بقلم \ أبو عهد الشعيبي
لن نهنئ أحداً بذكرى أكتوبر هذا العام، فلا يوجد من يستحق التهنئة، اليوم وبهذه المناسبة نترحم على شهدائها وأبطالها الذين أسسوا الدولة الجنوبية المهابة بعد انتصارها في ٦٧م، وسنكرر الصرااااااخ، صراخ الفاقة والعوز والجوع في وجوه مصاصي دماء الشعوب، اليوم سنقول لأكتوبر إن ذكراك لم يعد لها معنى في واقع وحياة الناس بعد أن تدمر الجنوب شعباً ووطناً، ووصلت أحوال أحفاد ثوارك إلى أدنى درجات الامتهان والبؤس على يد جلادي الشعوب وسماسرة الصراعات والنزاعات الإقليمية في حين أصبح قادتنا الوطنيون بلا حول ولا قوة.
وفي الذكرى نقول لقيادة الجنوب الحالية: إن أبناء شعبكم يموتون جووووووعاً وأنتم صامتون، ما فيش أي حاجة يأكلونها ومخازن البيوت فاضية وملامح الناس ممزقة، لم يبقَ أحد شبعاناً على أرضنا بهذه المرحلة غيركم أنتم وإلى جانبكم اللصوص، واللصوص هم أغلب القيادات الذين يشغلون أغلب المناصب والوظائف بقطاعات ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وكذلك المرتبطين بالتحالف، وبعصابات الشرعية وتجار الحروب، وتجار العملة، وتجار المخدرات، وتجار الجشع والطمع المغالين بالأسعار، وتجار البسط على الأملاك العامة
خيرة الله عليكم يا قيادة شعب الجنوب، تبنوا مبادرات لعمل حلول حقيقية تعيد للناس بعض الاستقرار المعيشي والنفسي قبل أن ينفرط عقد المسبحة كما يُقال، (اضغطوا تحركوا ازعلوا اصرخوا اغضبوا)، أنتم تعلمون بأن كل مفاتيح فك الحصار على شعب الجنوب بيد الحكومة السعودية، والأكيد أنكم قد فهمتم وعلمتم لماذا تفرض على شعبنا كل هذا التجويع والترويع والإفقار!
سنين ونحن نحذر من تفاقم هذا الحال الكارثي، الجوع كااااافر، الجوع مدمر، الجوع عدو، الجوع سيحول الكثير من الناس الشرفاء إلى وحوش وإلى قتله ومجرمين وقطاع طُرق، الجوع سيمزق الصفوف، الجوع سيحطم الكثير من الجسور، وسيبدد كل الأمنيات والأحلام، لقد أخذ الجوع من الناس أقصى طاقات الصبر والتحمل، الناس تعبت، ونخشى من ثورة لا تُبقي ولا تذر لا سمح الله.
هذا ما لدي في ذكرى أكتوبر، والله المستعان.