الجديد برس : متابعات
أكّـد وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع التعليم، الأُستاذ عبدالله النعمي، أن الاختبارات ما زالت قائمةً في موعدها المحدّد بالنسبة لصفوف المرحلة الأَسَاسية والثانوية، بالإضافة إلى أن موعد الاختبارات بالنسبة لباقي المراحل الدراسية مرهون بالمستجدات المتعلقة بوباء كورونا، موضحًا أن الوزارة ستتخذ القرارات المناسبة في حينها.
وأشَارَ وكيل الوزارة إلى عدد من الخيارات المطروحة؛ مِن أجلِ استكمال المناهج الدراسية للعام الدراسي الحالي.
كما تطرق النعمي في الحوار الذي أجراه معه موقع “أنصار الله” إلى قضية الطلاب النازحين والمعلمين المتواجدين خارج مناطق الاحتلال، فضلاً عن حجم الاضرار التي لحقت بالتعليم جراء استهداف العدوان المباشر للمدارس والمنشآت التعليمية والتي بلغت ثلاثة آلاف و652 مدرسة ومنشأة تعليمية بلغ إجمالي عدد طلابها مليون وَ898 الفا وَ220 طالب وطالبة منها 412 مدمّـرة كلياً وَألف وَ491 مدمّـرة جزئياً فيما تم استخدام 993 مدرسة ومنشأة تعليمية لإيواء النازحين وَ756 أغلقت؛ بسَببِ العدوان فضلا عن تضرر أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة في تعليمهم وحرمانهم من 56 مليونا وَ565 ألفا وَ868 كتابا مدرسيا.
حاوره عبدالله الحنبصي:
س: قبل عدة أَيَّـام انتهت خمس سنوات من العدوان الأمريكي السعودي ودخلنا في العام السادس من العدوان، ولعل قطاع التعليم في مقدمة القطاعات الهامة التي عانت من الدمار والخسائر الناتجة عن العدوان.. فماهي حجم الاضرار والخسائر التي لحقت بهذا القطاع؟
في البداية ارحب بكم، وبالتأكيد ما لحق بقطاع التعليم من عدوان غاشم كبير جِـدًّا، ونحن في وزارةُ التربية والتعليم وثقنا كُـلّ تلك الجرائم التي تعرض لها قطاعنا واصدرنا تقرير سنوي بعنوان ” التعليم في اليمن خمسة أعوام من الصمود في وجه العدوان “، يحكي بالتفاصيل وباللغتين العربية والانجليزية، خسائر قطاع التعليم في اليمن خلال 5 سنوات.
ويتوزع التقرير على خمسة فصول موزعه في ١٢٠ صفحة وموضحة بالانفوجرافيك والصور، ويركز التقرير على حجم الأضرار والخسائر التدميرية الإنسانية والمادية التي لحقت بقطاع التعليم جراء استهداف العدوان للعملية التعليمية في بلادنا للعام الخامس على التوالي.
ويتناول التقرير في فصله الأول آثار العدوان على التعليم في اليمن موثقا بالأرقام والإحصائيات والرسوم البيانية فيما يعرض الفصل الثاني نماذج من المنشآت التعليمية المدمّـرة والمتضررة بفعل غارات العدوان ويعكس الفصل الثالث من خلال الأرقام والرسوم البيانية والخرائط اضرار العدوان على التعليم بحسب المحافظات.
ويصور الفصل الرابع وحشية وهمجية ما ارتكبه العدوان من مجازر في استهدافه للطفولة بعنوان ” أطفال اليمن في مواجهة العدوان والحصار الملف الإنساني ” فيما يجسد الفصل الأخير من الكتاب بعنوان ” من ملامح الصمود ” صمود الطلاب ومواصلتهم لدراستهم وسط أنقاض مدارسهم المدمّـرة وتحت الجسور والأشجار.
س: ما أبرز النتائج التي تضمنها التقرير؟
اوردنا في التقري كُـلّ الحقائق المتعلقة بالدمار والخسائر التي لحقت بالقطاع التربوي حيث بلغ إجمالي تكلفة الخسائر المباشرة لقطاع التربية والتعليم طوال 5 سنوات من العدوان والحصار قرابة 3 ترليونات ريال، فقد دمّـر تحالف العدوان 412 منشأة تعليمية بشكل كامل نال محافظة حجّـة منها النصيب الأوفر بتدميره 110 منشآت تلتها محافظة صعدة بـ 106 مدارس.
