المقالات

شعب ضد الجوع

بقلم\عدنان سعيد
بلغ الجوع في بلادنا مرحلة لم يسبق لها مثيل.. فهناك عشرات الآلاف من الأسر ينامون جوعى كل يوم.
وتحاول المنظمات الإنسانية الإغاثية تقديم مساعداتها إلا أنها لم تعد كافية لتسد رمق العيش أو تحد من الفقر.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة أكثر من 80٪ من السكان بحاجة إلى المساعدات الانسانية.
المحافظات الممتدة على مساحة (333257) كيلومتر مربع يعيش فيها ما يقارب خمسة ملايين نسمة.. إضافة إلى ما يقارب أربعة ملايين نازح من مناطق الحرب وكذلك عشرات الآلاف من المهاجرين الأحباش.. كل هؤلاء يعيشون حياة صعبة في ظل غلاء الأسعار وانعدام الخدمات.
أمام كل هذه الأوضاع وارتفاع أسعار المشتقات النفطية.. وارتفاع سعر الخبز.. والغاز المنزلي.. والمواصلات.. والمواد الغذائية.. أصبح راتب الموظف لا يساوي قيمة كيس أرز.. أمام كل هذه الأوضاع المعيشية الصعبة.. ورغم نقصان وجباته الغذائية اليومية إلى وجبتين بل ووجبة واحدة وهي بسيطة جداً.. نجد هذا الشعب عنيدا صبورا لا يأبه لكل المفتعلات التي يضعها أمامه المتربصون به داخلياً وخارجياً.. هذا المواطن الجنوبي الذي يكابد الحياة ليل نهار لتوفير لقمة العيش يصرخ بأعلى صوته ولكنه لا ينحني أبدا ولا يستسلم.. تجد الجولات المرورية مزدحمة رغم وصول الصفيحة ذات 20 لتراً من البنزين إلى 24000.
مرافق العمل مستمرة والموظفون يؤدون عملهم البعض منهم من أماكن بعيدة عن مرافقهم.. هذا الصمود وهذا الشعب فريد من نوعه.. فهو حقاً شعب ضد الجوع.