الجديد برس : رأي
صابر القدسي
سقط الجميع بلا استثناء وبقيت صنعاء عامرة بقائدها ورجالها الأشداء الذين لم يقاتلوا طوال خمسة أعوام تحت ظل أحد.
ما يجري الآن، أن تحالف العدوان يتخلص من وزنه الزائد “هادي- الإخوان” في عدن، وهذا ما حدث وسيحدث في كل مدينة لازال “لهادي” وأزلام “الإخوان” وجود فيها.
هو يريد السيطرة المطلقة المباشرة، عبر كيانات وهمية لا حضور لها ولا قواعد، ومع كل الانبطاح والهوان وسنين المذلة والرخص للإصلاح وتوابعه من المرتزقة للعدوان، واستعدادهم لقبول أي مهنة ترضاها السعودية والإمارات، وتدافعهم على أبواب المال المدنس، ومع ذلك لم يكونوا في حسابات التحالف إلا “عاهرات” تنتهي الحاجة إليها بانتهاء خدمتها الآنية.
هذا العقد الذي تبرمه الإمارت والسعودية مع أي طرف ثان يسعى لخدمتها…
المشكلة أن الإخوان حتى هذه الليلة، لازالوا يراهنون على السعودية في حمايتها من بطش الإمارات وطردها لهم كالجرذان من مناطق نفوذهم، لازالوا يراهنون على الشفقة من السعودية عرفاناً بليلة واحدة قضاها الملك العجوز مع قادتهم حتى أشبع رغبته.. لكنهم نسوا أن الملك العجوز مصاب بالزهايمر وربما نسي نشوته بمجرد خروج الإخوان من باب غرفة نومه.
نأسف على استخدام هكذا لغة، غير أنها الحقيقة التي رفضنا الإفصاح عنها، وكنا نرى أن لمرور الوقت علاج لهذه العلة، وبدت أنها مزمنة كورم خبيث.
لقد سقطوا عندما استكثروا مشاركة المكونات الوطنية للدولة باتفاق السلم والشراكة، وسلموا البلاد للغازي والمحتل، لكنهم يسقطون ثانية وثالثة ورابعة ليس من قمة عالية، بل من ساق الغزاة الذي تعلقوا به.
إنها آيات يعتبر منها فاقد العقل، وتكفي لأن يعود الجميع إلى حكمة اليمن.
هذا مصير أقوى مرتزقة تحالف العدوان، مع ما يتمتع به من حاضن سياسي ومقاتلين ومعسكرات وقبائل… فأين ستكون نهاية الذين لا يملكون من عوامل القوة إلا حامد غالب ونبيل السوقي؟
نعم، أقصد طارق عفاش الذي لم يكن له قوة حين كان لعمه دولة وبلاد عريضه، ولم يمنح أكثر من منصب حارس شخصي.
الخروج من صنعاء خروج من القيم.. إنها الجنة التي لا بديل عنها سوى النار والاحتراق والتلاشي.