«دومينو» مأرب يتسارع… المديرية الثانية عشرة بيد «أنصار الله»
الجديد برس / تقارير / جريدة الأخبار:
بعد قرابة يومين من حسمها جبهة الجوبة، سيطر الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، أمس، على كامل مديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب، لتُضحي المديرية الثانية عشرة التي تخرج من دائرة سيطرة قوات عبد ربه منصور هادي، من أصل أربع عشرة لم يتبقّ منها إلّا جبل مراد ومركز المحافظة. وبذلك، تكون قوات صنعاء قد قطعت شوطاً إضافياً على طريق استعادة المدينة من خصومها، الذين لا تفتأ القبائل تنفضّ من حولهم، واضعة يدها في يد حكومة الإنقاذ
وأكدت مصادر قبلية، لـ”الأخبار”، سقوط المديرية بشكل كامل يوم أمس، في عملية عسكرية للجيش و”اللجان” تعاونت معهما فيها قبائل العبدية، بعدما رفضت قوات هادي وميليشيات حزب “الإصلاح”، الاستجابة للمهلة الممنوحة لها، والتي امتدّت لـ22 يوماً، للانسحاب. وأوضحت المصادر أن المئات من عناصر تلك القوات والميليشيات اضطرّوا لتسليم أنفسهم أخيراً، على رغم تهديد “التحالف” إيّاهم، الأسبوع الماضي، بالقصف، في حال تسليم المديرية، وذلك إثر مطالبتهم السعودية بالتدخّل لفكّ الحصار عنهم، ليأتي الردّ من غرفة عمليات القوات المشتركة في الرياض بالوعد بتنفيذ إنزال جوّي خلال أيّام. إلّا أن السعودية أخلفت بوعدها، وتركت أكثر من 2000 عنصر من قوات هادي والمقاتلين القبليين الموالين لها ضحايا لحرب خاسرة في العبدية. وأشارت المصادر إلى قيام طيران “التحالف” بشنّ سلسلة غارات مكثّفة خلال اليومين الماضيين فشلت في إعاقة تقدّم الجيش و”اللجان”، وتسبّبت بمقتل عدد من عناصر قوات هادي بغارات خاطئة.
أكّدت مصادر قبلية، لـ«الأخبار»، سقوط المديرية بشكل كامل يوم أمس
من جانبه، أكد مصدر عسكري في صنعاء، لـ”الأخبار”، سيطرة الجيش و”اللجان” على كامل مديرية العبدية بـ”إسهام فاعل من القبائل”، لافتاً إلى أنه يتمّ حالياً تمشيط المناطق القريبة من مديرية جبل مراد، بحثاً عن “العشرات من عناصر القاعدة وداعش” الفارّين من المديرية. وكان تنظيم “القاعدة”، الذي اعترف بمشاركته الفاعلة إلى جانب قوات هادي في جبهة العبدية قبل أسبوعين، نعى أحد أبرز قياداته العسكرية، ويُدعى ياسر العمري، المُكنّى بـ”أبو طارق العمري”، الذي سقط الثلاثاء في الجبهة المذكورة. وأشار التنظيم، في بيان، إلى أن للعمري “مسيرة طويلة من القتال في صفوف التنظيم، بدءاً من أفغانستان مروراً بالعراق والشام”، مضيفاً أن القتيل “كان ضمن المطلوبين لأجهزة الاستخبارات الأميركية، وتمّ القبض عليه في السعودية ووُضع في سجون آل سعود لعدّة سنوات”، قبل أن تقوم السلطات بالإفراج عنه وإرساله قبل خمس سنوات للقتال في اليمن. كذلك، قُتل عدد من قيادات “اللواء 156” التابع لقوات هادي خلال مواجهات الأسابيع الماضية، وعلى رأسهم قائد جبهة العبدية، العميد ناصر السعيدي، في منطقة بني عبد التي مثّلت خطّ الدفاع الأول عن مديرية العبدية على مدى الأسابيع الماضية.
ويأتي سقوط العبدية بعدما حاولت قوات هادي، ومن خلفها السعودية، على مرّ أسابيع، استنفار “المجتمع الدولي” والأمم المتحدة بعنوان تعرّض سكّان المديرية للحصار من قِبَل قوات صنعاء، وهو ما انساقت خلفه المنظّمة الدولية التي دانت قوات صنعاء، واتّهمتها بحصار العبدية وارتكاب جرائم ضدّ المدنيين. لكنّ حكومة الإنقاذ نفت، على لسان نائب وزير الخارجية حسين العزي، أن يكون الجيش و”اللجان” قد حاصرا المديرية، مبيّنةً أن عناصر “القاعدة” يتّخذون من المدنيين هناك دروعاً بشرية. وكانت حكومة صنعاء قد فتحت منافذ أمام المدنيين للخروج من العبدية، وأفسحت المجال للمحاصَرين من العسكريين لتسليم أنفسهم، كما عرضت إسعاف جرحاهم.