الجديد برس : دولي
أقرت السعودية بأن قوات عسكرية أمريكية ستتكفل بحماية السعودية من الهجمات التي تتعرض لها من القوات العسكرية اليمنية، حيث تلقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً من قبل وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر لبحث الترتيبات لإرسائل قوات أمريكية للدفاع عن المملكة وفق ما نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وحسب الوكالة فإن وزير الدفاع الأمريكي تطرق خلال اتصاله إلى “الترتيبات الجارية لإرسال قوات أمريكية ذات طبيعة دفاعية إلى المملكة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستقوم بكل ما هو ضروري لمساعدة المملكة للدفاع عن نفسها”.
ويأتي الطلب السعودي لتدخل عسكري أمريكي في السعودية لحمايتها من الهجمات الصاروخية وباستخدام الطائرات المسيرة عقب تعرض منشأتي بقيق وخريص شرق السعودية التابعتين لأرامكو النفطية لهجوم هو الأعنف على الإطلاق شنته القوات العسكرية اليمنية التابعة لحكومة صنعاء بعشر طائرات مسيرة منتصف سبتمبر الجاري وأدى لتوقف أكثر من نصف الإنتاج السعودي من النفط الخام.
وسبق أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – تعليقاً على ما تعرضت السعودية من هجمات موجعة مؤخراً – بأنه لم يلتزم للسعوديين بحمايتهم، موجهاً الاتهام لإيران بأنها من قصفت أرامكو وأن ذلك هو السبب في أن الدفاعات الجوية لم تتصدَ للطائرات والصواريخ التي ضربت أرامكو وأحرقتها، مطالباً السعودية بأن عليها أن تدفع مزيداً من الأموال إذا أرادت المزيد من الحماية العسكرية الأمريكية من الهجمات الصاروخية ضد منشآتها.
واتهمت واشنطن ومن بعدها السعودية، طهران بالوقوف خلف الهجوم على أرامكو، زاعمة أن القوات اليمنية ومن وصفتهم بـ”الحوثيين” لا يملكون طائرات مسيرة متطورة كتلك التي استهدفت أرامكو مؤخراً، غير أن طهران طالبت واشنطن بتقديم أي دليل يؤكد صحة مزاعمها بشأن تورط طهران بهذا الهجوم.
وكانت صنعاء قد أعلنت تنفيذها هجوماً ضد منشأتي بقيق وخريص التابعتين لأرامكو، مهددة بتنفيذ هجمات أخرى أشد وأقوى من هذا الهجوم على منشآت حيوية لا يتوقعها النظام السعودي في حال استمر في مهاجمة اليمن وفرض التحالف حصاراً على البلاد.
وأعلنت قيادة السلطة السياسية في صنعاء مبادرة أحادية الجانب قضت بوقف الهجوم على الأراضي السعودية من اليمن بمختلف أشكاله بما في ذلك الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية والمجنحة، وقالت صنعاء إنها بانتظار رد سعودي مماثل لمبادرتها المعلنة، حسب ما أعلنه مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى في خطاب متلفز الأسبوع الماضي.
وقد أكد المشاط في خطاب متلفز آخر مساء أمس الأربعاء استمرار المبادرة المعلنة من قبلهم تجاه السعودية، رغم ما قامت به الرياض وتحالفها العسكري من استهداف للمدنيين بشن 163 غارة جوية على مختلف المناطق اليمنية بما فيها غارات استهدفت أسرة كاملة مكونة من 20 شخصاً أدت لمقتل 15 منهم بينهم نساء وأطفال في محافظة الضالع جنوب اليمن.
وقال المشاط في خطابه أمس أن صنعاء أمامها أيام محدودة فقط لتقييم مدى التعاطي السعودي مع المبادرة المعلنة من صنعاء، مهدداً في الوقت ذاته من استئناف الهجمات على السعودية بشكل أعنف وأقوى.