بقلم| د.أمين العلياني
عشاق الوطنية يتزاحمون على جفاء هذا الوطن، ويهرعون إلى الثقوب السوداء في هذا الوجود، وكلهم حزنٌ ومسغبةٌ وفاقة.
لا شيء في الدنيا أشد خطورة من أن ترى فيها معاق الفكر يمضي بالقطار إلى نهايته الوخيمة بعد بدء الانطلاقة.
أرأيت يا قلمي؛ مازال تجار الحروب يرصدون فرصاً للارتزاق بهدف إطالة الحرب وامتدادها تحت اسم الوطنية المغلفة بالعديد من الحيل التي تهدف إلى تجويع المغلوبين من السواد الأعظم!
وهذا الزيف والدجل المعلب كالبضائع قصةٌ أخرى تسوّقها الجهالة والحماقة، والموت يفتك بالحقول ويحصد الأزهار بسم الله، باسم الغوث، باسم الحب، أو باسم الأخوة والصداقة.
يا أيها الفكر الذي لم يستطعْ سهمُ المعاقين اختراقَه.. لا تخدعنّك أصوات ديوكُ الممول بالوكالة، فهم لا ينادون للأفعال وإنما يدعون إلى الأقوال فقط ليخدعوك بأن يُعيدَوا لك وطناً مسروقاً باتفاقيات كاذبة أضحت طريقة مفضوحة تستغبي السواد الأعظم من الناس لتجعلها تستجدي النجاة من ذاتها لأجل ذاتها؛ فإذا سمعت أصوات الوطن والوطنية فاخلد إلى النوم العميق لأنهم لا يملكون غير الحديث أما الفعل فقد سرق منهم بشخطة قلم بمجرد توقيع على اتفاقات ليس هم من يقرر بنودها لكن هي الحكمة التي تقول فمن أطاع الويلَ ذاقَه، وإذا أتاك من الحديث عن الوطنية والحرص على الوطن، فانتبه للخبز والكرامة أن تمسها نار اللصوصية والارتزاق، لأنّ اللصوص مدربون على لباقة الارتزاق بخبرة مذهلة وتقاسم الأدوار، أصبحتُ أعرفهم جميعاً بعد أن سرقوا رغيفي، وفرحتي، وصوت ربابة حريتي، تحت لفظة الوطنية المزيفة..
ها أنذا أدندن -في مراسيم الوداع- بأحرفي وأرى اختناقَ معاني الكلمات التي لا تقوى على مواجهة أساليبهم القذرة في بيع الوطن تحت الوصاية المغلفة بوصايات عديدة وأكثر عمقاً.
هم، مزقوا طموحي وأنفاس مستقبلي وما أخفته أوردتي من الحب الجميل لتراب أسقته دماء الشرفاء في ساحات الوغى لأنه لا يملك من الخبرة الأقوى إلا هم فقط لتمزيق العلاقة بين دم الشهيد وقوت أولاده من بعد رحيله.
هم، سر هذا البؤس.. هم، سبب الإعاقة أما أنا وأنت، فما عدنا نقرأ الوطنية إلا كوشم سباعي الأحرف على ظهر كيس الإسمنت.