه (مراحل العلاقات الــيــمــنية السعودية)، و(تكوين الــيــمــن الحديث)، والدكتور محمد عيسى صالحية في مقدّمته ودراسته لسيرة الإمــام يــحــيـى بن محمد حميد الدين.
ذكر الأولُ بعضَ وقائعِ المــجــزرة وبعضَ أسبابها ونتائجها، ثم تتبَّع مدى حضورها في المفاوضات الــيــمــنية السعودية، وبسط الثاني الحديث عن ملابساتها، وعن شيء من وقائعها، وأورد معلومات جيِّدة اطلع عليها من بــحــثٍ مخطوط من ورقتين، لكنه خلُص رحمه الـلـه إلى بعض الاستنتاجات التي تتناقض وبعضَ الحيثيات التي أوردها هو بنفسه.
ويشبهُه إلى حدٍّ كبيرٍ عرْضُ الأمير محمد بن أحمد بن الحسين حميد الدين للوقعة، في كتابه القيِّم والرائع (الإمام الشهيد يحيى بن محمد حميد الدين)، الذي تبنَّى فيه جزئيا الروايةَ السعودية، واستنتج بعضَ الأمورِ التي لم تصِحَّ تاريخيا، مثل تسليم ابن سعود لديات الــحــجــاج. وعذرُه أن ابن سعود وسِع أسرته الكريمة والأصيلة ببلاده وأمواله، يومَ ضاقت عليهم أرضُ آبائِهم وأجدادِهم بسبب لؤمِ النظامِ الــيــمــني.
أما أبلغُ مَظاهرِ الهيمنةِ السعوديةِ فهو أن تلك المــجــزرة وُئِدَتْ تربويا وثقافيا، فلم يجرُؤْ أو لم يُجِزْ مؤلفو المناهج التربوية لأنفسهم أن يذكروها ولو عرضا، أو جبرَ خاطر لذوي الـشــهــداء في أيٍّ من كتب الاجتماعيات، وللأسف فلا زال هناك من يقدِّس هذه المناهج التي أنتجت قطيعا كبيرا من حملة الشهادات العليا الذين ارتموا في أحضان هذه المملكة الشيطانية مرتزقةً مأجورين.
منــهــج البــحــث
سلك الباحث في هذا البــحــث المنهج التاريخي الوصفي القائم على جمع المعلومات وتفكيكها وتصنيفها ومقارنتها وتحليلها وكشف العلاقة بينها، وعرض النتائج التي تم التوصل إليها، مع تحري الصدق والموضوعية.
هــيــكــل البــحــث
اشتمل البــحــث على مقدِّمة، وسبعةِ فصول:
الــفـصـل الأول: الأوضاع السياسية في الــيــمــن ونجد والــحــجاز عشية المــجــزرة.
الــفـصـل الثاني: عن المــجــزرة من حيث الزمان والمكان والأسباب.
الــفـصـل الثالث: فصَّل القول عن وقائع المــجــزرة، وناقش الرواية النجدية بالتفنيد والتبيين.
الــفـصـل الرابع: رصد المواقف المختلفة إزاء المــجــزرة من كل من ابن سعود والإمــام يــحــيـى والبلدان العربية والإســـلامية.
الــفـصـل الخامس: عن الـشــهــداء والنـاجــين وتراجم من ظفِر الباحث بتراجمهم منهم.
الــفـصـل السادس: عن النتائج والآثار المترتِّبة على المــجــزرة، وكيف ساهمت في صنع بعض المتغيِّرات والتطورات السياسية والاجتماعية والأدبية.
الــفـصـل السابع والأخير: عن الأدب في مواجهة المــجــزرة بنوعيه الفصيح والحميني.
الخاتمة: اشتملت على أهم الاستنتاجات والتوصيات.
نقلا عن صحيفة الثورة