الجديد برس : متابعات
نهم التي كانت رأس حربة قوات الشرعية القريبة من العاصمة اليمنية صنعاء , وورقة التهديد التي كان يستخدمها التحالف وحكومة الشرعية واعلامهم في التهديد باقتحام صنعاء , اصبحت وبعد عملية سريعة لقوات صنعاء , تهديدا عكسيا بانهاء أخر معاقل الشرعية في مأرب الجوف .
سيطرة قوات صنعاء على مديرية نهم وجبالها الوعرة , تعد اكبر خسارة للشرعية , ومن المنظور العسكري والاستراتيجي فان من السيطرة على نهم , يضع مأرب والجوف في متناوله .
وكان التقدم السريع لقوات صنعاء من جبال نهم نحو مناطق مأرب والجوف ضربة موجعة للشرعية , قلبت الموازين عسكريا وسياسيا .
في الجانب العسكري اصبحت قوات صنعاء تهدد بالسيطرة على منابع النفط في صافر بما يمنحها قوة اضافية إلى قوتها الحالية التي استطاعت انتزع انتصار عسكري في منطقة استراتيجية , حولت أكبر نقاط التهديد لها إلى نقطة قوة لها وباتت تفرض شروط عسكرية وسياسية , كما انه يمكنها من الوصول الى مناطق واسعة في مناطق الجوف الصحراوية وحدودها الطويلة مع السعودية , يجعل من الاراضي السعودية هدفا سهلا لها , وورقة ضغط جديدة على السعودية .
العملية الواسعة التي مكنت قوات صنعاء من السيطرة على نهم , افضت ايضا الى حراك سياسي نشط على المستوى المحلي والاقليمي والدولي , غير أن قواعد اللعبة تغيرت .
وكان تصريح السفير البريطاني مايكل ارون بالتوصل الى اتفاق سياسي يتوائم مع المتغيرات , يشير الى ان قواعد اللعبة تغيرت .
وكان المبعوث الاممي مارتن غريفيث قد تجاهل ما يحدث في مأرب وركز على اتفاق الحديدة وصرف المرتبات , قبيل تقديم احاطته الى الجلسة المغلقة لمجلس الامن الدولي حول اليمن , والتي مازالت تفاصليها طي الاغلاق , ولم يظهر منها سوى القلق من التصعيد.
كما ان قوات صنعاء باتت تضغط على التحالف وبالذات السعودية , وتقابل غاراتها بضربات صاروخية وبالطيران المسير الذي استهدف مطارات ومنشآت حساسة في جيزان والعمق السعودي ,هي ورقة الضغط التي يبدو انها جعلت السعودية تقلل من غاراتها الجوية رغم الخسارة الاستراتيجية لها بانكسار قوات الشرعية من نهم نحو مأرب والجوف .
وقال مراقبون ان صنعاء باتت تفرض شروط جديدة , وان المجتمع الدولي يعي ذلك جيدا ويطرح رؤى وافكار تتجاوز الرئيس هادي المقيم في الرياض وشرعيته
واضافوا ان المفاوضات السرية التي تجريها صنعاء مع قيادات قبلية وحزبية موالية للشرعية في مأرب والجوف , وهو انعكاس للتوجه الدولي الجديد , وان كن له حساباته الأخرى , غير ان كل المعطيات والمؤشرات والاتجاهات السياسية الحالية تشير الى ان قوات صنعاء حققت مكسابا جعلها تمضي شروطها باريحية , في المقابل جعل من الشرعية محشورة في زاوية ضيقة ومهدد بالاندثار في أي لحظة , كما ان التحالف فقد كل مكاسبه التي كان قد حققها على مدى خمس سنوات .
وقد سارع رئيس الوفد التفاوضي لحكومة صنعاء وناطق حركة انصار الله ( الحوثيين ) محمد عبدالسلام , الى وضع شروط الحل السياسي والذهاب الى مفاوضات والتي حددها بايقاف الحرب ورفع الحصار , وتاكيده ان أي تصعيد سيواجه بالمثل , مواجها في ذات الوقت رسائل تحذيرية مبطنة .
البوابة الإخبارية اليمنية