الجديد برس : رأي
اكرم عبدالفتاح
قريبا، وربما منذ الليلة، سيرفع العدو الصـهـيـوني مدى الوحشية، التي يمارسها ضد غزة، حتى مستوياتها القصوى. خصوصا بعد نجاح الشعب الفلـسطـيني، اليوم، في تنفيذ الإضراب العام وتحويله إلى مواجهات شاملة في كل أنحاء فلـسطـين من النهر إلى البحر.
المعلوم أن “الويلات” المتحدة منحت نتنياهو مهلة إضافية لتحسين الموقف الميداني لجيشه وترميم ما أمكنه من موازين الردع، أو على الأقل اقتناص إنجاز دعائي يغطي به فشل ترسانة “جيش الدفاع” في حماية مستوطنيه.
بالمقابل، لدى فصـائل المـقـاومـة خياراتها ومفاجآتها التصاعدية التي تواجه بها هستيريا عدو يسعى لاستعادة هيبته المهدورة، كما أن بنك أهداف صـواريـخها مازال يدخر قائمة من المرافق والمناطق الحساسة كأوراق للردع التصاعدي، وستقوم بتفجيرها واحدة تلو أخرى في إطار رد التصعيد بمثله.
بعدها ستضغط “الويلات المتحدة” بكل قوتها لفرض اتفاق تهدئة يلبي حاجتها لحماية الكـيان المتضعضع وطمأنة مستوطنيه بما يبعدهم عن التفكير بالهجرة العكسية، وأيضا لفرض أي قيود ممكنة تحد من تنامي القوة الصـاروخـية لفصائل المـقـاومـة، ولو عبر الإغراءات التي سيقدمها الوسطاء للمفاوضين السياسيين في الجانب الفلــسطــيني.
عن نفسي، أستبعد تماما توقيع اتفاق تهدئة بالمعايير الأمريكية، وحتى إن تم ذلك بفعل ضغوط “السياسيين” والوعود المعسولة، فسيسقط خلال أسابيع أو أشهر قليلة لتبدأ بعده المعركة الفاصلة.