الجديد برس : متابعات
الضربات المؤلمة التي تتلقاها السعودية تباعاً على الصعيدين السياسي والعسكري جعلتها تعيش حالة من التخبط والعجز، فالمليارات التي تنفقها على التسلّح والإنفاق على أدواتها وأتباعها في اليمن والحقت باقتصادها خسائر مهولة، أفقدها كل ذلك توازنها، فلا هي استطاعت الانتصار عسكرياً ولا هي حفظت أموالها لما يخدم مواطنيها المتضررين بالدرجة الأولى من تراجع اقتصادها.
تتحول حالة الإحباط التي تعيشها السعودية إلى هيستيريا تظهر غي غاراتها على المدنيين في صنعاء وعدد من المحافظات، إضافة إلى هيستيريا ضد أتباعها وشركائها المحليين في اليمن، على المستوى السياسي بطردهم من أراضيها أو تقويض صلاحياتهم المفترضة من مواقع مناصبهم في حكومة هادي، وتجريدهم من أي مسئولية ما أدى إلى وضعهم في مواقف محرجة للغاية.
في ما يخص المقاتلين بصفوف التحالف والشرعية في مارب أفادت الأنباء أن طائرات التحالف تواصل استهدافهم خلال الأيام الماضية في عدد من الجبهات والمعسكرات، في مديريتي ماهلية والعبدية، اللتين يتوغل فيهما مقاتلو قوات صنعاء، واليوم الاثنين استهدفت طائرات التحالف معسكر اللواء 172 في مديرية مجزر، كما قالت مصادر قبلية أن انفجارات مدوية سُمعت في معسكر ماس، مؤكدة سقوط قتلى وجرحى جراء غارات التحالف على القوات الموالية له في تلك المعسكرات والمناطق.
وتشهد مارب معارك شرسة بين الحوثيين ومجاميع من العناصر المتطرفة التي جمعها حزب الإصلاح إلى مارب للقتال في صفوفه بدعم من التحالف، وأفادت الأنباء بأن الحوثيين حققوا تقدماً كبيراً على مقاتلي الإصلاح من ثلاثة محاور في مديرية مجزر، كما تقدم الحوثيون بشكل كبير ومتسارع في مناطق اللسان والجفرة، بالإضافة إلى سيطرتهم على مناطق في الحجلة بمديرية العبدية.
واشتدت المعارك في جبهات مارب التي تتساقط تباعاً في يد الحوثيين، خصوصاً بعد المجزرة التي ارتكبها متطرفو وإرهابيو حزب الإصلاح بحق أسرة آل سبيعيان التي تعرضت للتصفية، الأسبوع الماضي، وهي جريمة إبادة جماعية اعترفت بها حكومة هادي رسمياً خلال رسالة وجهها، محمد عسكر، وزير حقوق الإنسان في حكومة هادي، لوزير دفاعه المقدشي، واعترف عسكر بأن آل سبيعيان تعرضوا لإبادة جماعية في منطقة وادي عبيدة بمارب.
وعلى الصعيد السياسي تواصل السعودية إهانة وطرد مسئولي حكومة هادي من أراضيها، وسلب من تبقى منهم صلاحياته وقراره، كان آخرهم عبدالعزيز جباري، مستشار هادي ونائب رئيس برلمانه، بعد اتهامه السعودية بشرعنة تمرد الانتقالي على الشرعية في المحافظات الجنوبية.
ويرى مراقبون أن الخسائر المتوالية التي تتلقاها السعودية على كل المستويات، مقابل التقدمات التي تحققها صنعاء، توحي بأن المملكة على موعد مع خسارة نهائية لمعركة في اليمن، متوقعين أن تكون بمثابة نهاية حتمية للهيمنة السعودية في المنطقة، وحسب مجموعة الأزمات الدولية فإن التوازن العسكري في حرب التحالف ضد اليمن يميل لمصلحة الحوثيين، وأشارت المجموعة في أحدث تقرير لها، إلى أن السعودية غير قادرة على الانتصار في الحرب التي تخوضها في اليمن.
وذكرت مجموعة الأزمات الدولية أن عودة حكومة هادي إلى صنعاء أمر غير واقعي وأنه ليس لديهم سوى خيار التسوية السياسية التي وصفتها بأنها ستكون غير مثالية بالنسبة للتحالف والشرعية.
YNP – إبراهيم القانص