الجديد برس : رأي
محمد الصفي
ليس من المستبعد ان نشهد تقارب سعودي قطري جاد، لكن جزيرة الأخيرة ستكون عاجزة عن إعادة بكارة معتقلات الرأي في سجون المملكة، بعد أن كانت قد كشفت في وقت سابق عن التحرش بهن واغتصابهن من قبل محققين مقربين من البلاط الملكي.
وبالمناسبة هل سيتحول منشار بن سلمان على «جزيرة قطر» إلى حمامة سلام؟
هل قدرتها على المناورة الإعلامية ستكون جديرة بصناعة خبر جديد، وكشف معلومات حصرية عن وفاته في رحلة سياحية اثناء تسلقه جبال إفريست؟
ام بإمكانها ان تحيي عظام خاشقجي وهي رميم؟
وعلى سياق متصل، هل سيتم الإفراج عن معتقلي الرأي، الذين قام الأمن السعودي باعتقالهم على خلفية اتهامهم بالعمالة لدولة قطر؟
تساؤلات كثيرة لا يسعني سردها هنا، وقد تأخذ وقتًا طويلاً على شاشة جزيرة قطر، ريثما يتم تخدير الرأي العام، وإثارة مواضيع اخرى.
لكن المؤكد، ان الجزيرة بعد المصالحة الخليجية، ستكون مجبرة على خوض مرحلة تحول أخرى تعود معها إلى ذاكرة بعض المصطلحات القديمة التي تنازلت عنها فيما يخص الملف اليمني، بعد ان كانت قطر قد حُوصرت من “التحالف العربي” وطُردت منه، الأمر الذي ادى إلى حصار سياسة الجزيرة الإعلامية في زاوية منعزلة عن محيطها، وكانت الحيلة الوحيدة لتجاوز العزلة عن طريق المثل الشعبي “عدو عدوي صديقي”، وعن طريق الإتكاء على عصاة أنصارالله.
ستعود جزيرة قطر إلى وضعها السابق، وتبرير إراقة الدماء اليمنية في سوق الجزار الأمريكي والإسرائيلي بسلاحهما المباشر وعبر منشار الدولة السعودية الجديدة، والإستعانة بكل مصطلح يبرر الإجرام الوحشي، ويعتبر ركام آلاف المنازل، انتصاراً عسكرياً للتحالف العربي بقيادة الفاتح للبارات الحلال.
ذلكم ما تحدثنا عنه، وحذرنا منه منذ وقت مبكر في مقال بعنوان سماسرة الجزيرة.