بقلم\ منصور بلعيدي
المنطق السليم يقول إن الاحتفاظ بالفاشل هو عين الفشل.. ولكن الاحتفاظ بالفاشل له معانٍ مختلفة قد نجد بعضها مستساغاً إذا ربط الأمر بمصلحة الأمة في ظروف استثنائية خاصة.
ولكي نضع النقاط على الحروف ينبغي أن نسقط هده القضية على الواقع حتى تتجلى لنا الحقائق بلا رتوش.
فحين ننظر إلى تعيينات هادي نرى بوضوح تام كم هو بارع في الاحتفاظ بالفاشلين وتمكينهم من مواقع القرار.. وكم هو موغل في رفض الناجحين وإبعادهم عن مواقع القرار حتى ساد الفاشلون كل مفاصل الدولة من أصغر قيادي (قادة الألوية) إلى أكبر وزير (رئيس الوزراء)، والنتيجة فشل × فشل منذ سبع سنوات حتى شارفت البلد على الانهيار، والواقع خير شاهد.
ولا ندري ما سر تفضيل الرئيس هادي لهده السياسة التي تقود إلى الكوارث، ويظل المعنى في بطن الشاعر كما يقول الأدباء؛ فهادي هو وحده المخول بتفسير هذا التصرف الغريب!!
وهدا التصرف الذي يمارسه هادي ليس ماركة مسجلة باسمه أو بِدعاً من الفعل ولكن له سلفه في هدا الشأن.
وتحضرني في هدا المقام حكاية ذات معنى تلامس هذا الأمر بشكل أو بآخر:
(يحكى أن ضابطاً سأل قناصاً من جيشه:
ما رأيك في قناص العدو؟!
فأجاب: فاشل يرمينا ولا يصيبنا..
فسأله: إذاً لماذا لم تقتله؟
فقال: أخشى أن يستبدلوه بقناص جيد فيقتلني..)
فمنذ القدم وهناك من يحافظ على الفاشل في منصبه لحماية نفسه.. لكن شتان بين من يحافظ على الفاشل ليحمي نفسه وشعبه.. وبين يحافظ على الفاشل ليبقى أطول فترة في سدة الحكم!
وعلى الضفة المقابلة يمارس الانتقالي نفس الدور، ويضيف عليه تقييد القضايا الجنائية ضد مجهول!!
وهم لم يبتدعوا ذلك من تلقاء أنفسهم بل لهم في ذلك سلف..!! فبعد اغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي في ستينيات القرن الماضي سادت في الوجدان الأميركي قاعدة مفادها: أن كل جريمة لا تحبطها الأجهزة الأمنية ولا تكتشف منفذها تكون هي من صنعها)!!
تفتكروا إلى متى سيتحمل الوطن تصرفاً كهذا؟!