الجديد برس : رأي
جمال بن عامر
يختلف فرع (الاخوان المسلمين) في اليمن عن نظرائهم في بقية الدول وبالذات عن الجماعة الأم في مصر
في أن جماعة اليمن لا تستطيع العيش الا في عباءة سلطة ولا تواجه خصومها إلا من خلالها وبأدواتها
ولذا فإن إخوان اليمن ومنذ منتصف الاربعينات لم يسجل لهم أي صراع مباشر مع أي من الأنظمة التي تتابعت رغم اختلاف توجهاتها وحتى اليوم
لقد فضلت الجماعة الأخذ بالتقية وموالات الحاكم وضرب خصومها بسيفه
وحتى ماسميت بثورة الشباب فإن الحزب ظل بلا موقف واضح بل وأقرب لأن يكون ضدها حتى ضمنت القيادة حاميا من داخل النظام وهو علي محسن وبعد إن استوثقوا من تخلي أميركا عن حليفهم السابق
ومن يتابع اليوم يجد قيادة الجماعة ماضية في سياستها تحارب بسيف زعم شرعية هادي مايمثلوا خصوم مشتركين
كما يحصل مع المجلس الانتقالي في محافظات الجنوب وجماعة طارق ومؤتمر أبوظبي في تعز فهي تقاتل بالقوات المحسوبة عليها باعتبارهم الجيش الوطني وغيرهم ميليشا متمردة كما يحصل مع اللواء 35 او مع أمن جبل حبشي وقبله الراهدة وهذا التوصيف لايحكمه مبدأ وطني بقدر ما هو خلاف حول تفضيل عمالة على اخرى
الإصلاح يسيطرون على تعز عسكريا وأمنيا ومع ذلك أصبحت عناوين للانفلات الأمني والاقتتال بين العصابات المحسوبة عليه تزهق فيه ارواح مواطنين ابرياء وصارت جرائم اغتصاب الاطفال مجرد تناولات اعلامية ظلت بدون فاعل بينما يطارد الناشطون والناشطات المناوئين
وتجرد حملات عسكرية لاخضاع مناطق خارجة عن سيطرته مع أنهم في الظاهر يمنيون وسيخضع كل مايتم السيطرة عليه من الطرفين للرعاة كما حصل في محافظات أخرى غاب عنها أي موقف للحزب
إلا مبدأ وتغليب سلامة القيادة وإعلاء مصلحة الحزب في إعادة تموضعه جعلها تبلع لسانها ولو من خلال تصريح ترفض فيه احتلال الامارات لسقطرى والرياض للمهرة فضلا عن مصادرة السياسة والقرار لسلطة تشن الحرب على البلد لتقسيمه وانهاكه بشرعيتها بل ويتعامل الحزب مع قضايا وطنية كهذه عبر الأدوات البديلة التي يستطيع التنصل من تبعات ماتقوم به كمسميات المجتمع المدني والمسميات والائتلافات الحزبية التي يديرها لاستخدام الشارع للتعبير عن الرفض بدلا عنه إيثارا للسلامة
لايبدو ان الاصلاح سيتخلى عن عقيدة الاصطفاء وشهوة الإستئثار والتسلط مع ان كل ماوضع يده عليه من محافظات لن يحتفظ بها الا بقدر مايخدم ذلك التحالف السعودي الإماراتي في حربه التدميرية لليمن وقواها الاجتماعية سواء المنضوية تحت لوائه او المواجهة له.
وكنت اتمنى ولا زلت ان ينظر حزب الإصلاح بعيدا ويغلب مصلحة اليمن نظرا لاهمية وجوده في خلق توازن لابد منه لاستقامة الحياة السياسية ويعلن عن مبادرة أو رؤية لحل سياسي يمني يمني مبني على مبدأ الشراكة والمشاركة التي تصون سيادة البلد من اي هيمنة خارجية مهما كانت وبضمانات أممية ودولية ويقدمها للشعب على الأقل براءة للذمة وليتحمل الطرف الرافض المسؤولية التاريخية والأخلاقية
لأن الاستنزاف والاستهداف يطال الجميع بلا استثناء.