الجديد برس : رأي
منى صفوان
كنا نتوقع انه بعد مقتل الرئيس “صالح” حليف الروس على يد الحوثيين بوحشية وبشكل استفز العالم، سيكون الغضب الروسي سببا في نهاية حضور الحوثيين الدولي، لكن حضورهم على الأرض غير كل التوقعات.
يبدو أن روسيا بلعت غضبها على مقتل حليفها، وهو ما جعلها تغادر صنعاء غاضبة، لكنها عادت وتواصلت مع صنعاء، ووجهت لها دعوة رسمية لزيارة موسكو، فما الذي حدث!
القوة على الأرض فرضت نفسها، واضطرت روسيا لسحب كلمتها، والتنازل عن رد فعلها، وعمدت خلال عامين على توجيه دعوات رسمية، لسلطة لا تنال اعترافا دوليا، فتعاملت معهم كأنهم هم من يمثل اليمن.
ما نراه الأن انه يتم التعامل مع سلطة الحوثيين كسلطة امر واقع، ولا يمكن أن تنسق أي دولة امنيا في اليمن والبحر الأحمر، إلا مع الحوثيين مباشرة كقوة عسكرية وشريك إقليمي مستقبلي، بل أصبحت روسيا وسيطا بينها وبين الإمارات، وهذا مالم نكن نتوقعه.
لقد سلمت موسكو قبل يومين حكومة صنعاء رؤيتها الأمنية للشراكة، وللتهدئة في المنطقة وممرات الملاحة، وهي نسخة سلمت لكل الدول (إيران، السعودية، الإمارات) واليمن عبر الحوثيين.
كما تعلمون في تاريخها لم تحترم روسيا حليفا يمنيا، فمذكرات الضباط الشيوعيين، عن علاقتهم بدولة الجنوب الاشتراكية وقادتها، تتحدث عن ذل وإهانة.
كذلك في حديثهم عن علاقتهم بصالح، يتحدثون بخفة عن الرجل ونظامه.
يبدو الأن أن هناك حليف يمني صاعد فرض على الروس والعالم التعامل والحديث بثقل واحترام، معه ومع اليمن، ويفرض خياراته.
وما حدث انه بعد مقتل صالح، وانتهاء العلاقة الرسمية مع روسيا، فرض الحوثيون حضورهم الإقليمي وليس فقط المحلى، فعادت روسيا للتواصل والتنسيق معهم، وتجاوزت كل الحلفاء السابقين، في الجنوب والشمال، بمن فيهم حزب صالح نفسه واتباعه، حتى أنها لم تثر موضوع مقتله، ولم يعد يعنيها، وتعاملت مباشرة مع السلطة الجديدة.
فلماذا ستنسق مع الجنوب أو جيش طارق وكليهما يتبع الإمارات، أو لماذا تتواصل مع قوات الشرعية التي تتبع السعودية… وهي يمكنها التنسيق مباشرة مع الإمارات والسعودية.
لكنها لا تنسق في اليمن مع إيران، بل مع الحوثيين مباشرة، لان علاقتهم وتحالفهم مع إيران، لا تسمح بان يكون القرار العسكري إيرانيا… كما يقول التاريخ.. هذا الفرق يا سادة بين الحليف والتابع.