الجديد برس : متابعات
باتت قوات صنعاء على بعد خطوة واحدة من إسقاط معسكر الماس الاستراتيجي الأهم والأخير للتحالف السعودي وقواه الواقع في جهة الغرب من محافظة مأرب بعد أشهر من السيطرة النارية عليه، وبإسقاطه المحتمل خلال الأيام القليلة القادمة – وفقا لقراءة عسكريين يمنيين – تكون صنعاء قد أسقطت آخر معسكر للتحالف السعودي بالمحافظة وتقدمت في العمق بحيث لم يعد يفصلها عن مقر القوات المشتركة للتحالف السعودي بمنطقة صحن الجن سوى 8 كليو مترات وهو ما ينبئ أيضا بقرب موعد سقوط المحافظة النفطية التي اختارها التحالف منطلقا لعملياته الجوية والبرية ضد صنعاء ومواقعها في حرب تقول عنها صنعاء إنها حرب على كل اليمنيين .
مصادر عسكرية بارزة أكدت في تصريح للخبر اليمني أن معارك ضارية تدور بين قوات صنعاء وقوى التحالف السعودي إثر سيطرة الأولى على محيط المعسكر من ثلاث جهات، الشرقية، والغربية، والجنوبية، وفرضها حصارا مباشرا على المعسكر من الجهات السابقة وهو ما يُنبئ بسقوط وشيك للمعسكر لا سيما في ظل حالة الهلع التي تضرب معنويات مجندي التحالف بداخله.
السيطرة على معسكر الماس وحصار قوات التحالف السعودي بداخله أتى بعد أشهر من سيطرة صنعاء على مواقع الجفرة ونجد العتق والمخدرة القريبة منه، فقوات صنعاء تفرض منذ يونيو المنصرم سيطرة نارية على المعسكر الذي يحتوي هو الآخر على غرف عمليات وتنسيق تابع للتحالف السعودي الذي يشن حربا على اليمن راح ضحيتها ألوف مؤلفة من المدنيين وتسبب بأسوأ كارثة إنسانية وفقا للأمم المتحدة.
التحالف السعودي كان قد استشعر بقرب موعد سقوط المعسكر الأهم له بالمحافظة منذ يونيو الماضي إذ عمل منذ سيطرة قوات صنعاء على منطقتي الجفرة ونجد العتق على سحب معدات عسكرية هامة له من المعسكر باتجاه حضرموت وشبوة منها رادارات رصد وبطاريات باتريوت ومضادات أرضية وقلل من حضور آلياته الكاشفة والمقاتلة في المعسكر كالدبابات ورادارات الرصد المتنقلة تخوفا من سقوط هذا الجمع من الآليات بيد قوات صنعاء، فضلاً عن نقل ضباطه السعوديين وخبرائه الأمريكيين والألمان من المعسكر.
السقوط الوشيك للمعسكر بمأرب تزامن مع أخبار تتحدث عن فرار جماعي لقيادات وجنود منه ما يضاعف من مأزق التحالف السعودي بمأرب وهو من استنجد بموسكو منذ فترة وجيزة بقصد الضغط لوقف تقدمات صنعاء نحو المعسكر وفي المحافظة.
هذا وشكل معسكر الماس بمأرب عبر تاريخه نقطة تواجد للقوات الأمريكية في فترات حكم الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح وكان وقتها قد خصص كمقر لعمليات عسكرية ضد القاعدة بالمحافظة و يتمتع الماس بأهمية عسكرية بارزة فهو المعسكر الأخير والأهم للتحالف بمأرب إذ شكل منذ بدء حرب التحالف السعودي على اليمن منطلقا رئيسا لعملياته – أي التحالف – في الجهة الغربية من المحافظة والجهة الشرقية لمحافظة الجوف وذلك لما له من إطلالة على جهتي الشرق لمحافظتي الجوف وصنعاء فضلاً عن كونه لا يبعد سوى 8 كيلو مترات عن غرفة العمليات المشتركة للتحالف السعودي بمنطقة صحن الجن في مأرب.
ويأتي هذا التطور في ظل تقدمات عسكرية متتابعة لصنعاء في المحافظة وتطهيرها لعدد كبير من المديرات كما حدث مؤخرا في مدغل ، وكذا في ظل توقعات وسائل الإعلام التابعة للتحالف السعودي بقرب موعد سقوط المحافظة بيد صنعاء وكذا تحذيرات من مراكز عسكرية أجنبية منها مركز ” كارينجي ” الذي وضع ثلاثة سيناريوهات للمعارك في مأرب تفضي جميعا لسقوط مأرب بيد صنعاء وتطهيرها من التحالف السعودي.
وبسيطرتها على معسكر الماس و هو ما قد يحدث خلال أيام وجيزة فقط ، تكون صنعاء قد ضربت آخر مسامير نعش التحالف السعودي بمأرب.