أخبار عاجلة الأخبار المحلية

جهات رسمية تختطف “أطفال عدن” والأهالي مجبرون على الصمت

الجديدبرس- عدن

عملية تكاد تكون ممنهجة ووفق خطة مدروسة دخلت حيز التنفيذ، تنفذها إحدى أبرز الأذرع الإماراتية في اليمن، هي الفصائل المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المولود غير الشرعي للإمارات، تتمثل هذه العملية في اختطاف الأطفال من أحياء وشوارع مدينة عدن،

 

التي يلوك مواطنيها حديثاً غير مسموع وجدلاً لا يتجاوز الهمس، خوفاً من مصير غير محمود العواقب في حال ارتفعت أصواتهم، بشأن مصير الأطفال المختطفين، ولا يزال الغموض يغلف العملية المضافة إلى سجل حافل بالإجرام والقمع بكل أشكاله، وهو الأسلوب الذي تفرضه فصائل المجلس الانتقالي العسكرية، كطريقة فعّالة تضمن استكمال المشاريع الإماراتية التوسعية والتدميرية في المحافظات الجنوبية.

 

ناشطون تداولوا صوراً لأربعة أطفال تم اختطافهم، خلال الأيام القليلة الماضية، موضحين أن الأطفال المختطفين ليسوا سوء جزء بسيط من عملية كبيرة، مؤكدين أن هناك حالات اختطاف شبه يومية لا يتم الإبلاغ عنها رسمياً، نتيجة تخوف المواطنين من سياسات القمع وتكميم الأفواه، التي تستخدمها الفصائل العسكرية والجهات الأمنية الموالية للإمارات، ولأن الجهات التي يفترض تلقيها بلاغات المواطنين هي نفسها التي تنفذ الاختطافات.

 

مصادر محلية وناشطون حقوقيون، يرجحون أن مسلحي المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتياً، يختطفون الأطفال بهدف تدريبهم على القتال، ومن ثم الزج بهم إلى جبهات القتال ليقاتلوا نيابة عن الإمارات في معارك تحقيق مصالحها واستكمال أجنداتها وأطماعها التوسعية، التي ظهرت جليةً في سيطرتها على أهم الموانئ والمنافذ البرية والجزر اليمنية ذات المواقع الاستراتيجية، أو الذهاب بهم للانضمام إلى ألوية ومعسكرات منتشرة على الحدود السعودية، للدفاع عن الحد الجنوبي للمملكة من هجمات قوات صنعاء، الأمر الذي حرصت الإمارات على تنفيذه منذ بداية سيطرتها على المحافظات الجنوبية، ومنذ ذلك الحين تفيد الأنباء المتواترة عن تعرض المجندين من أبناء المحافظات الجنوبية، وغالبيتهم من الأطفال، إلى ممارسات إذلالية على يد ضباط سعوديين تصل حد التحرش الجنسي والاغتصاب، إضافة إلى اعتقال المئات منهم وتعذيبهم في سجون سرية لمجرد أنهم طالبوا برواتبهم التي لا يتسلمون سوى القليل منها، وليس ما كان سماسرة الحروب يعدونهم به، بينما يتم منعهم من المغادرة والعودة إلى قراهم ومنازلهم، على درجة أن القوات السعودية تتبعهم وتطلق عليهم نيرانها في حال فكروا في الهروب.

 

اختطاف الأطفال في عدن، وعلى يد قوات تعتبر سلطة حاكمة داخل المدينة، ليست سوى إضافة جديدة لسلوكيات بشعة أصبحت إيقاعاً معتاداً للحياة اليومية في المدينة، فلا تزال مئات الأسر تجهل مصير أبنائها المخفيين قسراً في سجون سرية لا تزال تحت إشراف وإدارة ضباط إماراتيين، وقد أدار العالم- بما فيه من منظمات حقوقية وإنسانية إقليمية ودولية- ظهره لأمهات المختطفين والمخفيين، وسدّ آذانه عن توسلاتهن بكشف مصير أبنائهن الذين لا يعلمن هل ما زالوا أحياء أم قتلوا تحت التعذيب.