الجديد برس
مع اقتراب تدفق المعتمرين خلال موسم عمرة أشهر رجب وشعبان ورمضان (مارس/آذار، أبريل/نيسان المقبلين)، تتزايد المخاوف في المملكة العربية السعودية، من تسلل فيروس “كورونا” الجديد إلى صفوف المعتمرين، ما يجعل موسم الحج لهذا العام، الذي يوافق يوليو/تموز المقبل، محفوفا بالمخاطر.
وبعد أكثر من شهر على ظهور الفيروس، في مدينة “ووهان” الصينية، أعلنت منظمة الصحة العالمية “حالة طوارئ” على خلفية انتشار المرض الغامض، وقدرته على الانتقال من شخص إلى آخر قبل ظهور أعراضه.
وتفرض جميع دول العالم قيودا على القادمين من الصين، بعد انتقال المرض إلى ما لا يقل عن 20 دولة أخرى، وارتفاع حصيلة ضحاياه إلى 560 شخصا، بينما قارب عدد المصابين 30 ألف حالة.
وليس هناك علاج معروف لهذا الفيروس الذي ينتقل عن طريق التنفس، وتشمل أعراضه ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة التنفس والسعال وقد يسبب الالتهاب الرئوي، انتهاء بالوفاة.
مراكز خاصة
ومن المتوقع، حال استمرار تفشي الوباء، أن تقوم المملكة بإنشاء مراكز خاصة لاستقبال المعتمرين والحجاج تحسباً لتفشي “كورونا” داخل السعودية.
ويطالب المتحدث الرسمي لمنظمة العدل والتنمية (منظمة غير حكومية) “زيدان القنائي”، السلطات السعودية، باستقبال الحجاج في مراكز خاصة تشرف عليها سلطات الحجر الصحي السعودية، والسماح فقط لمن لا يحمل المرض بالخروج من المراكز وأداء فريضة العمرة أو الحج بمكة.
ومع ذلك، تبقى مخاوف جدية من ظهور أي حالات إصابة بفيروس “كورونا” خلال موسم العمرة الجاري في السعودية، ما ينذر بتفشي الوباء بين الحجاج والمعتمرين، وقد يتسبب في تراجع أعداد الحجيج، بدرجة كبيرة.
وتتأهب المملكة، كدولة مضيفة للعمرة والحج، للتنسيق مع منظمة الصحة العالمية؛ لاتخاذ تدابير صحية عاجلة، ومشاركة التوصيات مع جميع الدول التي يشارك مواطنوها في موسم الحج؛ لضمان سلامة أفواج الحجيج.
تطمينات وفتاوى
من جانبه، حاول عضو اللجنة العليا للحج “ناصر ترك” طمأنة الوافدين للأراضي المقدسة، قائلا إن المملكة لديها تاريخ تاريخ مع الفيروسات التي مرت بالعالم مثل إنفلونزا الطيور والخنازير، ونجحت في احتواء الأمر، ولم تحدث أي حالات إصابة.
وفي خطوة استباقية، أجازت دار الإفتاء المصرية، لبس المحرم الكمامة الطبية للوقاية من الأمراض والفيروسات، مؤكدة أنه لا فدية عليه، وقالت عبر حسابها بموقع تويتر: “يجوز للمحرم لبس الكمامة الطبية، ولا فدية عليه”.
ويراهن خبراء ومختصون، على أنه بحلول موسم في الصيف المقبل، فإن الوباء سيكون قد تم احتواؤه بشكل كبير خاصة مع الارتفاع المتوقعات في درجات الحرارة الأمر الذي سيقلل نسبة انتشار الفيروس بشكل ملحوظ، لكن المخاوف الأكبر تتعلق بموسم العمرة، الذي يتزامن مع فصل الشتاء.
وربما تقرر المملكة، بالتنسيق مع بكين، منع الوفود القادمة من الصين لأداء العمرة، كإجراء احترازي؛ لحين السيطرة على الفيروس، أو اكتشاف مصل لعلاجه.
وقبل أيام، قررت المديرية السعودية العامة للجوازات تعليق سفر المواطنين والمقيمين إلى الصين، بسبب تفشي فيروس كورونا.
كذلك أعلنت الخطوط الجوية السعودية، عن تعليق جميع رحلاتها من مدينتي الرياض وجدة إلى مدينة جوانزو الصينية، إلى جانب إجلاء طلابها من مدينة ووهان الصينية، معقل فيروس “كورونا” الجديد.
وإلى الآن، ينفي المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها في السعودية، رصد أي حالات إصابة بفيروس “كورونا” الجديد في المملكة، رغم إعلان الخارجية الهندية، اكتشاف إصابة ممرضة هندية تعمل في إحدى المستشفيات السعودية بالمرض.
دعوات للتأجيل
وتشهد مصر، التي يفد منها سنويا نحو 100 ألف حاج، إضافة إلى أكثر من 541 ألف معتمر، دعوات لتأجيل الذهاب للحج والعمرة، هذا العام، خشية الإصابة بالفيروس.
وتحتل مصر المرتبة الأولى عربيا فى أعداد المعتمرين، والمرتبة الرابعة بين جنسيات العالم التي أدت العمرة خلال العام 2019، وفق بيانات وزارة الحج والعمرة السعودية.
وطالب الإعلامي المصري “نشأت الديهي”، المواطنين بعدم الذهاب للحج والعمرة في ظل وجود احتمالية كبيرة لإنتشار فيروس “كورونا” خلال أداء المناسك بسبب الزحام.
وأضاف “الديهي” أن الضرورات تبيح المحظورات، وأنه يجوز الفرار من أماكن الأوبئة.
لكن وزير الصحة السعودي “توفيق الربيعة”، جدد، منذ أيام، تأكيده عدم تسجيل أي حالة إيجابية للإصابة بالفيروس في المملكة، مؤكدا رفع مستويات الجاهزية والتكامل، وتوفير معلومات المسافرين والرحلات وتفعيل إجراءات الوقاية في المنافذ البرية والجوية والبحرية لحماية البلاد من الفيروس.
وحث “الربيعة” جميع المواطنين والمقيمين على اتباع النصائح الصحية التي تصدرها وزارة الصحة وكذلك التنبيهات الصادرة عن المركز الوطني للوقاية من الأمراض والجهات الرسمية الموثوقة، وعدم الالتفات للشائعات.
وفرضت زارة الصحة السعودية، بالتعاون مع المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها، جملة من الإجراءات الاحترازية والوقائية المشددة، لمنع وصول فيروس كورونا الجديد إلى المملكة.
وتضمنت تلك الإجراءات، تفعيل محطات الفرز التنفسي عند مداخل مرافق الرعاية الصحية ومنشآتها، وإلزام المنافذ الصحية في نقاط الدخول بفرز المسافرين الواصلين “بشكل مباشر أو غير مباشر” من الصين بصريا، وإحالة المشتبه بإصابتهم على الفور إلى الجهات المعنية.
ويشكل تزايد عدد الحجيج سنويا، الذين بلغ عددهم نحو 2.5 مليون حاج في 2019 من بينهم أكثر من مليون من حجاج الدول الآسيوية، يشكب تحديا للسلطات السعودية التي تريد ضمان موسم حج آمن، وخال من الأزمات والفيروسات.