هجوم إيراني بالطائرات المسيّرة على إسرائيل ودولة عربية تشارك في التصدي لها
الجديد برس / متابعات
لم يُفاجئنا أفيخاي أدرعي المُتحدّث باسم جيش الاحتِلال الاسرائيلي للإعلام العربي عندما أعلن في ساعةٍ مُتأخّرة من مساء أمس الأحد أن طائرات حربيّة إسرائيليّة من طِراز “F35I” (الشّبح) اعترضت طائرتين مُسيّرتين إيرانيتين كانتا في طريقهما لتنفيذ عمليّة ضدّ أهداف في العُمُق الفِلسطيني المُحتل، لأنّ هجمات عديدة يُنفّذها محور المُقاومة بصمت، ودون جعجعة أو تفاخر، بعضها عسكري وبعضها الآخر سيبراني، وبعضها في فِلسطين المحتلّة، والبعض الآخر في البِحار المفتوحة، مثلما حصل أثناء معارك حرب السّفن في بحر العرب قبل ما يَقرُب العام.
الهُجوم بالمُسيّرات الإيرانيّة وقع قبل عام، ولم يتم السّماح بالإعلان عنه إلا يوم الأحد بعد رفع الرّقابة العسكريّة، الأمر الذي يعني أن هُناك العديد من الهجمات المُماثلة، أو الأكثر خُطورةً لم يتم السّماح بالإعلان عنها، سواءً نفّذتها طائرات أو خلايا إيرانيّة تتواجد على الأرض السوريّة، وخاصَّةً بالقُرب من مُرتفعات الجولان، أو عناصر تابعة للجناح العسكري لحزب الله.
اللّافت في هذا الإعلان، أن المتحدّث أدرعي أكّد أن التصدّي للمُسيّرتين الإيرانيّتين تمّ بالتّنسيق مع دولة عربيّة مُجاورة، وهو ربّما يُشير بذلك إلى أحد دولتين، الأولى المملكة الأردنيّة الهاشميّة والثانية المملكة العربيّة السعوديّة، وإذا صحّت هذه المعلومة، فإن هذا يعكس تطوّرًا خطيرًا ربّما ينعكس سلبًا على المملكة المُتورّطة، أبرز عناوينه الدّخول في مُواجهةٍ مع إيران وأذرعها العسكريّة سواءً في الوقت الرّاهن أو المُستقبل.
هذا الإعلان يأتي ردًّا قويًّا على البعض الذي يقف في الخندق الأمريكي ضدّ محور المُقاومة، وكان وما زال يُردّد بأنّ الغارات الإسرائيليّة المُستمرّة على سورية، وتستهدف مواقع إيرانيّة وسوريّة، لا تُواجه أيّ رد انتِقامي، باستِثناء التصدّي لصواريخها بأنظمةٍ دفاعيّة صاروخيّة أرضيّة غالبًا ما تنجح في تدمير مُعظمها.
الإيرانيّون وحُلفاؤهم في محور المُقاومة، يمتلكون نفسًا طويلًا، وقُدرةً عاليةً على ضبْط النفس، والبُعد عن التهوّر، والرّدود الانفعاليّة الوقتيّة، فقد نجحوا في تطوير قُدرات دفاعيّة وهُجوميّة عالية، أبرز عناوينها المنظومات الصاروخيّة، والطّائرات المُسيّرة، التي تُعتبر جميعها من الأكثر تطوّرًا بين نظيراتها وتحتل المرتبة الرّابعة بعد الصين وروسيا وكوريا الشماليّة.
ثمن الطّائرة الواحدة الأمريكيّة الصُّنع من نوع “شبح” التي تصدّت للمُسيّرات الإيرانيّة يزيد عن مئة مليون دولار، بينما لا تُكلّف الطّائرة المُسيّرة الإيرانيّة إلا بضعة آلاف من الدولارات وخُطورتها ليست في إسقاطها إذا تأكّد، وإنما في تصنيعها وقطعها كُل هذه المسافة من طِهران إلى فِلسطين المحتلّة، ولولا المُشاركة والتّنسيق للتصدّي لها مع الدولة العربيّة المُجاورة التي لم يُسمّها المتحدّث الإسرائيلي، لوصلت إلى أهدافها وأصابتها، وضاعفت من حالة الرّعب والقلق الإسرائيليّة السّائدة حاليًّا في الدولة العبريّة.
الآن، وبعد أن كشفت صحيفة “الجيروزاليم بوست” نقلًا عن تقريرٍ جديد لمركز أبحاث “الما” العسكري أن “حزب الله” يملك نحو 2000 طائرة مُسيّرة مُتطوّرة بعضها صناعة إيرانيّة، والبعض الآخَر من إنتاج مصانع الحزب، علاوةً على مِئاتٍ من المُسيّرات الصّغيرة الاستطلاعيّة مِثل تلك التي اخترقت أجواء الجليل المُحتل، وفشلت كُل المنظومات الدفاعيّة الإسرائيليّة في إسقاطها، وعادت إلى قواعدها سالمة، نقول إنه بعد هذا الكشف لم تَعُد إيران بحاجةٍ إلى إرسال هذه المُسيّرات عبر أجواء عربيّة باتت “مُعادية” وتُنَسِّق مع دولة الاحتِلال الإسرائيلي.
حقائق كثيرة وعمليّات عسكريّة مُشرّفة قد يتم الكشف عنها في المُستقبل لمحور المُقاومة ضدّ دولة الاحتِلال أصابت أهدافها وأحدثت أضرارًا وخسائر ضخمة، ونضرب مثلًا بـ 39 صاروخًا عِراقيًّا وصلت إلى تل أبيب، وأوقعت أكثر من مِئة قتيل إسرائيلي، ولم يتم الكشف عن نجاحاتها إلا بعد 25 عامًا على الأقل.
الرّقابة العسكريّة الإسرائيليّة تُعلن عن العمليّات التي جرى إحباطها على حدّ زعمها، ولكنّها لا تفعل ذلك بالنّسبة إلى الأُخرى النّاجمة، وتتكتّم عليها تَجَنُّبًا لإرباك الرأي العام الذي لم يَعُد يَثِق بقُدرة الجيش الإسرائيلي على حمايته مثلما كان الحال في الماضي.
“رأي اليوم”