الجديد برس : رأي
علي ناصيف
العدوان على اليمن أثبت للكون أن اليمنيين أكثر أهل الأرض عناداً وشدةً وبأساً وصموداً وحباً بالدفاع عن كرامتهم وشرفهم وعرضهم وأرضهم ومالهم.
لقد تمت محاصرة اليمنيين ليس براً وبحراً وجواً واقتصادياً فقط، بل من الهواء أيضاً، وتواطأ الكون ضدهم، ومنعوا عنهم كل شيء، وجيشت الدول الجيوش عليهم، واستخدموا ضدهم أفضل ما وصلت إليه التكنولوجيا بالقتل، وضحى المعتدي لأجل هزيمتهم بأكبر مبلغ مالي استخدم بالحروب حتى الآن، واستطاعوا أن يمنعوه من أن يستخدم في صموده حتى الدراجة، وجيشوا كل إعلام الدنيا ضده، وقطعوا الكهرباء عنه للسنة الخامسة على التوالي، في سابقة لم تحصل من قبل، وحتى إن هناك شريحة كبيرة من اليمنيين تستهلك الأسرة يوميا 50 وات كهرباء فقط، مع أن متوسط استهلاك الأسر الفقيرة بالشرق الأوسط يزيد على 1800 وات يومياً، ومع كل هذا فإن اليمني بنى معجزته بنفسه، وتلاءم مع ظرفه، وسخر منهم ومن طغيانهم ومن مكناتهم الإعلامية ومن كهربائهم ومن صواريخهم الذكية وأقمارهم الصناعية وطائراتهم المدمرة، وسخر من مالهم وحصارهم، ومازال اليمن مستمراً في حبه للحياة ومستمراً بصموده ومقاومة طغيانهم للسنة الخامسة على التوالي، والحياة طبيعية، ويقيمون أفراح الزواج والصمود كل يوم، ويدفنون موتاهم وشهداءهم كل يوم، ويستمرون بحياتهم، غير آبهين بصلف وجور أعدائهم، بل أصبح اليوم ثابتاً للجميع أن قوتهم وتصنيعهم بزيادة، في حين أن العدو يتراجع ويتكسر، وعملية “نصر من الله” وهجوم “أرامكو” الأهم على الاقتصاد في التاريخ، أكبر دليل على ذلك.
إنه الإعجاز اليمني الذي لن يدركه أحد إلَّا من عايشه ورآه بعينه.. هذه العظمة لم ولن يتمتع بها أحد سواكم أيها الشرفاء، يا أحفاد أجدادنا.
* رئيس الجالية العربية السورية في اليمن