تقرير يسلط الضوء على تطورات المشهد السياسي والعسكري في حضرموت بعد دخول “مصر” على خط الصراع
الجديد برس / تقارير / موقع المساء برس:
كشفت مصادر في ميناء عدن جنوب اليمن عن تحرك سفينة شحن عسكرية تابعة للإمارات تقل على متنها قوات مشتركة مصرية وسودانية إضافة لعتاد حربي حيث تحركت السفينة ووصلت ميناء المكلا اليوم السبت، وذلك بعد يومين من وصول سفينة سابقة إلى الميناء ذاته كانت تقل عتاداً حربياً.
التحركات الإماراتية في محافظة حضرموت ودخول قوات سودانية ومصرية على خط المواجهة، يأتي بالتزامن مع تحركات التيار القبلي في حضرموت الموالي للإمارات والذي يترأسه المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي، حيث بدأ هذا التيار الذي يقوده حسن الجابري ببدء التحشيد قبلياً تحت مسمى “تجنيد المقاومة الحضرمية” والتي تهدف للانتشار في مناطق وادي وصحراء حضرموت، في مؤشر على بدء محاصرة المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت التي يقودها علي محسن الأحمر، نائب هادي والتي تفرض سيطرتها العسكرية على أهم وأكبر حقول للنفط شرق اليمن.
وتقول مصادر مطلعة إن القوات المصرية والسودانية سيتم تجهيزها ضمن قوى أخرى من ألوية العمالقة الجنوبية السلفية التي شكلتها الإمارات والتي ينتشر جزء منها في الساحل الغربي والجزء الأكبر منها بمحافظة شبوة التي تسلمتها الإمارات مؤخراً باتفاق مع الرياض بعد أن تمت الإطاحة بالإصلاح من المحافظة التي كان الحزب الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين يتخذها متنفسه الاقتصادي حيث كان الحزب يقوم بتهريب النفط الخام عبر موانئ المحافظة بنقلها عبر أنابيب إلى عرض البحر حيث السفن الصغيرة الراسية التي تحمل كميات النفط الخام وتعود عائدات تلك الشحنات لصالح الحزب، كما تشير المصادر إلى أن القوات التي تم تجميعها من العمالقة التي تم نقلها حالياً من عدن وأنه سيتم ضمها مع القوات المصرية والسودانية ونشرها في الهضبة النفطية بوادي وصحراء حضرموت.
بالتزامن مع ذلك تستعد ما تسمى بـ”الهبة الحضرمية الثانية” التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الزحف على مناطق الهضبة النفطية التي تعد مركز انتشار قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لحكومة هادي والتي تدين بالولاء التام لنائب هادي، علي محسن الأحمر، حيث شهدت منطقة الرودود بمديرية تريم بوادي حضرموت حشداً قبلياً دعا له الشيخ حسن الجابري، القائد القبلي للهبة الحضرمية الموالية للإمارات، وبحسب مصادر متطابقة فقد شارك في هذا الحشد قيادات المجلس الانتقالي في حضرموت على رئيس رئيس هيئة المجلس في المحافظة سعيد المحمدي.
وصدر عن هذا اللقاء القبلي بيان، أعلن فيه البدء بدعوة أبناء قبائل حضرموت للتسجيل ضمن ما أطلق عليه “المقاومة الحضرمية”، وعلى الرغم من أن البيان أشار إلى أن هذا التحشيد والتجنيد لأبناء القبائل خطوة تم التنسيق لتنفيذها مع السلطات المحلية بحضرموت، في إشارة إلى الاتفاق مع فرج البحسني محافظ المحافظة، وأن هؤلاء المجندين سيتم ضمهم ضمن الأجهزة الأمنية والعسكرية بحضرموت، إلا أن البيان أورد أيضاً اتهاماً لسلطات حضرموت بأنها نكثت بوعودها السابقة بشأن التزامات المنطقة العسكرية الأولى بعدم جباية أي أموال من سائقي الشاحنات الغذائية والنفطية.
الحراك القبلي في حضرموت لا يقتصر فقط على القبائل المدعومة من الإمارات والسعودية بل يشمل أيضاً أطرافاً قبلية أخرى يتزعمها القيادي القبلي الشيخ صالح بن حريز، ويرفع هذا التيار مطالب حقوقية مشابهة لما يرفعه التيار المدعوم من الإمارات والسعودية مضافاً عليها مطالب أخرى جديدة تهدد وتمس المصالح غير المشروعة للتحالف السعودي الإماراتي في حضرموت منها على سبيل المثال خروج كافة القوات الأجنبية من حضرموت وتحرير مطار الريان بالمكلا الذي تتخذه الإمارات قاعدة عسكرية مغلقة منذ العام 2016 بالإضافة إلى وقف تصدير النفط عبر ميناء الضبة النفطي الذي يسيطر عليه التحالف السعودي الإماراتي وهو ما استغله هذا التيار للتصعيد القبلي ضد التحالف وحكومة هادي ومحافظ حضرموت البحسني بنصب خيام اعتصام قبلية في منطقة العيون بمدينة المكلا حيث يهدف هذا التيار لوقف تهريب النفط الخام لصالح قيادات بحكومة هادي المنفية.
وبالتزامن مع تصعيد التحركات الإماراتية والسعودية للإطاحة بالإصلاح من الهضبة النفطية في حضرموت، فإن التحشيد القبلي المناهض لكل من حكومة هادي والتحالف السعودي الإماراتي أيضاً يزداد زخماً يوماً بعد آخر، حيث تؤكد مصادر مطلعة إن مخيم الاعتصام بمنطقة العيون يشهد المزيد من توافد القبائل المؤيدة لمطالب هذا التيار الذي رفع شعار “لا جنوبية ولا شمالية” وذلك رداً على محاولة الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات ركوب موجة التصعيد القبلي ضد “الشرعية والتحالف” لحرف مسار هذا الحراك واقتصاره فقط على التصعيد ضد حزب الإصلاح وقواته التي تسيطر على الهضبة النفطية عبر المنطقة العسكرية الأولى التي يقودها فعلياً علي محسن الأحمر قائد الذراع العسكري للإصلاح.