الجديدُ برس| رصد*:
يجري كيان الاحتلال سلسلة مناورات كانت من ضمنها التدريبات التي أجريت لمدة أسبوع تحاكي “الحرب على الجبهة الشمالية ضد حزب الله، ولمعالجة عمليات التسلل من قبل قوات وحدة الرضوان” حسب الاعلام العبري.
ورداً على هذه نصح ضابط في المقاومة الإسلامية في حديث خاص مع موقع “الخنـــادق” “القيادة العسكرية وغير عسكرية انصحهم بأن لا يجربونا، وانصحهم بأن يعقلوا ويهدؤا”.
بالنسبة للتهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان غير الخروقات للأجواء اللبنانية هناك مناورة يجريها كيان الاحتلال خلال ايار القادم بذكرى التحرير تقريباً هي مناورة محاكاة مع الجبهات الخمسة في محور المقاومة، وهي نفس المناورة التي اعلن عنها قبل سنة قبل معركة سيف القدس، كيف تقرؤون هذه المناورة؟ هل هي مؤشر لعمل ما أم مجرد حرب نفسية؟
في الحقيقة فإن العدو الاسرائيلي يعيش منذ حرب تموز حالة قلق من مواجهة المقاومة الاسلامية حزب الله في لبنان، وهذا القلق ناتج عن النتائج التي حصلت في حرب تموز. ليس غريباً أن يجري اي جيش مناورات، لكن بالنسبة لنا، وبغض النظر عن هدف المناورة، إن كان هدفها محاكاة لتفعيل الجيش الاسرائيلي في المواجهة القادمة او هي رسالة تهديد للمقاومة الاسلامية أو أي شيء آخر، نحن نعتبر ان الاسرائيلي كما قال الشهيد السيد عباس الموسوي “اسرائيل سقطت”، ونحن نتعامل معها على هذا الأساس. وهذه المقولة من 20 سنة قالها الشهيد السيد عباس، فما بالك الآن، نعم “اسرائيل سقطت” وهي لا تستطيع بأي مناورة من ان تفعل ما كانت تقوم به بالجيوش العربية سابقاً.
الآن “إسرائيل” اصبحت ضعيفة وضعيفة جدا. وبالتالي ضعفها ليس لأنها لا تملك السلاح او لا تملك القوة العسكرية أو لا تملك التكنولوجيا، بل لأنها لا تملك روحية القتال ونحن الذين نملك روحية القتال، روحية الشهادة التي يملكها مجاهدو المقاومة الاسلامية الذين هزموا هذا العدو في كافة الميادين، من عام 1982، لعام 2000 بعد الاندحار وبالـ 2006 وستهزم ان شاء الله قريباً وقريباً جدا ان شاء الله. عند اي فتح جبهة او حرب، فإذا تجرأت “إسرائيل” على العدوان فستكون نهايتها.
كضابط عسكري في المقاومة الإسلامية، ماذا تقول لقادة جيش الاحتلال الذين يقومون بكل هذه التحضيرات؟
انا انصح القيادة، القيادة العسكرية وغير عسكرية انصحهم بأن لا يجربونا، انصحهم بأن يعقلوا ويهدؤا واذا كان الشعب الفلسطيني الاعزل اليوم وانا اوجه له تحية وإكبار لهذا الشعب المجاهد المقاوم الذي يواجه بكافة انواع المواجهات المتواضعة جدا هذا الكيان لا يستطيع ان يقف بوجه هؤلاء، انا اقول لهؤلاء القادة يراجعوا الذين يدعون الايمان وليبحثوا عن تاريخ “إسرائيل” سيجدون أنه الى زوال ان شاء الله تعالى.
سماحة السيد حسن نصر الله تكلم عن “زوال إسرائيل” القريب، والامام السيد علي الخامنئي ايضا عن ان هذا الكيان لن يبقى أكثر من 25 سنة، أنتم كقيادة عسكرية كضابط في المقاومة هل ترون “زوال إسرائيل” قريب؟
ان شاء الله هوي حتما قريب، نتيجة الانتهاكات التي يقوم بها الإسرائيلي، وكما قلت، اليوم وصل كيان الاحتلال لأعلى مستوى من العربدة والامور اللاأخلاقية مع اهلنا وناسنا بفلسطين وخارج فلسطين، هو يعيش على القتل والدمار والجرائم والذي يعيش على هذا النوع من الاحتلال “ما بكمّل”، خصوصاً ان المقاومة الاسلامية أصبح لديها قدرة عالية جدا تستطيع ان تقول لهذا العدو كفى و”خلصنا يعني”، ونحن موعودون وعداً الهيّاً على اية حال. من الطبيعي ان لا نعطي توقيتاً دقيقاً، لكن نراه قريباً، نتيجة المعطيات الميدانية والقدرات ان كان من جهة العدو الاسرائيلي وان كان من جهة المقاومة ومحور المقاومة أيضا، فعلينا ان لا ننسى محور المقاومة الذي بات يمتلك القدرات بكافة المجالات، لذلك هيدا العدو حتما الى زوال.
