الجديد برس / تقارير / حلمي الكمالي:
يتدحرج الإقتصاد اليمني تدريجيا تحت آلة النهب والقتل السعودية الإماراتية، وأدواتهما المحلية المخلصة، في ظل “شرعية” واهية قدمت اليمن أرضا وإنسانا قربانا للمشاريع الأمريكية والغربية ووكلائها الإقليميين.
وفي ظل ما تشهده البلاد في الآونة الأخيرة، من أزمات معيشية واقتصادية مركبة، خصوصا المناطق الخاضعة لفصائل التحالف السعودي الإماراتي و”الشرعية”؛ يقف مسؤولي الأخيرة في وضع المتفرج، الذي ليس له صله باليمن سوى بما يتعلق بحسابات وأرصدة متناثره على طول البنوك المحلية والدولية من عدن إلى بنوك سويسرا وبورصات وويل استريت ومدريد.
لم يكن قيام هادي وحاشيته، بتقديم الغاز اليمني، للأمريكيين مجانا، خلال صفقة تم إبرامها في واشنطن بين ثلاثي القوى ” الأمريكي، السعودي، الإماراتي ” ، الفعالة في تحالف الحرب على اليمن، في صفقة “سارية المفعول” من دون أن توضع على الطاولة، وبدون حضور هادي الذي أطل برأسه من نافذه من مقر إقامته في الرياض، معلنا موافقته على الصفقة !.
هذه الصفقة المأساوية التي تحمل في طيها أعناق وأرواح ملايين اليمنيين، الذين يتزاحمون في طوايير الخبز والغاز والبترول، فيما يتزاحم مسؤولي حكومة هادي في شراء العقارات والشركات والفلل الفارهة في تركيا وأبو ظبي وعموم عواصم دول التحالف؛ ليست الأولى من نوعها في ظل مسلسل استنزاف واسع يستهدف كل الثروات اليمنية للعام الثامن على التوالي.
فبالتزامن مع الصفقات المشبوهه لبيع الغاز والنفط اليمني، مجانا للولايات المتحدة الأمريكية، والإستحواذ على رسوم الجمارك والعادات اليمنية المختلفة، الذي تذهب أكثر من 60 % من إيراداتها إلى البنك الأهلي السعودي في جدة منذ بداية حرب التحالف على اليمن، أقدمت حكومة هادي الأسبوع الماضي، على توريد بقية العائدات اليمنية إلى البنوك الحكومية في الإمارات، في صفقة جديدة ستفتك بالاقتصاد الوطني بحسب خبراء اقتصاديين.
إذا ما تمعنا جيدا في ما سبق؛ فإن منح “الشرعية” للغاز والنفط اليمني مجانا للولايات المتحدة، بالتزامن مع فتحها حسابا بنكيا للبنك المركزي اليمني في مصارف أبو ظبي، وتوريد العملات الصعبة إليه بدلا من إيداعها في فرع البنك بعدن لضمان إستقرار العملة المحلية التي تشهد انهيارا مرعبا؛ هي بمثابة آخر الطلقات القاتلة التي تمنحها حكومة هادي لإزهاق حياة اليمنيين.
كل هذه الإجراءات والصفقات التي يجريها التحالف و”الشرعية” ؛ تقود مباشرة لإنهاك ما تبقى من روح للإقتصاد اليمني المتهالك بين مؤامرات قوى التحالف السعودي الإماراتي، وفصائلها، في ظل تشديد الحصار الخانق على الشعب اليمني لمضاعفة معاناته، التي يتاجر بها المجتمع الدولي ومن خلفه الرياض وأبو ظبي وهادي ومسؤوليه.
إلى ذلك ، فإن تلك المؤامرات الفاضحة تسعى لتدمير قوت المواطن اليمني بلا استثناء، وهو ما يمكن ملاحظته في تصاعد الأزمة الخانقة خلال الأيام الماضية، في الغاز والمشتقات النفطية بمناطق سيطرة فصائل التحالف و”الشرعية”، والمفتوحة على العالم، بينما في الحقيقة ما تمارسه قوى التحالف من حصار وتجويع؛ يستهدف جميع شرائح وفئات الشعب اليمني شمالا وجنوبا، وهو الأمر الذي تعمل “الشرعية” ومسؤوليها، على تنفيذه كأدوات مستأجره لتلك القوى.
نقلا عن: البوابة الإخبارية اليمنية