الأخبار المحلية

من سيرمش بعينيه أولاً؟ .. ماذا تعني الحرب المفتوحة في أسعار النفط العالمية لكل من أمريكا ، السعودية، وروسيا

من سيرمش بعينيه أولاً؟ .. ماذا تعني الحرب المفتوحة في أسعار النفط العالمية لكل من أمريكا ، السعودية، وروسيا

الجديد برس : خاص

تقرير لشبكة السي إن بي سي الأمريكية أعده الصحفي “سام ميريديث” الذي يعمل كمراسل للشبكة في لندن ويختص بتغطية أخبار السياسة والطاقة والأعمال الدولية

ترجمة أحمد عبدالرحمن
09 مارس 2020م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال محللون لـ CNBC بأن حرب أسعار النفط الشاملة خلقت وضعاً “غير مسبوق” في أسواق الطاقة، حيث ينتظر التجار بفارغ الصبر لرؤية من سيرمش أولاً من بين أكبر منتجي النفط في العالم.

ويأتي ذلك بعد دول أوبك والدول غير الأعضاء في أوبك، الذين يشار إليهم أحيانًا باسم أوبك + ، في الاتفاق على شروط التخفيضات المعمقة لإمدادات النفط الخام أواخر الأسبوع الماضي.

وقد بدأت الأزمة بين السعودية – متزعمة الأوبك – وروسيا التي تتزعم الدول المنتجة للنفط خارج نادي أوبك، متمثلةً في حرب أسعار النفط، حيث بدأت العقود الآجلة للنفط الخام في طريقها لتسجيل أكبر هبوط يومي لها منذ حرب الخليج الأولى في عام 1991. في الوقت الذي كانت فيه أسعار النفط تعاني بالفعل من انتشار فيروس كورونا، مع تصاعد القلق حول توقعات لنمو الطلب على النفط.

وقد بدأ تداول خام برنت القياسي عند أدنى مستوياته عند 37.24 دولار بعد ظهر اليوم الإثنين، ولا يزال منخفضًا حتى الأن بأكثر من 17%، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 34.55 دولار للبرميل، أي أقل بنحو 16%، وفي مرحلة واحدة من الجلسة انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من 30%، قبل تقليص بعض خسائرها مع نهاية الجلسة.

“يوهانس بينيني”، رئيس مجلس إدارة ومؤسس مجموعة JBC للطاقة، قال لشبكة CNBC : “إننا نشهد ، خلال فترة زمنية قصيرة ، صدمة في الطلب بسبب كورونا وصدمة في العرض الآن مع وضع أوبك”.

مضيفاً “أنا أعني، أن معرفة كيف سنتعامل مع هذا أمر مدهش للغاية، فنحن نصنع التاريخ هنا. يمكنك أن تسميها الآن حرباً نفطية عالمية، وليس الأمر في الواقع أن السعودية تتعامل مع روسيا بالطريقة التي يتحدث عنها الجميع. قد يكونون يفعلون ذلك، لكن روسيا كانت تقول دائماً إنها تريد أن تأخذ مكاناً أكبر في صناعة الخام”.

وقال بنيني أيضاً : “مع إعلان السعودية لـ الحرب الآن، فإنها استبقت الروس في إعلان الحرب على الخام الأمريكي”.

صناعة النفط الأمريكية “ستتحمل بالتأكيد الوطأة الأكبر”
أعلنت السعودية يوم السبت عن تخفيضات كبيرة في أسعار البيع الرسمية لشهر أبريل، مع استعداد المملكة الغنية بالنفط لزيادة الإنتاج إلى ما يزيد عن 10 ملايين برميل يوميًا. حيث تضخ الرياض حالياً 9.7 مليون برميل يومياً، لكن لديها القدرة على زيادة الإنتاج إلى 12.5 مليون برميل يومياً.

قرار المملكة لخفض الأسعار جاء بعد أقل من 24 ساعة من انهيار المحادثات مع روسيا في مقر أوبك في فيينا، بالنمسا.

وأوصت أوبك يوم الخميس الماضي بتخفيض إنتاج إضافي قدره 1.5 مليون برميل يومياً ابتداء من أبريل وتمتد حتى نهاية العام. لكن روسيا حليفة أوبك رفضت التخفيضات الإضافية عندما اجتمع تحالف الطاقة الأوسع يوم الجمعة.

واختتم الاجتماع أيضًا بدون أي توجيهات بشأن تخفيضات الإنتاج الموجودة حاليًا ولكن من المقرر أن تنتهي صلاحيتها في نهاية الشهر.

ولدى مغادرته الاجتماع، صرح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك للصحفيين بأنه يعني أن منتجي أوبك+ يمكنهم ضخ ما يحلو لهم من 1 أبريل.

“كريس ميدجلي”، رئيس قسم التحليلات العالمية في منصة ستاندرد أند بوروز العالمية للأسهم S&P Global Platts، قال يوم الأحد إن “الظروف غير المسبوقة” قد خلقت وضعاً يتطلع فيه تجار النفط لمعرفة أي منتج سيتراجع أولاً.

مضيفاً “في حين أن الأسعار المنخفضة ستختبر الأرصدة المالية السعودية ، إلا أنها تملك أقل تكلفة للإنتاج برميل من النفط ويمكن للديون المنخفضة أن تسحب الاحتياطيات السيادية وتتحمل الألم”.

ميدجلي قال أيضاً “قد تسمح روسيا ببساطة للروبل بالانزلاق من أجل الحفاظ على تدفق الروبل في اقتصادهم بينما سيتحمل الخام الأمريكي بالتأكيد وطأة الألم – ومن غير المرجح أن يتغير إنتاجهم بسرعة مع نشاط كبير ملتزم به بالفعل وتحوطات بأحجام كبيرة”.

“ومع ذلك، فإن بعض المنتجين الذين استخدموا أطواق أكثر تطوراً لاستراتيجياتهم التحوطية، قد يجدون أنفسهم متورطين في جميع أنواع الصعوبات”.

“روسيا لن تستمر في ذلك لفترة أطول”
“كريس ويفر”، وهو شريك رئيسي في مؤسسة ماكرو الاستشارية، قال : “لدى روسيا عملة مرنة، بينما الريال السعودي مرتبط بالدولار الأمريكي”، وهذا يعني أنه من غير المرجح أن ترمش موسكو أولاً، لكن بالتأكيد ليس لمدة تتجاوز 3 إلى 6 أشهر. إلا أن موسكو قد ترى بأن الوضع المالي للمملكة العربية السعودية سيكون أكثر توتراً قبل حلول ذلك الوقت”.

وقال ويفر أيضاً: “قد يكون الهدف الأكبر لكلا المنتجين هو تهميش خام الولايات المتحدة”.

وتذكرنا الأحداث الجارية بعام 2014 عندما تنافست المملكة العربية السعودية وروسيا والولايات المتحدة على حصص السوق في صناعة النفط.