الجديد برس : رأي
عبدالمجيد التركي
«فطاف عليها طائفٌ من ربك وهم نائمون، فأصبحت كالصريم»..
مرَّت هذه الآية على ذهني حين استيقظتُ، صباح أمس، على خبر استهداف أكبر حقلين نفطيَّيْن تابعيْن لشركة أرامكو السعودية، هما «بقيق وخريص» بـ10 طائرات مسيرة يمنية خالصة، ما أدى إلى تعطُّل الصادرات النفطية السعودية، حسب وكالة «رويترز».
عشرُ طائرات.. كأنها طيور أبابيل، أشرقت عليهم قبل طلوع الشمس، فأضاءت ما حولها من النفط.
عشرُ طائراتٍ يمنيةٍ مباركة، سَرَت في الثلث الأخير من الليل، كأنها دعوات مستجابة، فحققت أهدافها دون أن يرصدها راصد، فقد طمس الله على عيون دفاعاتهم بعد أن طمس على قلوبهم.
عشرُ طائرات برَّدت قلوبنا بتلك النار التي أشعلتها في حقول بني سعود النفطية، فبعض الحرائق تبرِّد القلب.
حتى وإن أصبحت بنوكنا المالية فارغة بسبب العدوان والحصار، لكن بنك الأهداف مايزال ممتلئاً بالخير الذي نقابل به شرورهم، ولن ينفد هذا البنك حتى يتم تمزيق مملكة الشر ولجمها عن مواصلة عدوانها.
منذ أكثر من أسبوع كان هناك هاشتاغ ساخر في مواقع التواصل الاجتماعي هو «قيق»، وبعد أن تم قصف حقل بقيق النفطي تحول الهاشتاغ إلى «بقيق»، فتفوَّق هذا الهاشتاغ بعد تدمير الحقلين النفطيين.
كان المرتزقة في الداخل والمطبِّلون للرياض وأبوظبي يضحكون من أخبار الصواريخ والطائرات المسيرة، ويسخرون كثيراً.. وها هم اليوم صامتون في «فيسبوك» وفي «تويتر»، كأن ألسنتهم نسيت الأبجدية! وقبل ذلك سخر العسيري الذي كان ناطقاً باسم العدوان، وسخر ابن سلمان واستخفَّ بقدرات اليمنيين، واعتقد أنه قادر على ابتلاع اليمن وطيِّها تحت إبطه، وتطويعها تحت مشيئته.. ها هو يرى اليوم ما صنعه اليمنيون وما فعلته الطائرات المسيرة التي لم تكن في حسبانهم وأتتهم من حيث لم يحتسبوا.. فلم يكونوا يتوقعون أن أحداً سيصفعهم أو يرد على عنجهيتهم. فمن ذا يجرؤ على قصف السعودية؟
وما دام بنك الأهداف مكتظاً، وما دام القادم أعظم، فسنرى ما هو أكثر من هذا.. وما دام المقاتلون يعِدُون ويتوعَّدون ويُقسمون بأنهم سيمرِّغون أنف الكيان السعودي في التراب، فنحن ننتظر أن يبرُّوا بقسمهم، ويثأروا لأطفالنا ونسائنا ودمائنا التي سفكها العدوان، ويقتصُّوا ليمننا الذي اجتمع عليه بغاة العالم تحت قيادة السعودية التي ستسقط عمَّا قريب، وستكون هي الأضحية.. وسيصدق عليها المثل القائل: إذا أعطيتَ الأحمق سكيناً فقد قتلته.