الجديد برس : رأي
عبدالمجيد التركي
نتشاغل بقضايا في أقصى الخريطة لا تهمنا ولا تعني لنا شيئاً، مقارنة بما نعانيه من عدوان وقصف وحصار وانحدار اقتصادي.
نترقب قيام ترامب بتسليم مفاتيح البيت الأبيض لخلفه بايدن، رغم أن «جدَّ الكلاب واحد» كما يقول المثل اليمني، وننتظر أيضاً أن تتم محاكمة ترامب ومعاقبته على ما اقترفه من بلطجة ضد القانون والديمقراطية الأمريكية، وضد قانون الانتخابات، إلى حد أن واحداً من أعضاء الكونجرس قال إن مثل هذه التصرفات لا تحدث إلا في جمهوريات الموز، وهو بهذا يرمز إلى الأنظمة العربية التي يتشبث فيها الرؤساء بالكرسي ويثيرون الفوضى عند مغادرته.
وهناك الكثير من الناشطين اليمنيين يرون بلطجة ترامب ويغضون الطرف عن بلطجة ابن سلمان وعيال زايد في اليمن.
كأننا بهذا الانتظار نريد أن نثبت لأنفسنا أن القانون الأمريكي لا يحابي أحداً، وأن ترامب سيتحمل تبعات عمله، لنطمئن حينها ونقول: الدنيا مازالت بخير، وأن القانون الأمريكي يقطّ المسمار.
أجدر بنا كيمنيين أن ننتظر محاكمة ترامب على ما اقترفه في حق أطفال اليمن، وعلى إشعاله فتيل العدوان السعودي الإماراتي ومباركته لهذا العدوان، وانتظار إيصاله إلى محكمة الجنايات الدولية ومحاكمته كمجرم حرب.
سواء بقي ترامب في البيت الأبيض أو غادر منه، فهذا لا يعنينا، لأن الخاسر من مغادرته هي السعودية والإمارات ومن تحالف معهما في هذا العدوان، لأن ترامب كان سنداً وعوناً لدول العدوان، وكان محرضاً ومؤيداً لكل هذا مقابل امتصاص خزائنهم لتغذية الخزينة الأمريكية، ومقابل بيع الأسلحة التي تشتريها دول العدوان لتقتلنا بها، واستئجار بارجاتهم وطائراتهم، وشراء صحفهم وقنواتهم ونشرات أخبارهم لتلميع الوجه السعودي القبيح.
لا يهمنا أي شيء، فلن يحدث أكثر من القيامة المستمرة منذ 6 سنوات، ولم يعد لدينا شيء لنخسره.. وعلى دول العدوان الخليجي أن تخاف من القادم القريب الذي سيخلط كل أوراقها ويعيد ترتيبها جغرافياً، وتقسيمها إلى 3 دول بدلاً من 6.. ويجعل ملوكها وأمراءها لاجئين سياسيين أو قابعين في السجون. فالكراسي التي يجلسون عليها أصبحت بـ3 قوائم، وستسقط قريباً، رغم توهُّمهم أن زمام الأمور في أيديهم، وأن كل شيء تحت سيطرتهم.