الجديد برس : متابعة اخبارية
قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إن السلطات السعودية اعتقلت مجدداً أحد الأمراء البارزين من أعضاء مجلس البيعة، ضمن حملة الاعتقالات التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان مؤخراً.
وأوضح رئيس تحرير الموقع، الصحفي البارز ديفيد هيرست، الثلاثاء، أن “التحرك يأتي ضمن جهود محمد بن سلمان للسيطرة الكاملة والتحضير ليأخذ مكان والده الملك سلمان”، مبيناً أن الأمير الثاني هو محمد بن سعد آل سعود، نجل سعد بن عبد العزيز أخو الملك سلمان.
وكان من أبرز المعتقلين قبله بأيام الأمير أحمد بن عبد العزيز، الشقيق الأصغر للملك سلمان، مع ابنه نايف بن أحمد، وولي العهد السابق محمد بن نايف.
وقال هيرست: إن “هناك 20 أميراً تم اعتقالهم منذ يوم الجمعة (6 مارس الجاري)”. مضيفاً عن مصدر مطلع قوله: إن منصور الشلهوب، المدير الخاص لمكتب الأمير أحمد، هو من ضمن المعتقلين.
وكان الشقيق الأكبر لمحمد بن نايف، سعود بن نايف، والد وزير الداخلية وعضو مجلس البيعة قد اعتقل للتحقيق معه، وأفرج عنه يوم الأحد.
وفي وقت سابق، كشف الموقع عن خطة محمد بن سلمان لتنصيب نفسه ملكاً بحياة والده، وأنه يريد إجبار الملك سلمان على التنحي عن العرش قبل انعقاد قمة العشرين بالسعودية في نوفمبر المقبل.
ويحتاج بن سلمان لإنجاز ما يريد إلى موافقة من مجلس البيعة، وهنا يرى الصحفي هيرست أن أشكال الاعتقالات تؤكد ما كشف عنه موقع “ميدل إيست آي” نقلاً عن مصادر على معرفة بخطة ولي العهد، من أن مجلس البيعة هو مركز اهتمام ولي العهد وليس محاولة الانقلاب المزعومة.
وبحسب الموقع، لمجلس البيعة في خطة بن سلمان دوران؛ الأول إعلانه عدم صلاحية الملك سلمان للحكم بسبب معاناته من فقدان الذاكرة، وربما منح المجلس سلطته لعملية تدعو الملك سلمان التخلي عن السلطة طوعاً، ولو تم هذا فسيصبح محمد بن سلمان ملكاً.
وأشار الموقع إلى أن عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز من منفاه في لندن جاءت بعد ضمانات حصلت عليها المخابرات البريطانية (إم آي6) والمخابرات الأمريكية (سي آي إيه) وعدم تعرضه لاعتقال، وكان هدف العودة هو منع ابن أخيه من الوصول إلى العرش عبر مجلس البيعة.
أما الدور الثاني لمجلس البيعة فهو الموافقة على ولي العهد، عبر ثلاثة أسماء يقدمها الملك الجديد، ومن هنا فتطهير المجلس من الأصوات المعارضة يعتبر هدفاً رئيسياً لمحمد بن سلمان، وفق المصدر نفسه.
ولفت هيرست إلى أن حالة الملك الصحية تظل مصدراً للتقارير المتناقضة، ففي مؤتمر القمة العربية-الاتحاد الأوروبي نسي الملك قراءة سطر من خطابه وسأل أحد مساعديه إن كان قرأه أم لا.
وفي مكالمة هاتفية بين الملك والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي لم يكن الملك في وضع للإجابة عن أسئلة، بل ردد ما كتب له، في المقابل التقى الملك سلمان وفداً كويتياً العام الماضي، وكان يتحدث مع أعضاء الوفد بسهولة وهدوء.
لكن تقرير الموقع أشار إلى أن الحالة الصحية للملك قد تدهورت، ونقل عن مصدر عارف بحالة الملك قوله: “لا يعرف ما يجري حوله، ويردد نفس الكلمات، وينسى ما قاله أو قاله الآخرون قبل دقائق، ولا يمكنه التركيز”.
وتحدث الموقع عن شق آخر يتعلق بالملك، وهو قدرته على التحرك بحرية واستقلال عن ابنه الذي يسيطر على حرسه ويتصرف على أنه المدخل لمن يريد الحديث مع والده، بل ومنع شخصاً يحب الملك لعب الورق معه.
ويعني اعتقال الأمير أحمد ومحمد بن سعد، بالإضافة للتحقيق مع سعود بن نايف واعتقال الأمير متعب سابقاً، أن 4 من أعضاء مجلس البيعة تم اعتقالهم أو تحذيرهم.
ومجلس البيعة شُكل بالأساس لتمثيل عدد من فروع العائلة من أبناء المؤسس عبد العزيز بن سعود، إلا أن تحرك محمد بن سلمان ضد أعضاء فيه يعني أنه بات تحت سيطرته.
كما أن حملة الاعتقالات الأخيرة رافقتها حرب دعائية اتهمت محمد بن نايف بتعاطي المخدرات وأنه حليف للرئيس التركي أردوغان.