الأخبار المحلية

بالوثائق| ماذا اشترطت الإمارات لضمان سلامة صالح وكيف قبلت به السعودية؟ (5)

بالوثائق| ماذا اشترطت الإمارات لضمان سلامة صالح وكيف قبلت به السعودية؟ (5)

الجديد برس: متابعات

من بين الوثائق التي حصلت عليها “صحيفة المراسل” وثيقة إماراتية تحت عنوان “سري للغاية” تضمنت ردوداً على رسائل صالح ويبدو أن بينها رسائل أخرى غير السابقة ولم يتسنى الحصول عليها، غير أن ما ورد في هذه الوثيقة يمكن تلخيص هدفه في سعي الإمارات وضع أسس لصالح وخطوات ليقوم بها ليتسنى إقناع السعودية بالرضا عنه.

وتضمنت الوثيقة الإماراتية رداً على صالح العديد من النقاط ومن أهمها أنها تطالب صالح بـ” اهمية تبني مفهوم مشترك لطبيعة الصراع القائم في اليمن والحرب الداخلية والخارجية في كونها صراع ارادات سياسية بعناوين مختلفة لمشاريع داخلية وإقليمية سيكون من الصعب تمكن طرف من كسر ارادة الطرف الآخر بشكل مطلق على المستويين المحلي والخارجي اعتماداً على استخدام القوة كوسيلة وحيدة لتحقيق ذلك تتفق على احترام الإرادة السياسية لكافة الاطراف ولكن بما لا يتجاوز الخطوط الحمراء حيث نختلف حول مفهومكم للصراع باعتباره نتيجة انقلاب الحوثيين وأعوانهم على الشرعية والذين استندوا على مبدأ القوة بالإضافة إلى تعطيلهم للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والذي ترتب علية سدود القرار الدولي 2216 وضرورة الالتزام به”.

كما ركز الرد الإماراتي على ضرورة إزالة مخاوف السعودية ووقف استهدافها ففي ذلك الحين كانت الأخيرة ما تزال تعتقد أن قوات صالح فاعلة على الأرض إلى جانب اللجان الشعبية وجزء من الهجمات على جيزان ونجران وعسير ولذلك أكدت أن الحلول ” لابد ان تكفل القدر المناسب من مصالح مختلف الاطراف وتزيل المخاوف لدى جميع الاطراف المحلية والاقليمية وبالأخص الاخوة في دول مجلس تعاون الخليج العربي”.

كما تطالب الإمارات صالح ” أن اول خطوة في سبيل تحقيق ذلك هي اظهار حسن النوايا باحترام مرجعية المبادرة الخليجية التي وقعتم عليها، وتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والامتثال لقرارات مجلس الامن ذات الصلة ونؤكد في المقابل اننا سنعمل على الدفع بعجلة العملية السياسية للدوران بما يضمن المصالح المشتركة والخاصة بكافة الأطراف”.

كما أشارت الرسالة الإماراتي إلى أن ” وجود المؤتمر الشعبي العام بموقفة السياسي امر هام يجب استثماره كون هذا الوجود القوي على الساحة والموقف السياسي المعتدل يؤهل لان يلعب دور فاعل في التأثير على انصار الله للمشاركة الايجابية في الحل السياسي والضغط عليهم لتقديم التنازل المطلوب لإنجاح هذا المسار”.

ومن أهم نقاط الرد الإماراتي على صالح هو المطالبة بفك ارتباط المؤتمر بمن تسميهم الحوثيين وتحت قيادة جديدة حيث تقول الوثيقة إن “هناك اهمية بالغة لفاعلية حزب المؤتمر واضطلاعه بدور محوري قائم يحقق امن واستقرار اليمن وتنظر للحزب بعناية كأحد المكونات السياسية اليمنية الرئيسية وأحد اطراف الحل السياسي في الداخل ولكن بقيادة جديدة يمكن العمل معها لوضع اسس وقواعد مشتركة للتفاهم وبناء لعلاقات استراتيجية مشتركة بعد فك ارتباطه بالحوثيين وسحب اي دعم عنهم”.

وحول القيادة الجديدة التي تحدثت عنها الإمارات أكدت مصادر قيادية بحزب المؤتمر في صنعاء لـ”صحيفة المراسل” إن الإمارات وبعد فشل محاولاتها بإقناع السعودية بأهمية صالح رأت أن يتراجع الأخير عن الصدارة ويتم انتخاب نجله أحمد لقيادة المؤتمر بدلاً عنه، وبالتالي تلبية طلب صالح بإخراجه من قائمة أهداف “عاصمة الحزم” ولكن طلبه بالعودة للسلطة لم يلبى ولكن وقع الاختيار على نجله أحمد.

وفيما كان صالح قد عرض التحالف الاستراتيجي مع الإمارات فإن الأخيرة طالبت في ردها بـ” تحديد مهام والتزامات المؤتمر الشعبي العام وفقاً للمبادئ والأسس الحاكمة لعملية التعاون والتحالف المشتركة بين الإمارات والمؤتمر الشعبي العام”.

كما تضمنت وثيقة الرد الإماراتي أن الإمارات بعد أن ينفذ المؤتمر المطلوب منه ستقوم بضمان حصانة علي عبدالله صالح وأفراد أسرته والحفاظ على ممتلكاتهم.

مرحلة التحولات: شبح الهزيمة يجبر السعودية على القبول بعلي عبدالله صالح

 

 

في الشهور الأولى من الحرب على اليمن كانت السعودية ما تزال غير راغبة في علي عبدالله صالح ومصرة على التخلص منه فيما كان الأخير يواصل اتصالاته مع الإماراتيين والتنسيق معهم حتى فيما يخص أمنه الشخصي، وتقول مصادر مطلعة لـ”صحيفة المراسل” إن صالح اتخذ من السفارة الإماراتية بصنعاء مقراً لاتصالاته حتى مع الجانب الأمريكي وقد وجدت العديد من الوثائق التي تؤكد استخدامه لإمكانات السفارة بعلم الإماراتيين. وبحسب المصادر ذاتها طلبت الإمارات من صالح أن يظهر حسن نواياه للسعودية مؤكدة له أنه بمرور الوقت ستتمكن من إقناع السعوديين بضرورة التعاون معه وما عليه إلا أن يواصل تنفيذ ما اتفق عليه معهم وخصوصا في مشروع التحالف الذي عرضه بين المؤتمر والإمارات وركزت الأخيرة على التعاون الاستخباراتي.

إقرأ أيضًا: كيف عرض صالح التحالف مع الإمارات وماذا قال لها حول وضع الحرس الجمهوري في الحرب؟ (4)

بالوثائق| صالح بداية العاصفة يتوسل الإمارات للتوسط لدى السعودية والأخيرة تصفه بالخائن (3)