طالب الحسني
في ملف السلام المتعلق بالحرب على اليمن يمكن إلتقاط أي اشارة على أنها حجر أولى مهمة للبناء عليها والانتظار للجديد .
من الجيد ان تكون هذه الحجرة قادمة من رئيس الوفد الوطني المفاوض عن المجلس السياسي الأعلى الحاكم في العاصمة صنعاء محمد عبد السلام من خلال إعلانه تسليم ما سماهم الاصدقاء الروس ، وأقتبس ” رؤيتنا للحل الانساني بهدف تخفيف معاناة شعبنا وتهيئة الأجواء لوقف إطلاق النار والدخول في عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة “
الرؤية تتضمن رفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي ووقف استهداف السفن التي تبحر نحو ميناء الحديدة غرب اليمن ، كمقدمة لمفاوضات حول وقف إطلاق النار ولا حقا بحث الحل السياسي الشامل .
ليس واضح حتى الآن ان كانت موسكو قد طلبت أن تكون وسيطا في مباحثات قريبة ، خاصة أن المبعوث الأمريكي ثيمي ليندركينغ قد وصل إلى طريق مسدود على مدى عام كامل ، أو أن اطراف اقليمية اخرى لها علاقة بذلك ، لكن في المجمل هي خطوة لا يمكن تجاهلها على كل حال .
مجلس الأمن الدولي كان قد استمع خلال جلسة عقدت قبل ساعات ( ليلة الأربعاء ) إلى إحاطة للمبعوث الاممي هانس غراندبيرغ ، حملت انسدادا في الأفق بسبب التصعيد الأخير في مختلف الأصعدة من بينها الغارات شبه اليومية التي ينفذها التحالف الذي تقوده السعودية ، وأيضا الاستهداف الذي طال العمقين الإماراتي والسعودي .
لا يبدو أن الرياض وأبوظبي راضيتين عن الاحاطة التي قدمها هانس وكانتا تريدانها أكثر تشددا على صنعاء وأكثر ميلا لما تروجانه منذ بدء الجولة الجديدة العدوانية على اليمن ، بشأن التبرير لاستهداف التحالف مباني ومقرات ومؤسسات مدنية كان آخرها مبنى الاتصالات وسط العاصمة صنعاء ، والاكتفاء فقط بادانة استهداف الامارات والسعودية .
بالعودة إلى النافذة الروسية وإمكانية موسكو في انتشال ملف المفاوضات المجمدة منذ سنوات ، نحو أمام آمال ضئيلة خاصة أنها تأتي بالتزامن مع التوتر الروسي الغربي على خلفية ملف أوكرانيا ، ولكن في المقابل ثمة سؤال يطرح إن كانت روسيا تريد الانفتاح على الملف اليمني ، وهي التي تتجنب أن يكون لها يد ضاغطة لجهة إيقاف الحرب التي ستدخل عامها الثامن في مارس المقبل ؟
من المبكر الآن وقبل أي تحرك روسي فعلي التكهن بحجم الدور الروسي في هذا الجانب ، على أن ذلك كما أشرت في المقدمة حجر في المياه الراكدة .