الجديد برس : متابعات
كشف مصدر عسكري في اللواء 35 مدرع التابع لقوات الشرعية عن معلومات وتفاصيل جديدة حول المؤامرة التي قادها التجمع اليمني للإصلاح في تعز لإسقاط اللواء 35 مدرع والسيطرة عليه
وأكد المصدر، أن شخصيات عسكرية ومدنية وضباطا محسوبون على الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي العام تحالفت مع مليشيات الحشد الشعبي التابع لحزب الإصلاح ولعبت دورا بارزا في إسقاط اللواء وتسليمه لمليشيا الإصلاح الإجرامية.
المصدر أكد أن اللواء رشاد العليمي (مؤتمر) أشرف بشكل مباشر على عملية اسقاط اللواء وقدم دعما ماليا مباشرا لمليشيا الحشد الشعبي خلال عملية الاستحواذ على اللواء والسيطرة عليه، موضحا أن العليمي دفع 4 ملايين ريال للضابط الإصلاحي رئيف اليوسفي من أجل شراء الذبائح والقات وتجهيز مجاميع الحشد الشعبي في منطقة العين لاقتحام اللواء في حال امتنع ضباط اللواء من تسليم اللواء طواعية لمليشيا الإصلاح.
ونوه إلى أن قرار تعيين العقيد عبد الرحمن الشمساني المحسوب على الاشتراكي قائدا للواء 35 مدرع خلفا للحمادي الذي كان وراءه الجنرال علي محسن الأحمر وقيادات محور تعز “الإخوانية” حظي بدعم كبير من قبل العليمي وقيادات مؤتمرية في الشرعية وهم من ساهم في اقناع الرئيس هادي بصوابية القرار ، إضافة إلى أن القرار حظي بمباركة قيادات اشتراكية بمحافظة تعز كون الشمساني محسوبا على الاشتراكي حد وصفه.
وأوضح أن عملية اسقاط اللواء بدأت فعليا عقب صدور القرار ومحاولات من قبل المحور لأبعاد ضباط ومتعاونين مع اللواء من المؤسسة الأمنية محسوبين على التنظيم الناصري أبرزهم العقيد عبد الغفار السوائي والعقيد طه عون والعقيد عبدالكريم السامعي.
وأشار إلى أن ضباط الناصري والاشتراكي اتفقوا وعملوا على رفض القرار الذي اصدره مكتب الرئاسة بتعين قائد للواء من خارج اللواء ٣٥مدرع مبررا أن هدف ذلك كان الحفاظ على الحجرية كعمق استراتيجي للجنوب وحتى لاتقع بين انياب الاخوان ويتم تكرار ممارسات وطقوس حرب ٩٤ بحق ابناء الحجرية.
وأضاف “بينما كان ضباط اللواء ٣٥ المحسوبين على الاشتراكي متفقيين مع الناصرين على رفض القرار كانوا في نفس الوقت ينسقون ويتفقون مع محور تعز وقيادة الحشد الشعبي المحسوبة على الاخوان على تسليم اللواء والتخلص من الناصريين”، لافتا في ذات الوقت إلى أن العقيد أحمد القدسي “إصلاح” ويعمل قائدا لكتيبة في اللواء في جبهة الصلو كان هو مهندس إسقاط اللواء من الداخل وكذلك مهندس الاتفاق والربط بين ضباط اللواء من الإشتراكي وضباط الاصلاح من جهة وبينهم وبين محور تعز وقيادة الحشد الإخواني من جهة ثانية.
المصدر أكد في حديثه أن الضابط الإخواني رئيف اليوسفي والشيخ القبلي فضل الخامري (مؤتمر) كان لهما دورا بارزا في تسليم اللواء وهندسة التسليم ، مشيرا إلى أنهما استخدما وسائل الترهيب والترغيب في إقناع ضباط اللواء كما قاما بتهديد الضباط وتحذيرهم بالعواقب السيئة التي ستطالهم في حال امتنعوا عن التسليم إضافة إلى تقديم وعودا لهم بالترقية واغراءات مادية في حال القبول.
وقال ” استغل الإخوان غياب الرئيس هادي عن المشهد لظروفه الصحية وكذلك مغادرة محافظ المحافظة بطلب من العليمي وقيادات المؤتمر الشعبي العام في الخارج فصدرت أوامر علي محسن وقيادة الإصلاح في السعودية إلى قيادة المحور ومليشيا الحشد الشعبي بتعز بسرعة تنفيذ قرار تمكين الشمساني وانهاء ما أسموه بتمرد الضباط الرافضين قرار التعيين”.
ووفقا للمصدر تم تكليف عمليات اللواء العقيد عبد الحكيم الجبزي (اشتراكي) بقيادة اللواء من قبل الضباط الذي أعلن اعتذاره عن قيادة اللواء بعد أيام عقب قيام سكرتير أول منظمة الإشتراكي بتعز محمد عبد العزيز الصنوي (يشغل أيضا منصب وكيل المحافظة) إلى جانب أركان اللواء عبد الملك الأهدل بالإعلان والإشراف على تسليم قيادة اللواء للشمساني في معهد الخيامي وتلقي الجبزي أوامر من سكرتارية منظمة الإشتراكي بتعز تجبره على الاعتذار.
ضباط اللواء وحسب المصدر اضطروا مع اعتذار الجبزي إلى تكليف العقيد محمد شمسان بالقيادة وهو أمر لم يستمر سوى عدة أيام غادر بعدها شمسان اللواء مع بدء المناوشات العسكرية وتضييق الخناق على اللواء من قبل المحور وقوات مايسمى بالحملات الأمنية وقوات مليشيات الحشد الشعبي الإخوانية والشرطة العسكرية التي بدأت تجتاح مسرح عمليات اللواء 35 مدرع ومناطق الحجرية ومحاصرة قواته في مناطق عدة واستفزازها كثيرا وصولا إلى المواجهات المباشرة.
