الجديد برس : رأي
يسرية الشرقي
عذراً كلماتي.. عذراً أوراقي وقصاصاتي.. حين هجرتك كنت مجبرة، حين التهيت غير قاصدة منذ ذلك اليوم وحنيني إليك يزداد كل يوم، فعندما يتوقف الكاتب عن الكتابة لا يشعر بالحياة.. فحياتنا نحن مجرد كلمات وصورة لحياة الآخرين ننقلها كما نراها مملوءة بمشاعر صادقة، وحين هجرت قلمي لم يعد بداخلي متسع لأي شيء.. ولكنني اليوم أنهض من غفوتي متجاوزة كل رغباتي عدا رغبتي في الكتابة، أشعر الآن بأنني أريد أن أكتب أشد وأصغر التفاصيل لما يدور من حولي، لم يعد شيء كما كان قبل أشهر معدودة.
كنا نقول: «في زمن الحرب» كل شيء يتغير.. وله طابع مختلف.. وبين ليلة وضحاها أصبحنا نقول: «في زمن كورونا» تتغير المقاييس ويُعاد ترتيب الأولويات، فلا شيء يبقى إلا حب الحياة والخوف على عالم قد تتغير ملامحه جراء وباء «كورونا» الذي يسيطر على العالم اليوم.
في زمن «كورونا» تزول كل الأمنيات، ولا تبقى إلا أمنية واحدة، وهي أن نبقى سالمين في بلد لم يعرف السلم منذ عهود.. أن يبقى أحباؤنا إلى جوارنا ولو كان قوتنا كسرة خبز المهم أن نبقى معاً، وأن نصحو من هذا الكابوس في لحظة كما دخلناه في لحظة.
في زمن «كورونا» أيضاً تلاشت كل النصائح والأقوال والفلسفات الحمقاء لتبقى نصيحة ستكتب على مر التاريخ بماء من ذهب: الزم بيتك لتحمي نفسك وتحمي أهلك وجيرانك، ولتنقذ روحا كتب الله لها الحياة على يديك، ولكن بعد أن تغسل يديك جيدا بالماء والصابون، والزم دارك ما استعطت أن تبقى لتبقي على حياتك وحياة الآخرين.. في زمن «كورونا» عدنا لنصائح الأجداد، فقد قالوا في المثل الشعبي: «من خرج من داره قل مقداره».
أكتب كلماتي هذه وأنا في داري لأعلن أني سأحاول أن أكون قدوة لمن هم حولي بالتزام القواعد والتعليمات الصحية إلى أن يحين الفرج من رب كريم عظيم، وكن أنت معي لعلك أيضاً تنقذ حياة إنسان.
لا ميديا