تحدثت عن محور المقاومة، اليوم “إسرائيل” ايضاً تهدد الجمهورية الاسلامية و التي تقف على راس هذا المحور، كيف ترون هذا التهديد؟
“ما يجربوا حالهم الإسرائيليين”، يعني اذا اخذنا جغرافية الجمهورية، اذا قاموا بوضع كل كيلومتر راجمة صواريخ ووجهتها بوجه الكيان، فهي قادرة على تدميره بيوم واحد. انا انصح الاسرائيلي ايضا ان لا يجرب نفسه مع الجمهورية الاسلامية “ولا يفوت هالفوتة”، فهو اصغر من ذلك.
على اي حال نحن تعودنا على التهويلات الاسرائيلية، لكن لا يجرؤ الاسرائيلي على القيام بهذا الفعل وبهذا المستوى طبعاً، لأن حتى بالأوساط الخاصة هم نادمون على قتل الحاج قاسم سليماني لان الحاج قاسم سليماني اثّر بقتله، فقد اعطى معنويات وفعالية اكثر، لان هذا الامام الخميني كان يقول “اقتلونا فإن شعبنا سيعي اكثر فاكثر”، نحن بشهادة القادة و بشهادة مجاهدينا نكبر، ونأخذ معنويات اكبر لان هدفنا ان نلقى الله تعالى شهداء، أما العدو احرص الناس على الحياة.
ونحن اليوم في ذكرى الشهداء القادة. نبدأ مع الشهيد الحاج عماد مغنية. هو كان قد وضع خططاً قبل استشهاده، وهي على مستوى المقاومة هل تم العمل بها وتطبيقها؟ اين اصبحت؟ خاصةً أن الحديث دائماً الشهيد الحاج عماد مغنية ترك وراءه عشرات الألاف من المقاتلين يعني على منهج ومدرسة الحاج عماد..
نعم بالواقع الحاج عماد هو من الشباب والرجالات التي بدأت حياتها بالعمل المقاوم. أنا تعرفت على الحاج عام 1982 ببداية المقاومة، كان لا يزال يعمل مع بعض الفصائل المقاومة الفلسطينية، ووقتها هناك من قال لي: “هذا الرجل بالتحديد دمه وروحه وعقله مقاومة، من الممكن أن يساعدكم هذا الرجل بكافة المجالات على مستوى المقاومة”. فاللقاء الأول بيننا قلت له بأننا نحتاج في المقاومة الاسلامية الى عتاد واسلحة وما الى ذلك. وقتها، بالمناسبة كان يجلس مع الشهيد أبو حسن سلامة. لم يتردد لحظة، وقال فوراً دون أن يسأل يعني “ليش وكيف ووين، بل مباشرةً شو بدكم انا حاضر”. طبعاً حينها دخلنا في التفاصيل.
الأمر الذي كان يشكل لي راحة لا توصف تكمن حقيقةً في أمرين، الأمر الأول أنه كان يتكلم والبسمة على وجهه كعادته، والأمر الآخر انه تعاون مباشرةً وقال “نحن بالخدمة وجاهزين”.
كان الحاج عماد بهذه الروحية العالية بروحية المقاوم وبالروحية الايمانية والجهادية، حيث كان حاضراً بالميدان، وليس خلف الخطوط. كان دائماً يتفقد الشباب يحضر وينفذ المطلوب، كما أنه كان يحضر بشكل مفاجئ. كما أنه كان يستمع للشكوى والهموم الشخصية للمجاهدين ويعمل على حل مشاكلهم وقضاياهم.
