أخبار عاجلة الأخبار المحلية

هام..تقرير صفحي يكشف معلومات حصرية حول مدينة مأرب.وهذا هو الدور المحوري لمدينة مأرب في معادلة الصراع

الجديد برس- تقرير – طلال الشرعبي
منذ انطلاقها مثّلت معركة مارب خارطة رسم للتوازنات الجديدة في معادلة الصراع الدائر بين الأطراف المتصارعة على مستوى الداخل والخارج اليمني.

غير أن مقياس رسم هذه الخارطة ظل متغيراً غير ثابت تحكمه طبيعة المواقف وتطورات وقائع وأحداث الصراع الدائر على صعيد المحافظة.

حيث كان لمواقف الأطراف الإقليمية والدولية وكذا مواقف أطراف الصراع على المستوى المحلي أحيانا دوره في توقف المعارك واستبدال خيار الحرب بخيار السلام والبحث عن الحلول السياسية.

وفي هذا السياق تعددت المبادرات الدولية والإقليمية والمحلية التي باءت كلها بالفشل رغم نجاحها في إيقاف الحرب لفترات معينة ثم استئنافها مرة بعد أخرى بجولة صراع جديدة.

أعنف جولات المعارك كانت تلك التي انطلقت خلال العام الحالي 2021م عقب رفض دول التحالف وقوات هادي وحزب الإصلاح مبادرة تقدم بها زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي للحل السياسي ووقف الحرب في مارب .

خلال هذه الجولة من الصراع وخلافا للجولات السابقة أثبتت قوات صنعاء قدرتها على صنع الإنجازات وإحراز الانتصارت وفرض سيطرتها على مديريات المحافظة التي بدأت تتساقط تباعاً بعد أن ظلت معاقل وحصوناً منيعة لقوات هادي وحزب الإصلاح منذ العام 2015م.

مؤخراً أعلنت صنعاء تمكن قواتها خلال عملية ” ربيع النصر ” من تحرير 12 مديرية كان آخرها مديريات الجوبة والعبدية وجبل مراد من إجمالي مديريات المحافظة البالغ عددها 14 مديرية.

مثّل هذا الإعلان لوحة رسم لخارطة توازن جديدة في معادلة الصراع كان مقياس رسمها على المستوى المحلي دعوة قيادة صنعاء لقيادة حزب الإصلاح إلى تسليم ما تبقى من مديريات المحافظة وهي مديريات الوادي والمدينة بصورة سلمية.

لم تستجب قوات حزب الإصلاح فيما تبقى من مديريات مارب لدعوة تسليمها بصورة سلمية بحسب نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء حسين العزي، الذي أعلن الأربعاء في تغريدة له على صفحته بتويتر إن عقلاء الإصلاح الذين قادوا الوساطة بين قيادة صنعاء وقيادة حزب الإصلاح في مأرب، قالوا إنهم فشلوا في إقناع “متطرفيهم” بالسلام والتسليم الطوعي ، وأضاف بأنهم شكروا حرص قيادة صنعاء على الإخاء مخلين مسؤوليتهم عن قرار قيادة حزبهم ومطالبين بتجنيبهم تبعات هذا القرار.

وعقب إعلان العزي تجددت المعارك بين الطرفين في محيط مناطق قرون البور واللجمة الواقعة إداريا ضمن مديرية ‎الوادي وعلى مداخل مديرية المدينة في ظل تقدم مستمر لقوات صنعاء للسيطرة على آخر المديريات التي تتحصن فيها قوات هادي وحزب الإصلاح في المحافظة.

خارطة التوازنات الجديدة في معادلة الصراع على المستوى الإقليمي والدولي كان مقياس رسمها ذلك التحرك السياسي والدبلوماسي المحموم للمبعوثين الأممي والأمريكي شملت عددا من عواصم دول الإقليم وكذا عددا من المحافظات اليمنية التقيا خلالها بعدد من القيادات المعنية وذات العلاقة بملف الصراع اليمني على مستوى الداخل والخارج .

ويبدو أن أبرز ملامح تلك الخارطة قد تجلت من خلال تصريحات عضو وفد صنعاء المفاوض، عبدالملك العجري، وعضو المكتب السياسي للحوثيين، التي أكد فيها أن صنعاء تعمل على إعادة علاقة المجتمع الدولي مع سلطتها وأوضح أن هناك ” قناعة دولية تتعزز بأن صنعاء هي الأقدر على فرض استقرار محلي وشراكة فاعلة مع المجتمع الدولي “.

إضافة إلى أن هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع تلميحات أمريكية لبدء اعترافها بسلطة صنعاء، ما يؤكد سرعة ظهور تأثيرات حسم قواتها لمعركة مأرب على الساحة المحلية والإقليمية، وكسبها عموم الملفات السياسية والعسكرية.

وفي هذا السياق يمكن القول أن أبرز الملفات العسكرية التي كسبتها صنعاء إضافة إلى ملف تحرير مارب قد تمثل في سيطرة قواتها الكاملة على محافظة الحديدة الإستراتيجية عقب انسحاب كامل لقوات طارق صالح المدعوم إماراتيا وكذا قوات بقية الفصائل المتمثلة في المقاومة التهامية وألوية العمالقة.