“في الوقت الذي بدأت فيه المواجهات عسكريا بين مجاميع الحشد الشعبي مسنودة بقوات المحور والألوية الأخرى الخاضعة لسيطرة إخوان تعز والشرطة العسكرية من جهة وكتيبة تابعة للواء 35 يقودها العقيد عبد الغفار السوائي (ناصري) في منطقة البيرين على حدود مدينة النشمة يوم 18 أغسطس، كان العديد من ضباط اللواء يرتبون من داخل اللواء لتسليم اللواء للشمساني مع توافد مجاميع من مليشيا الحشد الشعبي إلى منطقة العين (مقر اللواء)، وانشقاق عدة كتائب عن اللواء وانضمامها إلى قوات المحور والحشد الشعبي أبرزها كتيبة الضابط الإخواني عارف الأصنج، في حين كان الشيخ القبلي فضل الخامري (مؤتمر) يقود وساطات قبلية لدى عدة مشائخ في الحجرية لإقناعهم بالتسليم تنفيذا لاتفاق سابق بينه وبين الشمساني أبرم في منزل الأخير قبل أيام من بدء المواجهات في منطقة قدس” يؤكد المصدر.
ويضيف ” تم الدفع ب بالعقيد طه عون (ناصري) لتعزيز العقيد عبدالغفار السوائي الذي كان قد تم إرباك قواته في قطاع النشمة من اكثر من مكان وتم اختراقها، فيما كان قائد المقاومة الشعبية في الحجرية فؤاد الشدادي (ناصري وغير مرقم في اللواء 35) في الجبزية يقود مواجهة أخرى مع مليشيا الحشد الشعبي في منطقة الجبزية وتم توجيهه بالبقاء هناك مع أفراده، إضافة إلى ذلك تم الدفع بالعقيد عبدالكريم السامعي (مؤتمر) الى النشمة لتعزيز الموقف، إلا أن الجميع أدرك أن لا جدوى من ذلك على سير المعركة خاصة مع قيام كتائب من اللواء ٣٥ مدرع بالمشاركة والتنسيق مع مليشيا الحشد الشعبي في المعركة” حد تعبيره.
توقفت المعركة يوم الجمعة 21 أغسطس في منطقة الجبزية والنشمة حسب تأكيد المصدر بعد مبادرة قادها اللواء يوسف الشراجي لوقف اطلاق النار اشترط فيها قادة اللواء 35 سحب قوات الحشد الشعبي ومليشيات الاخوان التي توغلت إلى أطراف النشمة ومفرق النشمة إلى منطقة البيرين على أن يبدأ الانسحاب صبيحة السبت لكن مليشيا الإخوان كما يروي المصدر لم تأبه أو تلتزم بهذا الاتفاق وواصلت عملياتها التي تمكنت خلالها من السيطرة على مدينة النشمة وما جاورها بشكل كامل إضافة إلى استمرارها ليلا في مداهمة منازل ضباط اللواء واقتحام منزل العقيد عبد الحكيم الجبزي واختطاف نجله أصيل.
صبيحة السبت 22 أغسطس كانت جبهة النشمة والجبزبة تنهار كليا أمام قوات مليشيا الحشد الشعبي المدعومة بقوات المحور والشرطة العسكرية وفقا للمصدر وفي المقابل كان الضباط المحسوبون على حزب الإصلاح والاشتراكي قد تمكنوا من ادخال القائد المعين عبد الرحمن الشمساني بمعية الضابط حمد اليوسفي (إصلاح) إلى مقر قيادة اللواء 35 في منطقة العين، والترتيب إلى اجتماع أخير لتسليم اللواء حضره كل من العقيد عبد الملك الاهدل اركان حرب اللواء (إصلاح) والعقيد عادل الحمادي ركن إمداد اللواء (إصلاح) والعقيد أحمد القدسي مهندس الاتفاق (إصلاح) كما يضيف.
يقول ” قبل بدء الاجتماع كان الجبزي قد غادر ليلا اللواء مع محاصرة مليشيا الإخوان لمنزله ووصل خبر مقتل أصيل نجل العقيد الجبزي من قبل مليشيا الحشد الشعبي والتمثيل بجثته على طريقة داعش ورميها في مجرى السيل بمنطقة الجبزية الثامنة صباحا الأمر الذي أدي إلى تأجيل الاجتماع وعملية التسليم” منوها إلى أن الجبزي أدرك حينها ان الإصلاح ليس له عهد وإن الاتفاق الذي هندسه العقيد الاصلاحي احمد القدسي كان مجرد خيانة لزملاءه الضباط وللواء، لافتا في ذات الوقت إلى أن مقتل نجل الجبزي بتلك الوحشية كان رسالة واضحة من قبل مليشيا الحشد الشعبي الاخوانية لجميع الضباط الرافضين عملية التسليم مفادها أن هذا مصير كل المعارضين لعملية التسليم التي أصبحت واقعا مفروضا منذ ذلك الحين.
واعتبر المصدر أن العقيد عادل الحمادي كان أبرز الضباط الذين خانوا زملاءهم وتعامل سريا من قيادة الحشد الشعبي لتسليم اللوء في الوقت الذي كان فيه يخدع الجميع ويبدو ظاهريا أنه في صف الضباط في رفضهم لقرار تعيين الشمساني، وعقد عدة اجتماعات مع ضياء الحق الأهدل أبرز قادة مليشيا الحشد الشعبي في مدينة تعز.