الجديدبرس- وكالات
كدت صحيفة “لا كروا” الفرنسية أن التحالف بقيادة السعودية وصل إلى طريق مسدود في اليمن بعد مرور سبعة أعوام على الحرب التي تقودها الرياض.
وأشارت الصحيفة إلى أن سقوط محافظة مأرب بيد قوات صنعاء سيكون إهانة حقيقية للرياض وسيسمح لسلطات صنعاء بإملاء قائمة شروطها في أي مفاوضات مقبلة.
وأوضحت أن الرياض كانت تعتقد -في بداية حربها على اليمن بدعم مالي وعسكري ولوجستي من واشنطن- أن أياماً قليلة تكفي للتغلب على قوات صنعاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات صنعاء أضحت اليوم في وضع قوي بينما ترغب السعودية في الخروج من هذا المأزق.
واعتبرت أن انسحاب القوات المشتركة من الساحل الغربي إلى محافظة مأرب شكّل وضعاً عسكرياً سيئاً للتحالف.. متوقعة أن تكون مدينة مأرب على وشك السقوط بيد قوات صنعاء.
كما أكدت الصحيفة الفرنسية أن سيطرة قوات صنعاء على مأرب والعاصمة والمناطق الغربية، وتحديداً ميناء الحديدة، الميناء الحيوي لإمداد صنعاء بالمواد الغذائية، يعد انتصاراً إستراتيجياً حقيقياً باعتباره الميناء الرئيس في اليمن الذي يمر من خلاله 90% من المساعدات الإنسانية، وهو أمر أساسي للسكان الذين يتضورون جوعاً “، وفق “فرانسوا فريسون روش” المتخصص في شؤون اليمن في المركز الوطني للبحث العلمي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحرب في اليمن تسببت بالفعل في مقتل ما لا يقل عن 377000 شخص، بشكل مباشر أو غير مباشر، وفقاً للأمم المتحدة.
وكانت النشرة العسكرية المُوجَّهة للمجتمعات الأمريكية أكدت -في تقرير لها في 12 أبريل 2021- أن السعودية بحاجة ماسة لإستراتيجية خروج مناسبة من اليمن بعد فشل إستراتيجية الضغط التي مارستها.
وأكد التقرير أن الإدارة السعودية توصلت إلى استنتاجات تؤكد فشل إستراتيجية الضغط التي انتهجتها منذ بداية الصراع في العام 2015م، وقد حُسم ذلك بفقدانها رئيساً أمريكياً داعماً.
وأورد التقرير -على لسان محللين- أن الدعوات الأخيرة للسلام لا تتعلق بالحفاظ على السلام في البلاد، بل تسعى إلى إستراتيجية خروج فعالة من اليمن، مُعتبِراً ذلك إقراراً واقعياً بالتنازل عما كانت تعتبرها “ساحة خلفية” لها، وتوقَّع التقرير أن تحاول الرياض الاستفادة القصوى من الوضع الحالي لتشكيل شروط هزيمتها.