الجديد برس : متابعات
وصل وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي اليوم الأربعاء إلى العاصمة السعودية الرياض، حاملاً رسالة من السلطان هيثم بن طارق إلى الملك سلمان بشأن آخر ما وصل إليه الوفد السلطاني المبتعث إلى صنعاء.
ويبدو من الواضح أن الوساطة العمانية قد دفعت بها الرياض ابتداءً، ورغم التكتم الشديد على ما جرى الاتفاق عليه، إلا أن المؤشرات المتوافرة تؤكد أن الرياض قبلت بتنفيذ شروط صنعاء التي وضعتها منذ البداية كأساس وخطوة أولى يجب تنفيذها قبل الشروع بأي حوار سياسي أو الشروع بأي إجراءات عسكرية، غير أن الرياض أرادت أن يتم الاتفاق سرياً وبدون إعلان رسمي من أي طرف وذلك حفظاً لماء وجه المملكة التي منيت بالهزيمة في الحرب على اليمن ورخضت في النهاية لمطالب صنعاء ولم تجد أمامها سوى تنفيذها للخروج من المأزق والمستنقع اليمني.
وما نلحظه من ترتيبات وأعمال صيانة وتأهيل لمطار صنعاء الدولي وكذا السماح لإحدى سفن المشتقات النفطية المحتجزة في عرض البحر الأحمر بالدخول لأول مرة إلى ميناء الحديدة لتفريغ حمولتها بعد احتجاز دام نحو 6 أشهر، إلا مؤشر على أن الرياض وافقت على مضض بالفصل بين الملفين الإنساني والعسكري، واللذين كانت الرياض تريد المقايضة بأحدهما مقابل الآخر في مبادرتها السابقة المعلنة والتي رفضتها صنعاء.
وعن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية العماني إلى العاصمة السعودية الرياض، والتي لم يفصح الإعلام الرسمي العماني أو السعودي عن محتواها الحقيقي إلا بعبارات دبلوماسية وبروتوكولية معمول بها أبرزها أن الرسالة “تتصل بالعلاقات الأخوية المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين”، إلا أنه قد بات من المعروف أن الزيارة في هذا التوقيت والرسالة التي تم حملها من سلطان عمان إلى الملك سلمان مضمونها يتعلق بالرد اليمني على ما طرحه الوفد السلطاني العماني المبني على ما عرضته الرياض مؤخراً.
وليس أدل على ذلك إلا بيان المجلس السياسي الأعلى – المجلس الرئاسي بقيادة مهدي المشاط – والذي أعلن فيه بشكل غير رسمي عن أن مطار صنعاء وميناء الحديدة سيتم فتحهما مرة أخرى أمام كافة أبناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً، وذلك من خلال ما ورد في البيان من أن “فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة استحقاق إنساني بسيط لا يعد مكرمة من أحد وإنما مكسباً من مكاسب الصمود للشعب اليمني وبطولات رجال الجيش واللجان الشعبية”، وفق البيان الصادر اليوم والمنشور بوسائل الإعلام الرسمية.
البيان الصادر من رئاسة صنعاء تضمن أيضاً ما يوحي بأنه نسخة مما تم إرساله في الرسالة التي انطلق بها وزير الخارجية العماني وطار بها إلى الرياض، وهي مجموعة من المبادئ التي تريد أن تكون حاضرة في أي خطوات قادمة بعد فتح المطار والميناء في سبيل وقف الحرب على اليمن حيث أرادت صنعاء كشف هذه المبادئ للعلن لتكون مواقف رسمية معلنة من صنعاء، تحكم أي مفاوضات قادمة، هذه المبادئ حددها المجلس السياسي الأعلى في صنعاء بالقول إنه لا يمكن الحياد عنها في أي نقاشات قادمة “رفع الحصار ووقف العدوان براً وجواً وبحراً، إنهاء الاحتلال وخروج كافة القوات الأجنبية، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن”.
نقلا عن المساء برس