الجديد برس / تقارير / إبراهيم القانص:
شراء الولاءات القبلية، سلاح لا تزال دول التحالف تستخدمه في حربها على اليمن، منفقةً الكثير من الأموال لتطويع مشائخ القبائل وتجنيدهم لتنفيذ الأهداف والخطط التي تخدم مصالحها،
رغم أنها تتحرك ظاهرياً في تلك المسارات بعناوين مصلحة اليمن واليمنيين وتوفير الاستقرار الأمني والمعيشي والاقتصادي، إلا أن خريطة انتشار قوات التحالف في الجغرافيا اليمنية تترجم وتكشف أهداف التدخل العسكري الحقيقية لدول التحالف، حيث تُظهر الخريطة تواجد قوات التحالف في مناطق الثروات النفطية والموانئ والمنافذ البرية التجارية والجزر والمواقع البحرية الاستراتيجية.
تتحرك الإمارات والسعودية في المناطق اليمنية التي تسيطران عليها تحت غطاء الشرعية، حسب نسبة الولاءات التي تمتلكها كلٌ منهما في تلك المناطق، لكن سرعان ما تساقطت واجهات الأهداف المعلنة للانتشار العسكري للدولتين بمجرد بدء التنافس بينهما على مصالحمها ومن ثم الخلافات الكبيرة التي تظهر في تحركات أدواتهما والنزاعات الدائرة بين تلك الأدوات حسب ما يخدم مصالح كلاً من الدولتين، وكذلك ما تتداوله منصات التواصل الاجتماعي عن حرب المصالح التي يدفع فاتورتها اليمنيون من أرواحهم وثرواتهم.
التحركات الإماراتية الأخيرة تحمل الكثير من الدلالات على خطة توسعية كبيرة، في مناطق الثروات اليمنية، ويعيد إلى الأذهان إعلانها سحب قواتها من اليمن نهاية عام 2019م، إذ يؤكد ذلك الإعلان أنه كان فقط إجراءً تكتيكياً للمضي في مشروع توسعي كبير، يحمل أجندة ثقيلة من الأطماع والنوايا المبيتة، فقد أحكمت أبوظبي سيطرتها على سقطرى وميون وعدد من الجزر اليمنية الاستراتيجية، وكذلك قاعدتها العسكرية في منشأة بلحاف الغازية في شبوة، وفي محافظة حضرموت تسعى بكل جهدها لسحب بساط الهضبة النفطية من تحت أقدام الشرعية، وتتحرك الآن للسيطرة على محافظة مارب وتقليص النفوذ السعودي فيها، من خلال أدواتها من المشائخ والقيادات العسكرية المنتسبة لجناح المؤتمر الموالي للإمارات.
إعلاميون موالون لقوات التحالف كشفوا، على منصة تويتر، أن الإمارات دعت عدداً من مشائخ مارب المحسوبين على المؤتمر، إلى اجتماع سري في مدينة عدن، وقال الإعلامي الجنوبي التابع لقوات التحالف في شبوة، مروان الأحمدي، أن مشائخ مارب الذين تمت دعوتهم حضروا إلى مدينة عدن وتم الاجتماع في مقر قوات التحالف بالبريقة، أمس الإثنين، مع قائد القوات الإماراتية في اليمن، مؤكداً أن الاجتماع يهدف إلى تجنيد أولئك المشائخ لضرب قيادات الإصلاح وتمرير أطماع توسعية من خلال مخططات استهداف قيادات عسكرية تابعة للتحالف من حزب الإصلاح الموالي للسعودية، وتصعيد التوتر الأمني في مدينة مارب.
ويرى مراقبون أن المحاولات الإماراتية السابقة للسيطرة على مارب لم تحقق النتائج المرجوة، حيث فشلت أدواتها العسكرية في إزالة الإصلاح عن المشهد، وتتمثل أدواتها في صغير بن عزيز الذي فرضته أبوظبي رئيساً لهيئة الأركان في دفاع هادي، وكذلك الشيخ مفرح بحيبح قائد ما يسمى محور بيحان، الأمر الذي قد يكون السبب في تكثيف تحركاتها لشراء ولاءات قبلية جديدة، وأياً كانت الأهداف وحجم التحركات فقد ظهر جلياً أنه لا السعودية ولا الإمارات تريدان لليمن خيراً ولا لليمنيين، بل تتقاتلان على مصالحمها وأطماعهما، مستخدمتين اليمنيين في الصراع على نهب ثرواتهم، وهو ما أصبح ظاهراً وجلياً أكثر من أي وقت مضى أمام غالبية اليمنيين، حسب المراقبين.