الجديد برس / تقارير / جريدة الأخبار اللبنانية:
يبدو الأداء الميداني الحالي للتحالف السعودي – الإماراتي، أقرب إلى الخبْط «خبْط عشواء»، وفق ما تُظهره العملية الأخيرة التي نفّذها في جبهات الحدّ الجنوبي للمملكة، إذ إن هذه العملية «الخاطفة»، التي قادتها «ألوية اليمن السعيد» وفق ما سمّتها وسائل إعلام «التحالف»، وأريد لها أن تكون مَعبراً للتوغّل في حجّة ومن ثمّ الوصول إلى الحديدة، سرعان ما انتهت بانتكاسة متجدّدة للسعودية وحلفائها، حاولت الرياض تعويضها بمعاودة قصْف صنعاء
صنعاء | بدأت السعودية، في الأيام القليلة الماضية، تصعيداً جديداً في عدد من جبهات الحدّ الجنوبي، وتحديداً في قطاع جيزان العسكري. وعلى رغم كون الهجوم، الذي قاده اللواء السعودي الحادي عشر في محيط مدينة حرض الحدودية، واللواء الثامن عشر التابع للقوات الملَكية البرّية في منطقة الملاحيط الحدودية الواقعة في نطاق محافظة صعدة، مخطّطاً ومسنوداً بالطيران الحربي، إلّا أنه فشل في تحقيق أهدافه، إذ استطاع الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» صدّ الهجوم في محيط حرض، واستدراج مُنفّذيه إلى الأطراف الجنوبية – الغربية، حيث أوقعا في صفوفهم قتلى وجرحى. وفي جبهة الملاحيط، الواقعة جنوب شرق جيزان، انتهت العملية بانكفاء القوات السعودية، في أوّل معركة منذ أكثر من عام في مدينة الخوبة، التي سقطت تحت سيطرة قوات صنعاء.وبدأ الهجوم على مدينة حرض الحدودية الواقعة بالقرب من منطقة الطوال جنوب المملكة، والذي اشتركت فيه قوات تابعة للمنطقة العسكرية الخامسة الموالية للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي ومرتزقة سودانيون، مساء الجمعة، من محورَين: الأوّل، من جنوب وغرب المدينة الخالية من السكّان منذ عام 2015، جرّاء تعرُّضها للتدمير الكلّي من قِبَل التحالف السعودي – الإماراتي، بقرابة 15 ألف غارة جوّية وفقاً لتقرير رسمي صادر عن السلطة المحلية في محافظة حجّة أواخر العام الفائت، من دون أن يتمكّن «التحالف» من السيطرة عليها؛ أمّا المحور الثاني، فمن اتّجاه مديرية ميدي القريبة من حرض، حيث انطلق المهاجِمون من مناطق التماس الحدودية الواقعة تحت سيطرة القوات السعودية منذ عام 2015، فيما لم يستطيعوا، وفقاً لمصادر محلية، انتزاع مناطق جديدة في الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة، على رغم حديث تلك القوات عن سيطرتها على مناطق بني مروان والجبليين والمحطام، وهي مناطق واقعة في محيط حرض، ولم تكن تحت سيطرة الجيش و»اللجان» منذ عام 2018، فضلاً عن أنه لا تواجد في المحطام لأيّ معسكر، باستثناء نقطة مراقبة عسكرية كان يستخدمها حرس الحدود اليمني قبل الحرب.
شنّ الطيران السعودي فجر الأحد (أمس) 14 غارة على العاصمة صنعاء
وكانت السعودية أعلنت، بطريقة استعراضية عدّها مراقبون محاولة لتعويض خسائرها، انطلاق عملية عسكرية واسعة في مدينة حرض اليمنية فجر السبت، وطالبت المواطنين اليمنيين بعدم استخدام الطرق المؤدّية إلى المدينة. وبعد ساعات على انطلاق العملية، تحدّثت وسائل إعلام سعودية عن تقدُّم القوات المهاجِمة نحو الأحياء الجنوبية الغربية للمدينة، وتوغّلها في اتجاه عمق حرض من محورَين، على الخطّ الدولي الرابط بين عبس والمدينة جنوباً، والآخر الرابط بين حرض وميدي غرباً. ولم تكد القوات السعودية تعلن محاصَرة حرض من كلّ اتجاه، حتى وصلت تعزيزات عسكرية للجيش و»اللجان» إلى شرق جبل المحطام الواقع جنوب شرق المدينة، لتُغيّر المعادلة على الأرض وتعيد المهاجِمين إلى النقطة صفر. وبالتزامن مع ذلك، شهدت الأطراف الجنوبية والغربية لحرض مواجهات عنيفة، سقط فيها قتلى من القوات السعودية وقوات هادي والمرتزقة السودانيين. وهو ما اعترفت به المملكة التي أكدت سقوط عدد من منتسبي قوّاتها في المعارك، فيما أقرّت قوات هادي بمصرع قيادات عسكرية رفيعة تابعة للمنطقة الخامسة، من بينها العميد يحيى هيكل السميني، وهو مسؤول الإمداد والتسليح، والعميد ماجد الريادي، وإلى جانب ضباط برتب مختلفة وجنود.
وعلى خطّ موازٍ، شنّت القوات السعودية هجوماً على منطقة الملاحيط، تصدّى له الجيش و»اللجان» بهجوم معاكس، تمكّنت على إثره من محاصرة «اللواء 18» المعزَّز بأسلحة حديثة خفيفة ومتوسّطة وثقيلة. ووفقاً لأكثر من مصدر، فإن قوات صنعاء قتلت عدداً من منتسبي اللواء والمرتزقة السودانيين، ودمّرت 7 أطقم و6 دبابات «أبرامز»، كما استحوذت على عدد من المدرّعات والأطقم والأسلحة المتنوّعة. وردّاً على تلك الانتكاسة، شنّ الطيران السعودي، فجر الأحد (أمس)، 14 غارة على العاصمة صنعاء، استهدفت مناطق سبق أن تعرّضت لقصف عنيف.