كما دمّـر 1491 مدرسة بصورة جزئية كذلك تسبب بإغلاق 756 مدرسة منها 179 في محافظة صعدة، كما تسبب بتضرر 3652 منشأة تعليمية بأضرار مباشرة وغير مباشرة وتأثر قرابة مليوني طالب في أنحاء الجمهورية.
ولا ننسى أن العدوان والحصار تسبب بقطع رواتب أكثر من 196 ألفاً من القوى العاملة في مجال التربية والتعليم، كما بلغ متوسط العجز السنوي في طباعة الكتب المدرسية ما يقارب 84% بما يعادل نسخة واحدة من المنهج لـ7 طلاب.
س: وماذا عن الخسائر الإنسانية التي لحقت بكم؟
الخسائر الإنسانية كثيرة وتعد من أكبر الجرائم التي يمكن تصنيفها ضمن جرائم الحرب ومنها استشهاد المئات من الطلاب والطالبات وكذا الكوادر التربوية ناهيك عن التأثيرات السلبية التي لحقت بأكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة وَ200 ألف معلم ومعلمة.
والتقرير قد تضمن إحصائيات دقيقة للأضرار المادية والإنسانية التي لحقت بالتعليم العام على مستوى المحافظات.
س: يشهد العالم انتشار وباء كورونا.. في ظل هذا الانتشار ما التحديات التي تواجهكم وماهي الخطوات التي اتخذتها الوزارة للوقاية من هذا الوباء؟
قطاع التعليم عانا كَثيراً خلال السنوات الماضية نتيجة العدوان والحصار وقدم صورة مشرفة في مواجهة العدوان، والصمود طيلة خمس سنوات، ومقارنة بتلك التحديات التي واجهها القطاع خلال السنوات الخمس الماضية، نستطيع القول بأن الوضع في الوقت الراهن أفضل من السابق.. ومع ظهور هذا الوباء فقد اخذت وزارة التربية والتعليم على عاتقها مسؤولية اخذ الاحتياطات اللازمة ادراكاً منا بخطورة هذا الوباء واستجابة لتوصيات اللجنة العليا لمكافحة الاوبئة.
حيث اتخذنا العديد من القرارات الاحترازية والتي تتناسب مع الوضع القائم؛ باعتبَار اليمن وبحمد الله لا زالت خالية من انتشار هذا الوباء خَاصَّة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى، وكان آخر قرار اتخذناه هو تعليق الاختبارات، وذلك حرصاً على سلامة أبنائنا وبناتنا الطلاب.
س: هناك من يقول بأن وزارة التربية والتعليم ستلغي الاختبارات وتعتمد درجات نصف العام، وعدة روايات أُخرى حول هذا الجانب.. ما تعليقكم حول هذه الادِّعاءات؟
لا يزال القرار المتعلق بتأجيل الاختبارات كما هو.. بمعنى أن الاختبارات لا زالت قائمة فيما لو تحسنت الأمور حيث يمكن أن نعلن حينها عن تحديد موعد الاختبارات، اما إذَا ظهرت مستجدات جديدة حول الوباء في غير صالح الطالب فبالتأكيد أن الوزارة ستتخذ القرارات المناسبة.
واجدد التأكيد أنه إلى الآن لم نتخذ أي قرار جديد بعد القرار السابق بتعليق الاختبارات، وكل الشائعات التي تروج حول اعتماد الدرجات النصفيه وغيرها، فلا أَسَاس لها، وهذا ما يتعلق باختبارات النقل، اما ما يخص اختبارات المرحلة الأَسَاسية والثانوية فموعدهما كما كان من قبل ظهور كورونا، أي أن الاختبارات ستتم في موعدها بحسب التقويم الدراسي المعلن بداية العام الدراسي2019- 2020م.
س: مع ظهور وباء كورونا جرى تعليق الدراسة قبل نهاية الفصل الدراسي، فكيف ستجري الاختبارات ولا زالت هناك مواد دراسية لم تستكمل؟
فعلاً في ظل ظهور وباء كورونا وتعليق الدراسة اخذنا بالاعتبار الوضع الذي فرضه هذا الوباء وبدأنا في البحث عن البدائل المناسبة لاستكمال المناهج الدراسية سواء في صفوف النقل أَو المرحلتين الأَسَاسية والثانوية، ونحن الآن بصدد دراسة عدد من تلك البدائل المناسبة لاستكمال المنهج.
س: وما هي البدائل المطروحة؟
البدائل متعدده ومنها استخدام القنوات المحلية وفي مقدمتها القناة التعليمية، وكذلك الاذاعات المحلية.. لدينا افكار أُخرى إلى جانب ذلك ومنها انشاء تطبيقات تتضمن شرح مفصل للدروس.
