لا حديث للناس في كل بيت إلا عن نار وجحيم الأسعار، حيث تبدو سرعة ارتفاعها مثل جلمود حطه السيل من علٍ.
اختلف الناس على عشرات القضايا المهمة حتى التافهة، لكنهم اتفقوا على شيء واحد وهو هذا العذاب الرهيب الذي يقتلهم ببطء بسبب ألاعيب أولاد الأبالسة المتاجرين بالعملة.
صحيح أن محنة الناس في الجنوب لا تطاق ولا يمكن القبول بتوجهاتها، لكن اللعبة التي تستهدف الناس تتواصل بنجاح منقطع النظير.
هذا العام زادت معاناة الدموع والصراخ والانهيارات العصبية بشكل فاق توقع حتى وزراء حكومة (المفاحسة).
الدولار يغرد بعيداً خارج سرب المعقول واللا معقول، فيما الريال اليمني يتهاوى وهو يغني لهذا الشعب الصابر المرابط في محراب المجاعة:
حجر وسيري سائرة ولا تكوني حائرة.
حالات كثيرة من الانتحار أقدم عليها ذوو الدخل المحدود، والذين فشلوا في الانتحار فضلوا تشريد أولادهم ومنعهم من الدراسة.
أسر الدخل المحدود كانت تحمد الله على وجبة واحدة يومياً (روتي مع كوب شاي أحمر)، والآن بعد أن تخطى الريال حاجز 1600 للدولار الواحد، باتت عملية الاحتفاظ بنعمة الوجبة الواحدة ضرباً من الخيال.
تحدث هذه المشاهد الدامية للعين البصيرة والموجعة للأفئدة الرقيقة والقلوب اللينة في بلاد توارى فيه الفقه بعيداً ودخلت فيه الحكمة الشهيرة بياتاً طويلاً بدون مرتب.
بصراحة أسأل عبدربه منصور هادي والتحالف العربي: كل ذا كان ليه؟! لماذا يعاقب الجنوب -الذي انتصر لأهداف عاصفة الحزم- بهذه الشراسة والجرعات القاتلة؟!