الجديد برس : متابعات
غادر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيتث، مساء اليوم، العاصمة صنعاء، بعد لقائه رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، وعدداً من المسؤولين في حكومة الإنقاذ.
ووفقا لما تناقلته وسائل إعلامية مختلفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة، فإن المبعوث الأممي غادر صنعاء غاضبا بعد اللقاء، لعدة أسباب، من بينها رفض سيد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الالتقاء به.
وأضافت المصادر، بحسب ما نشرته تلك الوسائل، أن من ضمن الأسباب التي أغضبت غريفيتث هو انتقاد صنعاء للمغالطات الكثيرة التي أوردها في إحاطته الأخيرة بمجلس الأمن.
وكان المشاط التقى اليوم غريفيتث بحضور رئيس حكومة الإنقاذ الوطني عبدالعزيز بن حبتور، ورئيس مكون الحراك الجنوبي السلمي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني اللواء خالد باراس، ونائبه غالب مطلق، وأمين عام المكون سعيد باكحيل.
وجرى خلال اللقاء مناقشة مستجدات الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي للوصول إلى السلام وتنفيذ اتفاق الحديدة.
وقال الرئيس المشاط إن الطرف الوطني قدم الكثير من المبادرات التي تؤكد دعمه للسلام وجديته في إنهاء الحرب من خلال قيامه بخطوات أحادية تنفيذاً لاتفاق الحديدة، وتقديمه مبادرة وقف استهداف السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى إطلاق مجموعة كبيرة من الأسرى من جانب واحد، فيما لايزال الطرف الآخر يراوح مكانه، بل يصعد من خروقاته لاتفاق الحديدة.
وأضاف أن تحالف العدوان لم يقدم على أية خطوة حتى في الجانب الإنساني، ولايزال مطار صنعاء الدولي مغلقاً بوجه عشرات الآلاف من المرضى والعالقين، وتواصل قواته ومرتزقته ارتكاب الخروقات لاتفاق الحديدة وتصعيد الحرب الاقتصادية الهادفة إلى تجويع أبناء الشعب اليمني عبر احتجاز السفن وعرقلة دخول المواد الغذائية.
من جانبه، أكد خالد باراس أن الغالبية العظمى من أبناء المحافظات الجنوبية يرفضون الاحتلال وأدواته، وأن محاولة احتكار القضية الجنوبية في أحد المكونات التي صنعها الاحتلال لا تساعد على التوصل إلى الحل للقضية الجنوبية واليمن بشكل عام.
وكانت مصادر مطلعة أشارت إلى أن السلطات في صنعاء أبلغت المبعوث الأممي مارتن غريفيتث فور وصوله صنعاء، أمس ، رفضها استقباله، وأنه وسيط غير مرغوب به، على خلفية إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن، وتقرير منسقة الشؤون الإنسانية غير المحايد.
وأكدت المصادر أن لقاء الرئيس المشاط بغريفيتث أتى بعد اتصالات مكثفة أجراها الأخير مع المجلس السياسي الأعلى، راجيا فيها استقباله.
يأتي هذا في الوقت الذي شنت فيه السعودية 20 غارة على الحديدة، فيما ردت صنعاء بالكشف على لسان المتحدث العسكري العميد يحيى سريع، اليوم، عن ضربات على المخا باسم “وإن عدتم عدنا”، والتي يبدو أنها عودة الى أجواء الرد والردع مجددا.
جريفيتث لم يتمكن من لقاء سيد الثورة عبدالملك الحوثي، وهو امتناع من قبل القيادة له دلالته لجهة تهاون المبعوث في الضغط على طرف تحالف العدوان لتنفيذ استحقاقات ستوكهولم، كما وعدم تثمين المبعوث لمبادرة الإفراج عن الأسرى التي قامت بها صنعاء من طرف واحد، علاوة على توريد مداخيل ميناء الحديدة لحساب بنكي مخصص لسداد الرواتب، كان يفترض أن يضغط غريفيتث على طرف العدوان للالتزام بتعهداتهم بسداد الرواتب من ريوع المحافظات المحتلة.
إنجاز تلك الخطوات كان سيمثل مدخل الحد الأدنى إلى إحياء عملية مشاورات السلام، بنظر صنعاء.
وبما أن ذلك لم يتم بفعل تهاون جريفيتث، فإن السؤال: هل سنشهد في قادم الأيام ذهاب صنعاء الى طور إلحاق الوجع الكبير بدول العدوان والذي توعدها به سيد الثورة في وقت سابق؟
عملية “وإن عدتم عدنا” التي أعلن عنها يحيى سريع أمس، ووصفها برد على انتهاكات تحالف العدوان في الساحل الغربي، تبدو ضربا من تشتيت الانتباه عن عملية رد كبرى قد تباغت دول العدوان في عقر مصالحها الحيوية، على شاكلة ضرابات “أرامكو” في سبتمبر الفائت.
يبقى السؤال: أين يمكن أن نضع مفاوضات الكواليس بين حركة أنصار الله والرياض في إسلام أباد –مسقط إزاء هذه المستجدات التي تسير باتجاه معاكس لما رشح عن تلك المفاوضات السرية؟