الجديد برس : متابعات
حفاظاً على مصالحه .. التحالف يعدُّ لإقصاء هادي وحكومته
يتجه التحالف لإقصاء قيادات حكومة هادي من المشهد السياسي بشكل نهائي، حسب توقعات مراقبين، من خلال المسارات التي تسلكها الأحداث في الفترة الأخيرة، خصوصاً في المحافظات الجنوبية، حيث يدور صراع ومواجهات تعد الأقوى والأشرس منذ بداية العمليات العسكرية للتحالف.
وحسب مصادر مقربة من حكومة هادي فإن التحالف ينوي استبدال قيادات تابعة لهادي بقوى أخرى أكثر ولاءً، أو ربما يكون قد أعدها مسبقاً لتنفيذ مرحلة جديدة من مخططاته التوسعية للسيطرة على مناطق الثروات والمواقع الاستراتيجية، على امتداد الخارطة اليمنية، في الجغرافيا التي تسيطر عليها قوات التحالف وأدواته.
ليس مستبعداً أن يكون التحالف قد أعد فعلياً خطة لإقصاء هادي وقياداته من المشهد، وإنهاء دورهم واستبدالهم بقيادات وقوى أخرى في الداخل اليمني، فالمآلات التي أوصل البلاد إليها، خصوصاً في الجنوب، كانت مدروسة بعناية بما يوجد مساحة أكبر لتحقيق مصالحه، الأمر الذي يستدعي خطةً جديدةً للاستفادة مما وصلت إليه البلاد من أوضاع كارثية على المستويات الأمنية والصحية والاقتصادية، ولا شك في أن التحالف استخدم هادي وحكومته كأدوات حقق بها ما أراده، ولكي يحافظ على مكاسبه ومصالحه قد تكون هذه مرحلة جديدة انتهت فيها صلاحياتهم وتستوجب واجهات جديدة تحافظ على مصالح التحالف، ولا شك انها ستكون أكثر ولاءً له وفي الوقت نفسه أكثر ابتعاداً عن مصالح البلاد والشعب اليمني كافة.
القضية لم تعد استعادة الشرعية وإعادتها إلى صنعاء، كما أوهم التحالف شركاءه منذ بداية عملياته العسكرية في اليمن عام 2015، فما حدث ولا يزال يحدث منذ البداية يثبت أن التحالف سخر كل مكره السياسي للقضاء على حكومة هادي مستخدماً كل تلك العناوين التي خبأ خلفها زيفه وكذبه، وقد أوصلها إلى حد من الهوان والسخرية لم يسبق أن وصلت إليه حكومة قبلها، وليس أدل على ذلك من أنه أوصلها حد العجز عن التواجد في شبر من مناطق سيطرتها، ولا تملك حقاً في اتخاذ قرار أو الاعتراض على شيء، إلا إذا تلقت من قيادة التحالف ضوءاً أخضر بذلك، وما عدا ذلك فهي عبارة عن تابع لا يملك من أمره شيئاً.
لم يكن لحكومة هادي أن توقف أطماع التحالف في اليمن، وهي تعرف جيداً أن كل ذلك الضجيج الإعلامي من دعم التحالف لها لم يكن سوى وسيلة لتضليل الراي العام في الداخل اليمني وعربياً وعالمياً، وها هي لا تزال عاجزة عن حماية شبر من الاراضي اليمنية الواقعة تحت نفوذها، فالسعودية والإمارات تتحكمان فيها براً وبحراً وجواً، في أبشع صور الانتهاك للسيادة الوطنية اليمنية، بموافقة تلك الحكومة ومباركتها، وتستخدم كل من الدولتين أتباعهما لفرض ما تستوجبه مصالحهما، وكان آخر تلك الانتهاكات للسيادة احتشاد أتباع الإمارات أمام بوابة ميناء سقطرى، سعياً للسماع بإفراغ حمولة سفينة إماراتية رست في الميناء قبل أيام، رغم أن سلطات الجزيرة كانت ترفض دخولها، وتؤكد مصادر مطلعة أن تلك السفينة تحمل مواد مشبوهة مخالفة لقوانين الجزيرة كمحمية طبيعية، لكن الإمارات تسعى على مدى السنوات الماضية لتدمير التنوع الطبيعي الفريد في سقطرى، والسيطرة عليها كاملة، ضمن تقاسم النفوذ والسيطرة بينها وبين السعودية.
YNP – ابراهيم القانص