لدينا كذلك التعليم الالكتروني، حيث أن لدينا نافذه عبر موقعنا الالكتروني خَاصَّة بالتعليم الالكتروني.. وهناك الكثير من البدائل المطروحة التي يجري دراستها لتغطية العجز الحاصل نتيجة إغلاق المدارس.
س- إجمالا ما تقييمكم للعملية التعليمية هنا في صنعاء والمحافظات التي يحكمها المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ، سيما في ظل العدوان والحصار المفروض على اليمن وانقطاع مرتبات المعلمين؟
نحن في وزارة التربية والتعليم طيلة الخمس السنوات من العدوان على اليمن، لم نحرص فقط على استمرار العملية التعليمية، بل حرصنا ونسعى جاهدين لتطوير العملية وتحسين مخرجاتها وهذا بفضل الله عز وجل وبفضل جهود الكوادر الوطنية المخلصة والاسرة التربوية وفي مقدمتهم المدرسين العاملين في الميدان.
وكما اسلفت، العملية التعليمية لولا هذا الوباء شهدت استقرارا كَبيراً جِـدًّا وانتظاماً في الموسم الدراسي رغم كُـلّ الصعوبات والمشاكل الناجمة عن العدوان والحصار، وهذه تجربة قلما تجدها حول العالم، فالمعلم يخرص على أداء مهامه والوصول إلى مدرسته رغم كُـلّ المخاطر والتحديات التي تواجهه وفي مقدمتها انقطاع مرتباتهم، واستهداف العدوان ومرتزِقته للمدارس في كثير من الاحيان، وكذلك هو حال الطلاب والطالبات فقد لمسنا فيهم الحرص والاهتمام بتلقي الدراسة رغم كُـلّ شيء، حتى أولياء الأمور يحرصون على الدفع بأبنائهم لاستكمال العملية التعليمية بما فيها تلك المناطق الواقعة بالقرب من المناطق الغير امنه وهذا ما اذهل العالم.
س: ما الذي ساهمت فيه الوزارة؛ مِن أجلِ تخفيف حدة معاناة المعلم خَاصَّة في ظل التحديات والصعوبات التي ذكرتها؟
الوزارة سعت بمختلف الوسائل إلى إيجاد حلول بديله تساهم في التخفيف من معاناة المعلمين عبر تغطية الحد الأدنى من متطلبات المعلمين، واستطعنا من توفير حوافز مقدمة من منظمة اليونيسيف للمعلمين العاملين في الميدان وقد صرفت في العام الماضي.
ولا زالت الوزارة بصدد متابعة اليونيسيف لصرف هذه الحوافز، وقريباً جِـدًّا بإذن الله سيتم صرف الحوافز لعدد كبير ممن تم التحقّق من عملهم في الميدان لخمسة اشهر دراسية.
س: هناك تحسن في العملية التعليمية في المناطق غير المحتلّة وذلك رغم العدوان والحصار المستمر.. ولكن كيف يبدو الوضع في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي السعودي؟
الوضع هناك وللأسف الشديد يمكن معرفته من خلال وسائل الإعلام التي تتناول بين الحين والاخر قيام المعلمين والكيانات التربوية بالإضرابات والنزول إلى الشارع نتيجة الكثير من الاختلال والمشاكل ومنها عدم تسليم الرواتب للمعلمين.. وهذا يؤسفنا أن يصبح وضع التعليم في تلك المحافظات بتلك الصورة رغم قدرة حكومة المرتزِقة وتحالف العدوان على حَـلّ كُـلّ تلك الاشكاليات.
ونحن نتمنى فعلا أن تستمر العملية التعليمية بصورة طبيعية حتى في المناطق المحتلّة؛ باعتبَار ذلك سيفشل مخطّط العدوان الذي يراهن على إفشال العملية التعليمية في كُـلّ انحاء الوطن.
س: تحتضن العاصمة صنعاء وباقي المحافظات غير المحتلّة اعداد كبيره من النازحين والفارين من بطش العدوان ومرتزِقته في مناطق الاحتلال، كيف تتعامل الوزارة مع قضيتهم بالنسبة للعملية التعليمية؟
نحن في وزارة التربية والتعليم اولينا جانب النزوح ليس فقط على مستوى الطلاب بل وحتى من المعلمين، اوليناهم أهميّة كبيرة، حيث وجهنا منذ وقت مبكر كُـلّ مكاتب التربية باستيعاب الطلاب النازحين وتسهيل كُـلّ الإجراءات أمامهم بما يكفل حقهم في الحصول على التعليم واستكمال المراحل الدراسية.
