المقالات

هل يعود مسلسل المفخخات للمشهد من جديد؟

بقلم\ فواز رشيد
هل سيبدأ مسلسل التحليليات، والتخمينات، التي كانت في السابق وإلقاء أصابع الاتهام على حزب الإخوان، يبدو أن المفخخات عادت إلى واجهة المشهد، والتهم تبدو جاهزة البيانات والإصدار، والضحية أطفال ونساء أبرياء، مشاهد تدمي القلب لهؤلاء الأطفال والنساء، الذين احترقت أجسادهم بالانفجار وراحوا ضحية الصراع بين فصائل تدين بالولاء لقاداتها ولا تتبع أي مؤسسة في الدولة.
لكن ما يثير الدهشة والإعجاب توجيه وزير الداخلية إبراهيم حيدان للأجهزة الأمنية بإجراء تحقيق عاجل وكأن هذه الأجهزة مقيدة بالوزارة وتتلقى الأوامر مِنها، في حقيقة الأمر لا تمتلك وزارتك أي سلطة على الواقع، وليس لديك أي أجهزة أمنية تخضع لك، غير البيانات والاسم الوزاري ومراكز التمويل، اجنِ يا حيدان ما تحصده الوزارة من بدل سفر وعلاوات وحوافز ورواتب بالعملة الصعبة وابتعد عن شيء فاقده لا يعطيه، غير هذا لا سلطة لكم في عدن التي تعيش تحت فصائل متناحرة فيما بينها، فصائل طفولية أدمنت القتل وسفك الدماء، لقد تركتم طغاة العصر الماكثة تعبث وتمرح في الجنوب، وتركتم الشعب المغلوب يتضور المعاناة ويمشي على حافة الهاوية.
وهذا المسلسل الذي يجري بهندسة خارجية وتنفيذ الداخل، يحصد ما تبقى من ثمن الشعب الذي حصدت أرواحه الحروب وألغام المفخخات، وغلاء الأسعار وسوف ينقضي الأمر ما تبقى من أرواح يحركهم العابثون بالدولة لكي يدينون لهم بالولاء المطلق.
إذا بدأ هذا المسلسل التدميري والإجرامي بالفعل، سوف يلحق ما تبقى من أطفالنا، وشبابنا، الذين يتساقطون تباعاً في كل مكان، ومنها جبهات القتال المشتعلة على الدوام، وبعد ما يحقق هذا المسلسل النتيجة في إرباك المشهد وما يخلفه من مئات الضحايا من القتلى والجرحى والمعوقين والمشوهين ينتهي بجملة من الإجراءات المشبوهة للتهدئة.