عن علاقة الحاج عماد الشهيد عماد مغنية مع فصائل المقاومة الفلسطينية، كيف بدأت هذه العلاقة؟ هل هو من بدأ التواصل معهم؟ ما هي الظروف التي بدات بها العلاقة مع فصائل المقاومة الفلسطينية؟ وهل ساهم برفد المقاومة الفلسطينية بالسلاح والتجهيزات والتدريب؟
الحاج هو بالحقيقة كان من ريعان شبابه على علاقة مع المقاومة الفلسطينية. وليس فقط على مستوى الأخوان بالمقاومة الفلسطينية بل حتى على مستوى لبنان ولاحقاً خارج لبنان أيضاً. لقد انطلق من موقع المقاومة الفلسطينية دفاعاً عن فلسطين، ولم يكن يميز بين فصيل وآخر، فكانت علاقته مهمة جداً واساسية وتفعلت اكثر عندما تسلم الحاج عماد مسؤولياته على مستوى المقاومة الاسلامية وبالتالي كان يسخر كل قدراته في هذا المجال.
ولا شك ان الحاج عماد كان من الفاعلين الأساسيين في حركة المقاومة الفلسطينية، حيث دعمهم ووقف إلى جانبهم، حتى أن هناك بعض الاخوان كانوا ينسقون مع الحاج وبدوره ينسق مع الاخوان الفلسطينيين بكل ما يملك من طاقة ومن قوة والعدو الاسرائيلي يعلم هذا ولذلك إذا فكر العدو الاسرائيلي والامريكي بان ينالوا من جسد الشهيد الحاج عماد هو نتائج هذا الفعل وهذه الحركة باتجاه المقاومة الفلسطينية.
السيد عباس الموسوي: القائد المجاهد
ننتقل الى الشهيد السيد عباس الموسوي، هل التقيتم به؟ حدثنا هذا الشهيد القائد، وعن رؤيته الاستراتيجية لعمل المقاومة وحزب الله؟
الشهيد السيد عباس من خلال تجربتي برفقته، يمكنني القول انه رجل نادر الوجود. وبهذه المناسبة العظيمة ذكرى استشهاده نبارك ونهنئ بشهادته. لقد كان أباً، كان لديه صفات نادرة رغم شجاعته وقيادته وحكمته إلا أنه كان حنون جداً.
كان يعتبر كل الاخوان المقاومين أولاده ويتعاطى معهم على هذا الأساس. وكان متواضعاً. فلشّدة تواضعه كان مثلاً إذا رأى أحداً من الاخوان يحضر الطعام او ما الى ذلك كان يقوم بمساعدته. عندما كان الاخوان يريدون الانطلاق لتنفيذ عملية من العمليات كان يصرّ ان يكون موجوداً لقراءة الدعاء وليحدثهم ويعطيهم المعنويات، ويحمل القرآن ليمر الاخوان من تحت القرآن.
في ساحات الجهاد عندما كان محور الإقليم، كان السيد في نقطة، الآن سميت باسمه للشهيد السيد عباس أي “مغارة الشهيد السيد عباس” لأنه هو أول قائد من قيادات المقاومة الذين زاروا هذا المكان على مستوى عالي من الوضع التنظيمي طبعاً.
بعض الاخوان من الفصائل الاخرى كانوا متواجدين معنا، بأحدهم فسألني أحدهم: هذا هو السيد عباس؟ قلت له نعم، قال لي انت متأكد؟ قلت له نعم إنه موجود أمامك -لأنه كان يرتدي البدلة العسكرية ودون عمامة، فقال لي “والله انكم منتصرين لما قائد بهذا المستوى يتواجد هنا، هذا يعني حتماً أنكم منتصرين، إذا كانت القيادة تلتقي مع القاعدة الجهادية بهذا الشكل”.
الشيخ راغب حرب: الوعي الجهادي
بالنسبة للشهيد الشيخ راغب حرب، هل تعرفه عن كثب؟ وكيف كانت علاقته مع الجمهورية الإسلامية؟ كيف يمكن وصفها؟
في الحقيقة كنا على علاقة مع الشهيد الشيخ راغب قبل الاجتياح الإسرائيلي، كنا نقوم بالأمور الدينية سوياً على مستوى صلاة الجماعة والدروس الثقافية.
ذات مرة كنا نجلس في منزل الفقيد الجهادي الحاج ابو علي فرحات، فرأى الأشجار أمامنا وسألنا عن أنواعهم فأجبنا بأنهم من البلوط وعدد من الأنواع الأخرى فقال “بدو يجي يوم هذه الأشجار ستكون مخبأ للمجاهدين”، مع الاجتياح الاسرائيلي وبدء العمليات العسكرية وما الى ذلك تذكرنا هذا الكلام، النابع حقيقة من وعي وثقافة وجهاد.
* الخنادق