الجديد برس : متابعات
عقب كل هزيمة أو انتكاسة تُمنى بها قوات هادي تبدأ قياداتها بتبادل الاتهامات، للتخفيف من وطأة الانتقادات التي توجه إليهم، وهي الطريقة التي اعتادتها قيادات تلك القوات عقب كل هزيمة حيث يحاول كل طرف إلصاقها في الآخر.
مراقبون يرون أن الاتهامات التي تتبادلها قيادات قوات هادي بعد أي انتكاسة ميدانية سببها شعورهم بالفشل، فالسلاح الذي يمدهم به التحالف، سواء من حيث الكم أو النوعية، يفوق ما يملكه خصومهم مئات المرات، فضلاً عن الإسناد الجوي من طائرات التحالف، بالإضافة إلى الدعم المادي الكبير، حيث ينفق قطبا التحالف، السعودية والإمارات، أموالاً طائلة على قوات هادي، وكل الفصائل المسلحة التي تقاتل في صفوف التحالف، الأمر الذي يسبب حرجاً كبيراً لقيادات هادي فلا يجدون سبيلاً للتخفيف عن أنفسهم سوى كيل الاتهامات لبعضهم البعض، رغم أن ذلك لا يغير شيئاً من واقع الهزائم التي يتكبدونها.
بعد الانكسارات المدوية التي أُلحقت بقوات هادي والتحالف في نهم والجوف، والآن في مارب، كان متابعون يتوقعون أن تبدأ حملة اتهامات بين قيادات قوات هادي، وهو ما حدث بالفعل، لكن هذه المرة لم تقف الاتهامات عند حدود القيادات فقط، بل تجاوزت ذلك إلى اتهام التحالف لهم بالخيانة والسرقة.
وحسب مواقع إخبارية فقد كشف أحد قيادات حزب الإصلاح، في محافظة الجوف، أن التحالف اتهم قيادات عسكرية وافراداً، في وزارة دفاع هادي، بالخيانة ونهب وتهريب الأسلحة، من معسكرات في محافظة الجوف، خلال المعارك الأخيرة التي سقطت خلالها المحافظة بيد قوات صنعاء.
الشيخ الحسن أبكر، القيادي في حزب الإصلاح، كشف في منشور على فيسبوك، أن قائد قوات التحالف في مارب وجه مذكرة رسمية إلى وزير الدفاع؛ اتهم فيها قيادات وأشخاصاً في قوات هادي بنهب السلاح الذي قدمه لهم التحالف وتهريبه، بالإضافة إلى التخابر مع قوات صنعاء، وحسب الشيخ الحسن أبكر فإن ذلك يعد جريمة كبرى، وخيانة عظمى، وفق الأعراف العسكرية.
القيادي في حزب الإصلاح الحسن أبكر طالب وزارة دفاع هادي بسرعة التحقيق في الاتهام الذي وجهه التحالف ومحاسبة المتورطين، معتبراً ذلك واجباً وطنياً ومسئولية عسكرية، كما دعا وزارة الدفاع في حكومة هادي بكشف الحقائق لكل الوحدات العسكرية والشعب كافة.
ولم يخلُ حديث القيادي الإصلاحي أبكر من اتهامات ضمنية لوزارة دفاع هادي، بأنها متورطة في الخيانة بالتواطؤ مه ناهبي الأسلحة، وتضييع مثل هذه القضايا وعدم اتخاذها أي إجراءات بشأنها، محملاً إياها المسئولية القانونية على ذلك، مؤكداً أن الانتكاسة التي تعرضت لها محافظة الجوف ليست بالأمر الهيّن، حسب تعبيره، معبراً عن مخاوفه من أن تنعدم الثقة في قوات هادي، خصوصاً أنه تحدث عقب سقوط مدينة الحزم عن بلاغ وصله مفاده أن مخازن أسلحة سُرقت، ورغم مطالبته بالتحقيق إلا أن “دفاع هادي” تجاهلت الأمر، في إشارة ضمنية إلى تورطها، وتسترها على الفاعلين.
محللون عسكريون ذكروا أن التحالف بدأ يفقد ثقته في قوات هادي الموالية له، والتي تنتمي غالبيتها لحزب الإصلاح، حيث اتهم عدد من السياسيين السعوديين، الذين تمرر الرياض عبرهم رسائلها إل حلفائها، قيادات قوات هادي خصوصاً المحسوبة على حزب الإصلاح بالخيانة وابتزاز التحالف، ولم يحققوا أي تقدم ميداني على الأرض، رغم الدعم المهول الذي يتلقونه، عسكرياً ومالياً، الأمر الذي دفع بالتحالف إلى محاولة التصعيد جنوباً، لرد ولو جزء من الاعتبار لقواته التي تلقت هزائم كبيرة في مختلف الجبهات.
التصعيد الذي يقوده التحالف جنوباً، حسب محللين عسكريين، تجسد في وصول ضباط سعوديين إلى مواقع المواجهات مع قوات صنعاء، شمال غربي عدن، على رأسهم رئيس عمليات قوات التحالف في عدن، أبو مشعل، حيث زاروا مواقع المواجهات في طور الباحة بمحافظة لحج، وأظهر تسجيل مرئي للزيارة تحريض الضباط السعوديين للمقاتلين الجنوبيين، المحسوبين ضمن قوات الانتقالي، على القتال، في إشارة إلى توجه سعودي لاستغلال المقاتلين من أبناء الجنوب والزج بهم في معارك عبثية تخدم مصالح التحالف، بعد ما استنزفتهم الإمارات واستخدمتهم وقوداً لمعاركها في جبهات الساحل الغربي، والدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة خلال السنوات الماضية.
YNP – إبراهيم القانص