بقلم\ فواز العويضاني
تم تثبيت سعر الدبه البترول ٢٠ لتراً بـ١٤٨٠٠ ريال يمني وسعر الصرف ٣٠٠ ريال يمني مقابل ريال سعودي واحد، قابل للزيادة، وارتفاع جنوني للأسعار في كل السلع، وبعد أحداث كريتر لن يستطيع الشعب الخروج للاحتجاج وذلك بسبب الانتشار الأمني المكثف في عدن والاعتقالات العشوائية والتهم الجاهزة.
في الوقت الذي ظن الشعب أنه استطاع أن يقوم بتغيير الواقع المرير من خلال الاحتجاجات التي قام بها والتي أثمرت عن حلول متوقعة، إلا أن هذا الشعب الصبور لم يتوقع أن يُفرض عليه ذلك الواقع بقوة السلاح.
بسبب يعود إلى فشل سياساته وإدارته ربما ظن الانتقالي أن الأشخاص الذين خرجوا للتعبير عن غضبهم هم أناس مدفوعون لاسيما من غريمه التقليدي حزب التجمع اليمني للإصلاح. في كل الأحوال ظل الانتقالي عاجزاً عن التعامل مع هؤلاء المحتجين كونهم عُزَّلاً وارتفاع حصيلة القتلى منهم سيضر بالانتقالي الذي بدأت شعبيته تتلاشى يوماً بعد يوم، لذا كان لابد من وجود سبب مقنع وقوي لنزول كل تلك القوات لمنطقة كريتر لإحكام سيطرته عليها ولردع المحتجين العزل.
هنا يسود الاعتقاد بأن هناك مسرحية يديرها الانتقالي بطلها إمام النوبي قائد معسكر ٢٠ -كما أن أخويه قادة ألوية عسكرية وهم جميعهم يتبعون عسكرياً المجلس الانتقالي- وباتفاق مسبق بين النوبي وقياداته في الانتقالي باختلاق مشكلة مع شرطة كريتر -التابعة للمجلس الانتقالي أيضاً- مرتبطة بالمحتجين لتكون ذريعة للانتقالي للتدخل العسكري وبالتالي لن تعارضه أي جهة حتى تلك المتعلقة بحقوق الإنسان بسبب وجود مسلحين نتج عنه اختلال أمني!
في حين أن السبب الحقيقي لنزول القوات العسكرية المسلحة هو فرض أي سياسة على المواطن بالقوة لاسيما أن كافه أو معظم المرافق تدار من أشخاص موالين للانتقالي وما يدعم هذا الاعتقاد هو حملة الاعتقالات الجنونية التي تطال أبناء كريتر المدنيين، كذلك عدم القبض على القائد العسكري إمام النوبي التابع عسكرياً للمجلس الانتقالي والمطلوب الأول والأساسي، مما يثير الشكوك بوجود تواطؤ.
الخلاصة: بالنظر للنتائج نجد أن أسعار الصرف والمشتقات النفطية تم تثبيتها فعلاً في ظل انشغال الناس بالأحداث العسكرية الأخيرة والتي تبعها اعتقالات واسعة ولازالت مستمرة، وترقبهم لما قد يحصل في الأيام القادمة حيث نجحت قوات الانتقالي في زرع الخوف في قلوب المواطنين ما جعل الاعتراض أو الاحتجاج على أي قرارات تصدر من الانتقالي أمراً مستبعداً، حتى لا يكون الاعتقال مصيرهم والتهمة التي في انتظارهم طبعاً جاهزة وهي الإرهاب.
بذلك يكون الانتقالي قد نجح في خطته لفرض سلطانه وقمع المحتجين، وكذا فرض سياساته وقراراته على المواطن بالحيلة وبقوة السلاح ولا ننسى أيضاً أنه قام بحماية القائد إمام النوبي وتستمر معاناة الشعب مع الانتقالي.