كما وجهنا باستيعاب المعلمين القادمين من المناطق غير الأمنة وقد تم توزيعهم على المدارس الموجودة في مناطق نزوحهم وحرصنا كذلك على تمكينهم من الحصول على الحوافز.
س: هل تتلقى وزارة التربية والتعليم أي دعم دولي باستثناء الحوافز المقدمة من اليونسيف؟
للأسف الشديد واقولها بمراره.. أن جميع المنظمات الدولية المعنية بتقديم المساعدات لقطاع التعليم في الدول غير المستقرة بعيدة عننا كَثيراً، حتى تلك المنظمات والمانحين الذين كانوا يدعمون قطاع التعليم في بلادنا أصبحوا جميعاً لا يقدمون شيء باستثناء الشيء اليسير الذي لا يكاد يذكر.
فجميع المنظمات نزعت ايديها من اليمن بإيعاز من دول العدوان.. ووزارة التربية والتعليم إلى الآن لم تتلقى فلسا واحداً لطباعة الكتاب المدرسي، وأن حصل دعم فهي لبرامج قليلة جِـدًّا وبعيده عن المعلمين والكتاب المدرسي الذي يحتاج إلى دعم حقيقي.. وباستثناء أَيْـضاً الحوافز التي تصرف للمعلمين وذلك بعد ضغط شديد مارسته وزارة التربية والتعليم علة الأمم المتحدة.
واود التأكيد أن الوزارة كانت تطالب المانحين والداعمين بتحويل الدعم لصالح المعلمين لكننا كنا نشهد تعنت كبير من قبل الجهات الداعمة، واستمر الضغط عليهم حتى تمكّنا من الحصول على دعم جزئي للمعلمين صرفت كحوافز لهم وقد صرفت العام الماضي وهذا العام ستصرف أن شاء الله لخمسة اشهر للمعلمين العاملين في الميدان.
س: تابعتم وتابع الجميع ما اظهرته نتائج التحقيقات الأخيرة مع الخلايا الإجرامية التي تم ضبطها ضمن العملية الأمنية الكبرى “فأحبط أعمالهم” برئيكم لماذا يسعى العدوان إلى التركيز على قطاع التربويين بشكل خاص كما اظهرته النتائج؟
لأنهم يدركون أهميّة القطاع التربوي ومدى انتشاره في اوساط المجتمع، ودوره في احداث التماسك المجنمعي والحفاظ على امن واستقرار البلاد، ولا ننسى كذلك معرفتهم بأهميّة استمرار العملية التعليمية في بناء المجتمع لذلك سعوا إلى محاولة الاخلال بهذا القطاع واختراقه من الداخل خَاصَّة بعد فشل دول العدوان في حسم المعركة مع أبطال الجيش واللجان الشعبيّة عسكريًّا لذلك سعت إلى استهداف القطاع التربوي للتغطية على فشلها العسكري اولا ومن ثم تدمير العملية التعليمية؛ باعتبَاره ذا أهميّة في تطور اليمن والارتقاء بمستواه.. لكن كُـلّ تلك المخطّطات فشلت وسيستمر فشلها أمام صمود وعزيمة أبناء اليمن.
س: مَـا هِي رسالتكم الأخيرة التي توجّـهونا عبر موقع أنصار الله؟
رسالتي هي التأكيد مره أُخرى على أن العاملين وأبنائنا الطلاب وحتى أولياء الأمور سطروا طيلة سنوات العدوان الخمس اروع ملاحم الصمود والثبات والتحدي والصبر في وجه العدوان فكلمة شكر اتوجّـه بها اليهم.. واؤكّـد انهم بصبرهم وثباتهم قد اصابوا العدوّ في مقتل ووجهوا إليه رسالة قوية مفادها بأننا شعب يمني عصي على الانكسار ويأبا الضيم مهما عمل واجرم في حق هذا الشعب.
واذكر الجميع بأن العدوان حاول من البداية أن يفشل العملية التعليمية وأكبر دليل على ذلك هو حجم الخراب والدمار الذي طال المدارس والمرافق التعليمية كما هو موثق في الإحصائيات، فضلا عن مساعيهم لاستهداف قيادات التربية والتعليم كما جاء في نتائج التحقيقات مع الخلايا الإجرامية التي تم ضبطها كما ذكرنا انفاً.
وفي الأخير اتوجّـه بالشكر والعرفان للمجلس السياسي الأعلى على جهوده في انجاح العملية التعليمية ونتمنى أن يستمر هذا الاهتمام والدعم.