الجديد برس : رأي
عبدالرحمن أبوطالب
كان الهدف من اعلان الحرب على اليمن هو اسقاط صنعاء وهزيمة الانصار وحشرهم في اقليم واحد في اطار يمن اتحادي مكون من عدة اقاليم متناحرة فيما بينها تحكمها شرعية ضعيفة ممثلة بهادي او من يساويه في العحز والخضوع والعمالة مع ايجاد قوة محلية متماسكة اجنبية الولاء والتدريب على امتداد السواحل اليمنية ومضيق باب المندب للسيطرة على حركة الملاحة وضمان سير ناقلات النفط الخاضعة للهيمنة الامريكية الاسرائيلية وعرقلة كل الناقلات التابعة للبلدان المناهضة لها في حال لزم الامر كما يحدث اليوم مع ناقلات النفط الايرانية .
–
اختلفت الاحداث والمجريات ولم تختلف الاهداف والغايات ،
فالقوة التي كان يجب ان يتم ترويضها سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً واخضاعها عسكرياً ولوجستياً وامنياً اصبحت هي مركز القوة الوحيد في المنطقة التي تتضاعف قدراتها وخبراتها وتجاربها في كل يوم من ايام الحرب لتفرض بهذا معادلة جديدة تجعل من جميع المعارك باختلاف انواعها واسلحتها وحيثياتها مكسب تثبت به اركان دولتها وتعزز قواتها العسكرية والسياسية بعكس جميع خصومها الذي تتهاوى دولياتهم ويضعف تاثيرها السياسي على الشارع الذي اصبح يراهم في حالة تخبط وخوف من جميع ماكانت تعتبره عوامل قوة كالحلفاء والرأي العام والزمن الذي طال ليصبح وبشكل تلقائي اكبر عوامل الحرب النفسية والموت البطيء .
–
اذاً فما يجب علينا ادراكة هو الاهداف ليسهل علينا اكتشاف الاساليب لنصل وبدون عناء الى التعامل بالشكل المطلوب مع الاداة المستخدمة في تحقيق ذلك .. ومايحدث في الجنوب هو ‘الابراكدبرا’ الذي يفعلها كل ساحر بخفة يدية ليشتت اذهان المشاهدين عن الخدعة الحقيقية التي يقوم بها معاونيه الذي لا يملكون من القرار شيء سوى التنفيذ في الوقت المعين حسب التعليمات المعطاه لهم مسبقاً – كدول التحالف الشرعية الانتقالي والاصلاح وغيرهم .
–
وفي حديثي عن الاداة لا اقصد المعاونين مطلقاً ،
فمشاعرنا وقناعاتنا وادراكنا ووعينا وولائنا وعدائنا اهتماماتنا وطريقة تفكيرنا امالنا وخيباتنا نظرتنا للماضي نمط عيشنا في الحاضر والزاوية التي نرى من خلالها المستقبل ، هي الاداة الحقيقية التي يستخدمها العدو لتنفيذ مشاريعه وهي مايجب الحرص اشد الحرص في صنعها لا مجرد اختيارها من بين عدة خيارات احترف في اتقان صناعتها لجعلها تُشبه ما نُريد وتبدو اقل تكلفة وعناء وجهد واكثر جاذبية وسهولة وفائدة مما ينفع ويُفيد .