الجديد برس : رأي
سامي عطا
القسمة بين عملاء تحالف دول العدوان في المفاوضات الراهنة، تذكرنا بنفس القسمة بين المختصمين في مبادرة الشئوم الخليجية، الفرق أن قسمة اليوم قائمة على أساس شمال وجنوب ، بينما قسمة الأمس كانت بين المؤتمر وشركاءه وأحزاب المشترك وشركاءه، ولم تك مشكلة البلد القسمة ، إنما الثقافة السياسية لنظام ٧/٧ بشقيه سلطة ومعارضة ، ولقد أثبتت الأحداث اللاحقة للقمسة أن مشكلة البلد لا تحل عبر تقسيم كعكة بين مختصمين ، بل مشكلة أعمق تتعلق – كما أسلفنا – بالثقافة السياسية برمتها ، فلقد استفحلت الأزمة وتعمقت أكثر ، لأن شقي النظام الذي أرادت قوى النهب الدولي أن تعيد ترميمه يحكم بنفس الأسلوب ويديروا البلد بنفس الطريقة السابقة ، فلقد جرى توسيع دائرة الفساد السياسي واستفحل الصراع وتأجج أكثر فأكثر وصار الكل يحارب الكل.
وقسمة اليوم بين شمال وجنوب يدور ضمن نفس الحلقة المفرغة وأثبت أنه يجري تخدير الناس بحلول شكلية، قسمة بين أدوات فاسدة والهدف هو إعادة تدوير نظام الفساد، لكن من المؤكد أنها أخر الألاعيب وستنتهي كما أنتهت سابقاتها، نحن مقبلون على مبارأة صراع قوتين في مضمار الفساد والإفساد وستنتهي إذا لم تبدأ بالإحتراب وسعي كل طرف إلى إفشال الطرف الأخر ، لأن ثقافة الطرفين لا تقوم على إجتراح النجاح من خلال البذل والعطاء بالصدق والإخلاص ، إنما تقوم على عرقلة الأخر وإفشاله وتلطيخ صورته في عيون الناس.
وعليه لا يمكن التعويل على هؤلاء لأنهم لا يعبرون عن مصالح الناس ، فهؤلاء أدوات لا أقل ولا أكثر وسينتهي بهم المطاف إلى أرصدة في البنوك واستثمارات شخصية في عواصم الدول ، أن السلطة بالنسبة لهؤلاء الفاسدين الجدد زمن مستقطع وفاصل بين حالة بؤسهم وفقرهم وثراء ينتظرهم وطز فيكم جميعاً أيها الحالمون، نفس ما حصل مع الفاسدين الجدد في حكومة شراكة المبادرة…!!