قيادي بارز في صنعاء يسرب مشاهد مخازن الأسلحة للتحالف؟
الجديد برس / صفي الشامي:
ظهر ناطق تحالف العدوان تركي المالكي خلال الأيام القليلة الماضية للكشف عن ما اسماه انتصار استخباراتي واختراق نوعي غير مسبوق لصفوف قوات صنعاء، مدعيا ان ثمة قيادات بارزة من النسق الأول تعمل لصالحهم، مستشهدا ذلك بمقطع فيديو من لقطتين، وكأنه من جلسات سابقة جمعت طارق صالح مع رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اليمنية اللواء عبدالله الحاكم المكنى ب «أبو علي الحاكم» او شخص فيه ملامح من أبو علي مع شخص آخر يرتدي بزة عسكرية ونظارة شمسية وشماغ على راسه قيل بأنه قيادي لدى حزب الله اللبناني.
تناول إعلام تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي مقطع الفيديو حينها، بحسب معلومات حد زعمهم على أن قوات التحالف حصلت عليه من مصدر قيادي خاص يعمل لصالحهم في أوساط قوات صنعاء، ويتضح للمشاهد أن التصوير تم دون علم اللواء الحاكم والشخص الآخر الذي كانت لهجته اثناء حديثهما ليست اليمنية المعروفة، كما أنها ليست اللهجة اللبنانية أو قد يكون فشل المؤدي في مهمة إتقان اللهجة اللبنانية بشكل صحيح، لكنه نجح بما يتناسب مع غباء المخابرات الأمريكية والسعودية التي قالت بأنه قيادي لدى حزب الله في اليمن ودليل قاطع على دعم الحزب اللبناني وإيران لجماعة انصار الله.
شهد الفيديو الذي تم الكشف عنه زخما كبيراً واهتماما واسعا في الوسط الإعلامي، حيث قامت وسائل اعلام التحالف المتلفزة بمناقشة الأمر وإفساح مساحة كبيرة من خارطة برامجها له لأيام واستضافة خبراء عسكريين ومحللين سياسيين للحديث عن الإنجاز الاستخباراتي والاختراق النوعي الذي حققته قوات التحالف، بينما اقتصر رد صنعاء على ذلك بين النفي والسخرية.
مرت الأيام حتى أعلن ناطق التحالف عن بيان هام وعاجل للكشف عن فيديو جديد يظهر ورش تصنيع ومخازن للأسلحة والصواريخ الباليستية في ميناء الحديدة، تستخدمه قوات صنعاء للأعمال العسكرية العدائية في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية، مدعيا ذلك كتبرير استباقي لجريمة جديدة عازم على اتخاذها تتلخص في استهداف الميناء الذي يعد شريان حياة ملايين اليمنيين وتدميره كليًا ليخرج عن الخدمة تمامًا، رغم أنه كان قد سبق أن استهدفه مطلع عام 2015م، ما يضاف إلى سلسلة جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في اليمن بحق المدنيين والأعيان المدنية.
تورط التحالف بالفيديو الأخير الذي تم عرضه على أنه من ورش ومخازن للأسلحة في ميناء الحديدة، إذ ان لا علاقة له باليمن، وقد تم اجتزاؤه من فيلم وثائقي أمريكي تم تصويره في العام 2003، ليظهر ناطق التحالف بعد ذلك بأيام للتبرير بأن الفيديو يأتي في سياق ما وصفه بـ”الخطأ الهامشي”.
خلاصة الأمر، يتضح للجميع ان صنعاء استطاعت بإمكاناتها البسيطة من الإيقاع بدهاقنة الاستخبارات الأمريكية والسعودية والاماراتية والخبراء الأجانب الذين يستعين بهم التحالف في المصيدة، إذ قامت في بادئ الأمر برمي الطعم بمشهد يظهر شخص يشبه الى حد ما اللواء الحاكم، وآخر على أنه خبير لدى حزب الله يعمل في اليمن، ثم سربت الفيديو الآخر وهنا كانت الصدمة والفضيحة.